العظة: متناقضات الصليب
المتكلم: القس د. بيار فرنسيس
التاريخ: 2011-03-06
تحميل :
المدة: 48:50
القس د. بيار فرنسيس
النقاط الرئيسية:
متناقضات الصليب المية ومية، الاحد في 6 اذار 2011، القس د. بيار فرنسيس، Handfuls on Purpose, by James Smith, Vol. XI, pp. 162 – 166
القراءة: اشعياء 53: 10 -13، المقدمة: نعيش في عالم يقوم على المتناقضات فماذا عن السماوية منها؟ في هذا المقطع نجد تصريحات تبدو متناقضة وغير منطقية، ولكنها حقيقية صحيحة، وتعبر عن فكر الله. يتكلم اشعياء عن المجد المسياوي الذي سيتبع الام المسيح.
1-مسرة الرب الموجعة: "اما الرب فسر بان يسحق بالحزن." فالذي لا يسر بموت الشرير بل بان يرجع عن طرقه ويحيا، نراه يسر بسحق ابنه البار. اله الكتاب المقدس يختلف بالتاكيد عن الالهة الوثنية المتعطشة للدماء. الهنا متعطش للفداء، ولو دفع بنفسه الثمن. "لان الرب راض عن شعبه، يجمل الودعاء بالخلاص." (مزمور 149: 4). "ليهتف ويفرح المبتغون حقي وليقولوا دائما ليتعظم الرب المسرور بسلامة عبده." (مزمور 35: 27). ولكي يتمكن الرب من ان يجعل الخطاة شعبه ليسر بهم مجددا، تحتم عليه ان يسحق ابنه. هل تقدر تضحية الرب لك؟
2-تالم الابن على يد الاب: "لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا." قد يعترض البعض بالقول ان المسيح تالم ومات على ايدي الاشرار. ولكن يقول الكتاب في اعمال 2: 23، "هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه." سر الحياة السعيدة هو ان ندرك انه لن يحدث لاولاده شيء الا بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق. هذا يخفف الامنا فنتحملها لمجد الله.
3-النفس ذبيحة اثم: "ان جعل نفسه ذبيحة اثم.." لم يكن جسده فحسب ذبيحة اثمنا، بل نفسه ايضا. لم تكن الام المسيح الجسدية وحدها كفارة عن خطايانا، بل الامه النفسية، العاطفية، العقلية، الروحية، واللاهوتية هي ذبيحتنا.
4-اطالة العمر بعد الموت: نلاحظ ان النبي اشعياء لا يتكلم عن نشاطات المسيا وانجازاته ونجاحاته الا بعد موته. فبعد موته كذبيحة اثم، "يرى نسلا تطول ايامه..." في اللغات الاخرى اطالة الايام ترجع للمسيا الذي يراقب نسله.
5-تعب الخادم وشبعه من الثمر: "من تعب نفسه يرى ويشبع." كلمة تعب تشتق من "مخاض الولادة." التعب بدون مشيئة الله باطل، بحسب سفر الجامعة 1: 13، "ووجهت قلبي للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت السماوات. هو عناء رديء جعلها الله لبني البشر ليعنوا به." وجامعة 3: 10 و11، "قد رايت الشغل الذي اعطاه الله بني البشر ليشتغلوا به. صنع الكل حسنا في وقته وايضا جعل الابدية في قلبهم، التي بلاها لا يدرك الانسان العمل الذي يعمله الله من البداية الى النهاية." التعب مع الرب هو الذي يحسب للابدية: 1تسالونيكي 2:9، "فانكم تذكرون ايها الاخوة تعبنا وكدنا. اذ كنا نكرز لكم بانجيل الله ونحن عاملون ليلا ونهارا كي لا نثقل على احد منكم." 2تسالونيكي 3: 8، "ولا اكلنا خبزا مجانا من احد بل كنا نشتغل بتعب وكد نهارا وليلا لكي لا نثقل على احد منكم." الحياة الروحية الجدية تتضمن تعبا في الصلاة، في الكرازة، في الصبر، في القداسة، في الزرع، في الحصاد، وهكذا. ولكن هذه كلها لا تحسب شيئا امام تعب المسيا. ولهذا سيشبع من تعبه. فكما انتهت عملية الخلق باستراحة الخالق في اليوم السابع، فكذلك سينتهي عمل الفداء بشبع الفادي ورضاه بخلاص مفدييه. فهو سيفرح: (1)- بعدد المفديين: رؤيا 7: 9، "وبعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده..." (2)-وبتنوع المفديين وتسبيحاتهم: من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف، متسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل."
6- معرفة الخادم وتبريرنا: "وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين واثامهم هو يحملها." (11) يجتهد المفسرون ليقولوا ان عبارة "بمعرفته يبرر كثيرين" تشير الى معرفة الخطاة للخادم او العبد المتالم، بالتوبة والايمان به، هو الذي يبرر. ولكن الحق يقال ان الرب يسوع بمعرفته لحالنا الساقطة ولحاجتنا لفدائه، ولموقعنا البعيد عنه في الكورة البعيدة، فهو يبررنا بمعرفته. "وانت تحت التينة رايتك."
7- الام المخلص المنتصر والشفيع العظيم: ابن الله وابن الانسان، اله وانسان معا، سيد وعبد، يقسم غنيمة مع الاعزاء ويحصى مع الاثمة، راع صالح وخروف مذبوح، قاض عادل ومحام شفيع، رئيس الحياة قتلتموه. حبيبي احمر وابيض، معلم بين ربوة. كان منظره كذا مفسدا اكثر من الرجل، وصورته اكثر من بني ادم.وكعرق من ارض يابسة، لا صورة له ولا جمال فلا منظر فنشتهيه. محتقر ومخذول من الناس، رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات اورشليم.