10 آب (أغسطس)
اقرأ إشعياء 47 -- 51
يبدو أن المسبيين اليهود
القلائل الذين ظلوا أمناء للرب
كان يطغي عليهم الحزن في كثير من
الأحيان، فيقولوا: قد تركني
الرب، وسيدي نسيني (إشعياء
14:49). فإنه من الطبيعي أن تقع
الدينونة على الأشرار، أو ربما
أيضا على المرتدين، ولكن الأمر
الذي يثير العجب هو أن تحدث أشياء
رديئة لأكثر المؤمنين إخلاصا -
أولئك الذين يخافون الله ويسمعون
لصوت مسيحه ومع ذلك يسلكون في
ظلمات وضيق شديد (إشعياء 10:50).
ولكن التعجب من هذا الأمر يدل على
نقص الإيمان الناتج عن عدم فهم
كلمة الله فهما صحيحا.
لقد كان الرب قريبا جدا من
شعبه المتألم في السبي في بابل،
وكان يتكلم إليهم بكلمات الشفقة
والعطف قائلا: أنا أنا هو
معزيكم. من أنت حتى تخافي من
إنسان يموت، ومن ابن الإنسان الذي
يجعل كالعشب [أي الذي يفـنى
كالعشب]، وتنسي الرب صانعك
باسط السموات ومؤسس الأرض
(إشعياء 12:51-13).
كان الرب يذكر بني إسرائيل
أنهم لا زالوا شعبه. وقد عرفوا عن
طريق الأنبياء أن آلامهم وخسائرهم
الفادحة كانت ضرورية لتحريرهم من
عبادة الآلهة الكاذبة ولإعدادهم
لكي يصبحوا رعايا ملكوت أبدي أكثر
مجدا بما لا يقاس. وقد ذكّرهم
الرب أيضا بأمانته معهم في الماضي
وأكد لهم أنه لا يزال يحبهم.
فعندما ينقطع رجاء بعد رجاء،
وتفشل خطة بعد خطة، وتواجهنا
تجربة بعد تجربة، فإننا نحتاج أن
نتذكر نبوة إشعياء عن ابن الله
الكامل: بذلت ظهري للضاربين
وخدي للناتفين، وجهي لم أستر عن
العار والبصق. والسيد الرب يعينني
(إشعياء 6:50-7). لقد علمنا الرب
أن نتوقع مثل هذه الآلام قائلا:
ليس التلميذ أفضل من المعلم
ولا العبد أفضل من سيده (متى
24:10). فلا ينبغي أن نندهش عندما
نواجه صعوبات في هذه الحياة.
فإن كل واحد منا إما أنه قد
تعرض بالفعل أو سوف يتعرض لتجارب
قاسية من قوات الشر. فلا تنزعجوا
إذا وجدتم فجأة أن كل عالمكم
ينهار من حولكم.
وإذ نستمر مصلين بحرارة وإصرار
ومثابرة، فإننا نحتاج نحن أيضا أن
نتذكر كلام إشعياء إلى الشخص
المتألم: من منكم خائف الرب
سامع لصوت عبده؟ ... فليتكل على
اسم الرب ويستند إلى إلهه
(إشعياء 10:50). إن الذي يشك في
محبة الرب واهتمامه ورعايته
الشخصية يفترض أنه غير قادر على
إتمام وعده: ها أنا معكم كل
الأيام (متى 20:28؛ أيضا 2
تيموثاوس 7:1). والأكثر من ذلك
فإنه يفترض أن قدرة الإنسان على
إيذائه أكبر من قدرة الله على
حمايته.
ولكن القرار الأخير هو لنا، إذ
علينا أن نتحول من الشك القائل:
"لماذا أنا دون غيري؟" إلى اليقين
القائل: "من هو المتحكم في أمور
العالم؟". إن الرب قادر على إخراج
البركة من الانكسار، والنصرة من
الشدائد، مثلما فعل مع أيوب الذي
تألم أكثر من أي إنسان آخر في
الكتاب المقدس باستثناء الرب
يسوع. ولكن أيوب انتصر على محنته
بسبب إيمانه بأن الرب هو المتحكم
في الأمور، لأنه يعرف طريقي
إذا جرّبني أخرج كالذهب (أيوب
10:23).
إعلان عن
المسيح:
بصفته نور الأمم (إشعياء
6:49) الذي أحضر نور الخلاص
الإلهي لجميع أمم الأرض (لوقا
32:2؛ أعمال 47:13).
أفكار من
جهة الصلاة:
صلِّ وتشفّع من أجل أسرتك
(أيوب 5:1).
قراءة اختيارية:
يعقوب 5
آية الأسبوع للحفظ:
2 تسالونيكي 1 : 8