FREE media players is required to listen to the audio

23 كانون الأول (ديسمبر)

مقدمة لسفر رؤيا

اقرأ رؤيا 1 -- 2

تلقت سبع كنائس خطابات أملاها المسيح وسجلها يوحنا. وقد كانت هذه الكنائس السبع موجودة فعلا في ذلك الوقت في آسيا الصغرى (تركيا). ومع ذلك فإن الرسائل الموجهة إليها لا تزال حتى يومنا هذا لها نفس الحيوية والأهمية، وذلك لأن طابع هذه الكنائس ومسلكها يمثل الكنائس والمؤمنين في كل العصور. وهم إما ينالون مدح الرب أو توبيخه.

في كنائس سميرنا وفيلادلفيا لا نجد توبيخا، وإنما مديحا فقط. وفي ساردس ولاودكية لا نجد مديحا، وإنما توبيخا فقط. أما في أفسس وبرغامس وثياتيرا، فيوجد كل من المديح والتوبيخ.

وتوجه كلمات المديح إلى كنيسة أفسس من أجل تعبهم وصبرهم وتمسكهم بالتعليم الصحيح. وقد مدحهم أيضا على كشفهم للأنبياء الكذبة ولأعمال النيقولاويين (رؤيا 6:2؛ قارن مع أعمال 28:20-30)، أي الذين يتساهلون مع الزنى ومع تعاليم بلعام (رؤيا 14:2-15؛ عدد 22-25). ولكن المؤمنون في أفسس كانت لديهم مشكلة خطيرة، فلقد قال لهم المسيح: عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى [أي تخليت عني، أنا هو حبك الأول] (رؤيا 4:2).

هذه المشكلة الأفسسية، تحدث عادة بالتدريج عندما ينهمك الشخص في الأشغال والملذات، أو حتى في الأنشطة الجيدة بل وأيضا المسئوليات الكنسية. ولكن التهمة خطيرة للغاية: سقطت (رؤيا 5:2). وفي عبارة واحدة يكرر القول مرتين: تب ... وإلا فإني آتيك ... وأزحزح منارتك من مكانها (رؤيا 5:2).

وأرسل خطابا إلى كنيسة سميرنا حيث كان المؤمنون فقراء للغاية. لقد عانوا بلا شك من الاضطهاد والإهانة من القائلين أنهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع الشيطان (رؤيا 9:2). فمع أن هذه الكنيسة كانت تتألم وكانت فقيرة، إلا أن الرب يقول لها: إنك غني ... كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة (9:2-10).

ثم أرسل خطابا إلى كنيسة برغامس. وقد قيل عنهم أنهم يسكنون حيث كرسي الشيطان ... حيث الشيطان يسكن (13:2). وقد وجه إليهم التوبيخ الشديد: إن عندك هناك قوما متمسكين بتعليم بلعام ... وبتعاليم النيقولاويين الذي أبغضه. فتب، وإلا فإني آتيك ... وأحاربهم بسيف فمي (14:2-16).

وأرسل أيضا خطابا إلى ثياتيرا حيث كان يوجد أيضا إهمال بخصوص التعليم الخاطئ ويشمل المرأة إيزابل، التي تقول أنها نبية حتى تعلم وتغوي عبيدي أن يزنوا ويأكلوا ما ذبح للأوثان (رؤيا 20:2). ويبدو أن جميع الأنبياء الكذبة يشتركون في هذه الفلسفة - وهي أن تحرر المسيحي من ناموس موسى يعفيه من الناموس الأدبي. وبالتالي فإن هؤلاء المؤمنين كانوا يظنون أن بر المسيح يغطيهم على الرغم من انغماسهم في شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة (1 يوحنا 16:2).

إن روح إيزابل هذه لا تزال موجودة في الكنائس اليوم، وهذا ما يستنكره العهد الجديد بشدة بصفته تعليم خاطئ (يوحنا 31:8-32؛ غلاطية 16:5-21؛ أفسس 1:5-11؛ 2 بطرس 1:2-22؛ 1 يوحنا 4:2؛ يهوذا 7:1-13).

من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي (رؤيا 17:2).

 

شواهد مرجعية:

رؤيا 7:1 (انظر دانيال 13:7)، رؤيا 27:2-28 (انظر مزمور 8:2-9).

 

أفكار من جهة الصلاة:

شجع الآخرين على حمد الرب أثناء النهار (مزمور 5:67).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 9 : 7