العظة: مقاصد الصليب
المتكلم: القس د. بيار فرنسيس
التاريخ: 2011-04-03
تحميل :
المدة: 43:57
القس د. بيار فرنسيس
النقاط الرئيسية:
مقاصد الصليب المية ومية، الاحد في 3 نيسان 2011، Handfuls on Purpose, by James Smith, Vol. VI, pp. 255 -260
القراءة: غلاطية 1: 4، "الذي بذل نفسه لاجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب ارادة الله وابينا."
المقدمة: في يوم الكفارة، كان رئيس الكهنة يرش دم الذبيحة على انية خيمة الاجتماع، اشارة الى فتح الطريق للتمتع ببركات التكفير. كان يفتح الباب لجعل الشعب يتمتع بكل الرموز الكفارية الموجودة في الخيمة. مكتوب في رومية 8: 32، "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين، كيف لا يهبنا معه كل شيء." وقال الرب يسوع لتلاميذه، "اسالوا تعطوا، اطلبوا تجدوا." فما هي اذا تلك والبركات التي تم شراؤها بالصليب؟
1-المسيح مات عنا على الصليب، لكي يشتري حريتنا من كل اثم: (تيطس 2: 14)، "الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في اعمال حسنة." الاثم له وجهان: حالة وفعل. كحالة يعني عدم مساواة، وكفعل يعني عدم عدل او عدم استقامة. موقف الانسان الطبيعي تجاه الله هو غير مستقيم؛ فليس هناك مساواة او وحدة في القصد، ولهذا فاعمال الانسان غير عادلة تجاه الله، فتسمى "اعمال شريرة." من هذه الاعمال غير المستقيمة ومن هذه الطبيعة الاثمة، يحررنا دم المسيح. ان نفتدى من كل اثم يعني ان ننقذ من كل ما يعيق صيرورتنا مثل فادينا. فاذا لم نتحرر من كل تلك الدوافع والامزجة التي تشوه مساواتنا للمستوى الذي يريده الله لنا، عندها لن يتحقق قصد الصليب فينا.
2-المسيح البار مات عنا نحن الاشرار على الصليب، لكي يقربنا الى الله: (1بطرس 3: 18)، "فان المسيح ايضا تالم مرة واحدة من اجل الخطايا، البار من اجل الاثمة، لكي يقربنا الى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح." عبرانيين 12: 22 -24، "بل قد اتيتم الى جبل صيهون والى مدينة الله الحي اورشليم السماوية، والى ربوات هم محفل ملائكة. وكنيسة ابكار مكتوبين في السماوات والى الله ديان الجميع والى ارواح ابرار مكملين. والى وسيط العهد الجديد يسوع والى دم رش يتكلم افضل من هابيل." تقريبنا الى الله، ليس كمذنبين، بل كمشترين بدم الابن، هو انتصار لمقاصد الصليب. ولكن كيف يقربنا موت المسيح من الله. اولا،انه ياتي بنا الى معرفة محبة الله ورحمته التي ما كانت لتظهر الا بصلب ابنه عنا. وثانيا، تاتي بنا الام المسيح الى رضى الله بمصالحتنا معه بابنه. وثالثا، موت المسيح يصيرنا "مشاركين للطبيعة الالهية" بحزننا على الخطية حتى الموت، واتحادنا معه بالقيامة. ورابعا، تاتي بنا الام المسيح للتمتع بالله. واخيرا، تاتي بنا الامه الى بيته والى محضره المباشر. فالقصد من الصليب ليس فقط احضار نفوسنا الى الله في الابدية، بل تقريبنا منه في حياتنا اليومية لنستسلم لارادته. فهل سمحت للمسيح المصلوب ان ياتي بك الى الله؟
3-المسيح مات عنا على الصليب، لكي ننال التبني كابناء: (غلاطية 4: 5)، "ليفتدي الذين هم تحت الناموس، لننال التبني." تم شراء امتياز البنوة بدم الصليب. قبل ان نتمكن من ان ندعو الله ابانا، نحتاج ان نتحرر من ذنوبنا ومن سلطة الناموس. وقبل ان يعترف بنا الله كابناء له، علينا ان نحمل صورته، وان نلبي متطلبات بره. كل البشر هم ذرية الله، ولكننا لن نصبح "ابناء الله" الا بالايمان. فالابن وارث لكل ما اشتراه المسيح لنا بصليبه. (غلاطية 4: 6)، "ثم بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخا يا ابا الاب. اذا لست بعد عبدا بل ابنا وان كنت ابنا فوارث لله بالمسيح." عندها فقط يسمع الله صراخنا ويستجيب بحكمته ومحبته الابوية لطلباتنا.
4-المسيح مات عنا على الصليب، لكي ينقذنا من العالم الحاضر الشرير: (غلاطية 1: 4)، "الذي بذل نفسه لاجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب ارادة الله وابينا." طالما نحن في هذا الجسد، سنكون عرضة لتاثيرات الشر في هذا العالم. فبمعزل عن تاثير روح الله القدوس، كل قوات الشر في هذا الدهر تعمل بانسجام مع "رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية." (افسس 2: 2). احدى ثمار موت المسيح هي انه يخلصنا من الدوافع الشريرة، ويحفظ نفوسنا سليمة في عالم فاسد. لهذا صلى الرب في يوحنا 17: 15 ، "لست اسال ان تاخذهم من العالم، بل ان تحفظهم من الشرير." الفتيان الثلاثة لم ينقذوا من الاتون بل فيه، اعطاء للمزيد من المجد للرب. صليب المسيح الماثل امامنا هو حماية مستمرة من شر هذا العالم. "وهم غلبوه بدم الخروف."
5-المسيح مات عنا على الصليب، لكي لا نعود نحيا لانفسنا، بل للذي مات لاجلنا: (2كورنثوس 5: 15)، "وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم، بل للذي مات لاجلهم وقام." مات لاجلنا لينقذنا من انانيتنا القاتلة، لنجد فيه محورا تتمحور حوله حياتنا الجديدة. ان نعيش لذواتنا هو موت بنظر الله. من اخطر التجارب هي ان نعيش لذواتنا. المياه التي تنبع من قلب اناني لن يرتفع مستواها عن تمجيد الذات.
6-المسيح مات عنا على الصليب، لكي نقبل الروح الموعود به: (غلاطية 3: 13 و14)، "المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا، لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة. لتصير بركة ابراهيم للامم في المسيح يسوع، لننال بالايمان موعد الروح." يوم الخمسين تحقق بالجلجثة. ينبغي ان يطهر دم المسيح المصلوب قلب الخاطئ قبل ان يملاه بالروح ويسكن فيه. فهو مات على الصليب ليجعلنا هيكلا لروحه.
7-المسيح مات عنا على الصليب لكي يكون ربا على الاحياء والاموات: (رومية14: 7 -9)، "لان ليس احد منا يعيش لذاته ولا احد يموت لذاته. لاننا ان عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت. فان عشنا وان متنا فللرب نحن. لانه لهذا مات المسيح وقام وعاش لكي يسود على الاحياء والاموات." المسيح وضع نفسه تحت الكل ورفعه الاب فوق الكل. 1تسالونيكي 5: 10" الذي مات لاجلنا حتى اذا سهرنا او نمنا نحيا جميعا معه."