24 ايلول (سبتمبر)
مقدمة لسفر يونان
اقرأ يونان 1 -- 4
تلقى يونان إرشادا من الرب
قائلا له: قم اذهب إلى نينوى
المدينة العظيمة وناد عليها لأنه
قد صعد شرهم أمامي (يونان
2:1). ويبدو أن يونان قد وقع في
خطأ الاعتقاد بأنه طالما أن نينوى
شعب أممي ووثني شرير وأنهم يمثلون
خطرا كامنا على إسرائيل، فإنهم
يستحقون الدمار. لذلك فعلى الأرجح
أن يونان قد ابتهج بهذه الأخبار
أن دينونة الله ستقع قريبا على
نينوى.
وربما ظن يونان أنه يستطيع أن
يتجاهل إرادة الرب المعلنة من
نحوه بأن يصير مرسلا إلى نينوى،
ومع ذلك يظل مستمتعا بحياته.
فقام يونان ليهرب إلى ترشيش ...
فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة
إلى ترشيش [أبعد مركز من
مراكز التجارة الفينيقية في ذلك
الحين] (يونان 3:1).
ولا بد أن يونان شعر أنه محظوظ
جدا عندما وجد سفينة مسافرة إلى
ترشيش في نفس يوم وصوله إلى يافا.
ولكن بينما كان يونان يهنئ نفسه
على حظه السعيد، كانت تنتظره
سلسلة من خطوات "النزول". فإنه
أولا نزل إلى يافا، ثم
نزل في السفينة، وفي النهاية
نزل إلى أسافل الجبال (يونان
3:1 - 6:2) - فلقد كان نزوله في
الواقع أكثر مما توقع بكثير. قد
يفتخر البعض بأنهم مسيحيون وقد
يتحدثوا عن بركة الله في حياتهم،
ولكن إذا كانت الذات تتخذ مكانة
متقدمة عن المسيح، فستكون خطواتهم
دائما في نزول مستمر.
لأول وهلة كانت الظروف تبدو
مواتية "لخطة يونان الترفيهية"
حتى أنه شعر براحة البال وسرعان
ما استغرق في النوم (يونان 5:1).
فمهما كانت الظروف مواتية لتجنب
إرادة الله إلا أنها لا تؤد أبدا
إلى نهاية جيدة. لقد ظن يونان أنه
ترك همومه وراء ظهره، ولكن هذا
"الحظ السعيد" دائما ما ينتهي في
"المياه العميقة". إننا كثيرا ما
نميل لعمل ما يبدو الأفضل لنا
بدلا من أن نسعى من خلال الصلاة
لعمل مشيئة الله.
عندما دفع يونان أجرة رحلته
(يونان 3:1) لم يكن يتوقع أن يلقى
في البحر وأن يبتلعه حوت. فلقد
تحولت أجرة الرحلة إلى رسوم
للالتحاق بـ "معهد الحوت للاهوت".
وبعد ثلاثة أيام تخرج كأعظم مبشر
في أيامه، إذ قاد مدينة بأكملها
إلى التوبة عن شرورها.
كان الرب يقدر أن يستخدم نبيا
آخر ويترك يونان ليبتلعه البحر.
ولكن الرب كان رحيما مع يونان
وتعامل معه بصبر لكي يعلمه أهمية
الطاعة.
لقد أحب الرب هذا النبي غير
المطيع لدرجة أنه لم يسمح له
بالمضي في طرقه الأنانية. لأن
الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل
ابن يقبله (عبرانيين 6:12).
تظهر محبة الله العظيمة لكل
البشرية، وليس فقط لشعب إسرائيل،
في إرسال يونان إلى مدينة نينوى
الوثنية، والتي لم تكن وارثة
لوعود الرب، لكي يحذرهم من
الدينونة التي ستقع عليهم بسبب
شرورهم. لقد ظهر استعداد الرب لأن
يخلص أشر الخطاة عندما تاب ملك
نينوى وشعبها فنجوا من الهلاك
الذي تكلم به يونان من جهتهم
(غلاطية 28:3-29).
وكما حدث مع شعب نينوى، يمكننا
أيضاً أن نرى أن دينونة الله
مصحوبة دائما بالرحمة. فإن الذين
يجهلون طبيعة أبينا المحب،
والرحيم، والكلي الحكمة هم فقط
الذين يعتبرون دينونته مجرد عقاب.
لا يتباطأ الرب عن وعده كما
يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى
علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس
بل أن يقبل الجميع إلى التوبة
(2 بطرس 9:3).
إعلان عن
المسيح:
من خلال يونان (7:1 - 10:2).
قال يسوع أن هذا تشبيه لموته
ودفنه وقيامته عندما طلب منه
الفريسيون آية تبين من هو
(متى 39:12-40؛ أيضا 1
كورنثوس 4:15).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من الرب أن يريك ما
ينبغي أن تفعله، وبعد ذلك كن
مستعدا لفعله (أعمال 6:9).
آية الأسبوع للحفظ:
تيطس 2 : 13