FREE media players is required to listen to the audio

12 آب (أغسطس)

اقرأ إشعياء 58 -- 63

توجد طاقة معجزية تنطلق من السماء بواسطة الصوم لا يمكن الحصول عليها بأي طريقة أخرى. ونجد المثال على ذلك في حياة موسى الذي صام 40 يوما في مناسبتين. وقد صام شعب نينوى ليتجنب الهلاك؛ وصامت إستير وشعبها لكي ينالوا النجاة؛ وصام دانيال ثلاثة أسابيع ليتغلب على القوات الشيطانية؛ وصام الرب يسوع 40 يوما عندما كان الشيطان يجربه؛ وصام كرنيليوس فحصل على التجديد (أعمال 30:10). لقد أعطانا الرب يسوع توجيهات خاصة عن الصوم (متى 16:6-18؛ لوقا 35:5).

ولكن بني إسرائيل تذمروا قائلين: "إننا نصوم ولكن صلواتنا لا تُستجاب" - لماذا؟ لقد كشف الرب، من خلال إشعياء، المتطلبات الأساسية اللازمة ليكون الصوم فعالا. أولا، لم يحقق صوم الإسرائيليين النتائج والبركات المرجوة لأن صومهم كان محوره الذات، وقد وضّح لهم ذلك قائلا: ها إنكم للخصومة والنزاع تصومون (إشعياء 3:58-4). وكانوا أيضا يصومون لكي يراهم الآخرون - يوما يحني فيه الإنسان كالأسلة رأسه ويفرش تحته مسحا ورمادا. هل تسمي هذا صوما ويوما مقبولا للرب؟ (إشعياء 5:58).

بالإضافة إلى ذلك كانت هناك ثلاثة أسباب أخرى جعلت صومهم باطلا: النير [أي الأحمال التي يثقّلون بها على المظلومين]، والإيماء بالإصبع [أي أنهم يشيرون بإصبعهم استهزاء بالبائسين أو الأتقياء]، وكلام الإثم [أي كل أنواع الغش والقسوة والظلم والشر في الكلام] (إشعياء 9:58). فإذا كان ما نعمله للرب أو للناس يضع نيرا عليهم - كأن نتوقع مثلا خدمات خاصة في المقابل - أو إذا كان هناك إصبع ممدود بالاستهزاء، أو كلام صعب أو ظالم أو شرير، فهذا دليل على وجود مشكلة كبرياء تسمى بالبر الذاتي.

كثيرون يظنون أن المسيحية هي مجموعة أشياء لا نعرفها. ولكن المسيحية في الواقع هي شيئا نتحول إليه - إذ نتحول إلى آنية مختارة لخدمة الرب. أليس هذا صوما أختاره: حل قيود الشر، فك عقد النير، وإطلاق المسحوقين أحرارا، وقطع كل نير؟ أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك؟ (إشعياء 6:58-7).

إن الروح القدس الساكن فينا يجعل نور محبة الله تشع من خلالنا. فإن الحياة الممتلئة بالروح القدس هي التي تقودك إلى نزع النير من وسطك ... وإنفاق نفسك للجائع وإشباع النفس الذليلة ... وعندئذ يشرق في الظلمة نورك، ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر، ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك (إشعياء 9:58-11). ما أكثر الناس الذين لم يحصلوا بعد على كلمة محبة الله. فليست لديهم كتب مقدسة ولا وسائل تعليمية. هذا من شأنه أن يجعلنا نعيد تقييم أولوياتنا من جهة ما ينبغي أن نحتفظ به لأنفسنا.

هناك فرق بين أن تكسر للجائع خبزك (ع 7) وبين أن تنفق نفسك للجائع (ع 10). فالأولى معناها أنك تعطي ثم تمضي إلى حال سبيلك، أما الثانية - تنفق نفسك للجائع - فهي تعني أكثر من ذلك بكثير. إنها تعني تقديم محبة الله وعطفه وحنانه إلى عالم جائع وضائع ومحتضر.

ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها (متى 36:9).

 

إعلان عن المسيح:

بصفته الشخص الممسوح ليبشر المساكين (إشعياء 1:61-2). لقد بشر يسوع بهذا الجزء أمام القادة في الهيكل (لوقا 16:4-22)، وتوقف في منتصف القراءة، مبينا أنه إن كان قد حقق الجزء الأول، إلا أن الجزء الثاني - يوم الانتقام - لم يأتِ بعد. إن المسيح يشفي المنكسري القلوب (إشعياء 1:61؛ مزمور 3:147) ويحررنا بحقه (يوحنا 32:8-36).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب من الرب أن يطهرك من الخطايا المستترة (مزمور 12:19).

 

قراءة اختيارية:

 

1 بطرس 2

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 تسالونيكي 1 : 8