5 تموز (يوليو)
اقرأ مزمور 60 -- 66
كان الملك شاول قد أجبر داود
على الانسحاب إلى منطقة مهجورة
خارج حدود أرض الموعد. وعلى الرغم
من أن داود كان منفيا عن أحبائه
وزوجته وبيته ووسائل الراحة في
القصر، إلا أن الإحساس الأكبر
الذي كان يضغط عليه كان هو
ابتعاده عن المكان الحقيقي
للعبادة - المكان الذي اختاره
الله ليعلن فيه عن حضوره. لقد كان
يطغي على داود إحساس بالحزن
والفراغ: اسمع يا الله صراخي
واصغَ إلى صلاتي. من أقصى الأرض
أدعوك إذا غشي على قلبي؛ إلى صخرة
أرفع مني تهديني [أي اهدني
إلى صخرة أعلى مني] (مزمور
1:61-2). فمع أن هذا المكان
المهجور كان يبدو أنه أقصى
الأرض، ومع أن قلبه كان مثقلا
بالهموم ومغشيّ عليه، إلا
أن داود صلى إلى الله لكي يقوده
إلى الصخرة التي هي أعلى منه.
33 مرة في الكتاب المقدس يقال
عن الله أنه الصخرة. فهو صخرة
حصنك ... وهو صخرتي ومعقلي
[أي حصني] ... وهو صخرة خلاصه
(إشعياء 10:17؛ مزمور 3:31؛
تثنية 15:32). لذلك كان داود
واثقا تماما من أمنه وأمانه، لأن
سلامه وحمايته كانا مؤسسين على
الرب. فمع أنه كان في وضع ضعف
وعدم أمان، إلا أن ثقته كانت في
الصخرة الأعلى منه. في وقت
الاحتياج الشديد هذا، أمكنه أيضا
أن يعتبر أن الله ملجأ له، برج
قوة من وجه العدو (مزمور
3:61). وكلمة برج قوة تدل
على أعظم مكان آمن من العدو. فإن
اسم الرب برج حصين، يركض إليه
الصدّيق ويتمنّع (أمثال
10:18).
في هذا المزمور، يتذكر داود أن
الرب حصن أمان، ولكنه يتذكر أيضا
أنه هو وحده يستحق العبادة.
لأنك أنت يا الله استمعت نذوري،
أعطيت [أي أعطيتني] ميراث
خائفي اسمك (مزمور 5:61).
والشيء المثير في هذا المزمور
وفي العديد من المزامير هو أنه
أيضا مزمور نبوي يتكلم عن الملك
الأبدي: إلى أيام الملك تضيف
أياما، سنينه كدور فدور [أي
تكون سنينه إلى آخر الزمان].
يجلس قدام الله إلى الدهر [أي
يجلس على العرش إلى الأبد] (مزمور
6:61-7). وهذا لا يمكن أن يتحقق
إلا في المسيا الآتي، الذي هو
يسوع ابن داود،فهو وحده الأبدي
الذي لا يتغير (رومية 3:1-4).
وعلى الرغم من أن الظروف
الصعبة لم يتغير شيء فيها، إلا أن
داود كان واثقا أن الله قد
استمع نذوره (مزمور 5:61).
وعلى الرغم من أن قلبه كان
مغشيّ عليه (مزمور 2:61)، إلا
أنه كان متأكدا أن الله سيرفعه
وينقذه.
جميعنا لدينا أحمال تثقل
كاهلنا؛ وأحيانا تمر بنا أوقات
فيها نظن أن أحمالنا هي أثقل
الكل، بل وأنها تفوق طاقة
احتمالنا. ولكن في أحيان كثيرة
يكشف الله عن إرادته الكاملة
لأولاده في الأوقات التي يكون
فيها لديهم إحساس عميق بالعجز
الكامل. ليس هناك وعدا بأن الله
سيرفع عنا أثقالنا، كما حدث مع
بولس بالنسبة لشوكته التي في
الجسد ؛ ولكنه وعدنا قائلا:
تكفيك نعمتي (2 كورنثوس
7:12-9).
نحن أيضا يجب أن نميز يد الله
في حياتنا وهي تعمل فينا ومن
خلالنا، الذي دعانا إلى مجده
الأبدي في المسيح يسوع بعدما
تألمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم
ويقويكم ويمكنكم (1 بطرس
10:5).
إعلان عن
المسيح:
بصفته الصخرة - المخلص الأبدي
الذي لا يتزعزع ولا يتغير
(مزمور 2:61؛ 2:62،6-7). يسوع
هو صخرة خلاصنا (1 كورنثوس
4:10).
أفكار من
جهة الصلاة:
افرح وكن شاكرا لأن كلمة الله
هي غذاء نفسك (تثنية 3:8).
قراءة اختيارية:
1 تسالونيكي 4
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 13