4 تموز (يوليو)
اقرأ مزمور 52 -- 59
إن قداسة الله تتطلب منه أن
يدين الخطية. ففي الواقع، بدون
إدانة الخطية لا تكون هناك قداسة
حقيقية. لذلك لا ينبغي أن نندهش
من أن بعض المزامير تعبر عن
كراهية الله الفائقة للشر وعن
العقاب الذي سيقع في يوم الدينونة
على الأعداء وفعلة الشر. على سبيل
المثال: كل غادر أثيم لا ترحم
... خطية أفواههم هي كلام شفاههم،
وليؤخذوا بكبريائهم ومن اللعنة
ومن الكذب الذي يحدثون به. أفنِ
بحنق، أفنِ ولا يكونوا (مزمور
5:59،12-13).
فكاتب المزمور لا يترك مجالا
للشك من جهة مصير جميع الخطاة:
لتصر مائدتهم قدامهم فخا ...
وشركا ... صب عليهم سخطك وليدركهم
حمو غضبك ... ليُمْحَوا من سفر
الأحياء ومع الصديقين لا يكتبوا
(مزمور 22:69-24،28).
ومرة أخرى نقرأ: مبغضوك قد
رفعوا الرأس. على شعبك مكروا..
وتشاوروا على أحميائك... ليخزوا
ويرتاعوا إلى الأبد ليخجلوا
ويبيدوا، ويعلموا أنك اسمك يهوه
وحدك العلي على كل الأرض
(مزمور 2:83-3،17-18؛ أيضا 58؛
83؛ و 137).
إن كلمات كاتب المزمور موحى
بها من الله وهي تعبر عن الخطية
طبقا لطبيعتها الحقيقية - أنها
تمرد على الله. ويضم داود نفسه
إلى الله الذي يبغض الخطية فيقول:
ألا أبغض مبغضيك يا رب؟ ...
بغضا تاما أبغضتهم، صاروا لي
أعداء (مزمور 21:139-22).
البغض التام لا يعني البغض الشخصي
الناتج عن الغيرة أو الحسد أو
الطموح، بل على العكس فهو البغض
الصادر من شخص مسئول عن إقامة
العدل.
إن معظم هذه المزامير كتبها
داود - وهو الملك الذي حكم بإحساس
مرهف وأن مسئوليته الأولى هي أمام
الله.
يوضح كل من العهدين القديم
والجديد أن الله يكره الخطية وأنه
سيدين الخاطئ غير التائب.
الأشرار يرجعون إلى الهاوية، كل
الأمم الناسين الله (مزمور
17:9).
إن أصل الخطية هو الشيطان،
الذي في تمرده على الله أغوى آدم
وحواء بأن يخطئوا. ونتيجة لسقوط
آدم، صار الجنس البشري كله
بالطبيعة غير قادر على التصالح مع
الله الخالق البار ولا على أداء
أي عمل روحي حقيقي: فالجميع خطاة
بالولادة (رومية 9:3-10،23) وبهم
طبيعة داخلية أخدع من كل شيء
ونجيسة (إرميا 9:17)؛ وهم
أموات بالذنوب والخطايا (أفسس
1:2). ولا يوجد وسيلة للتصالح مع
الله القدوس إلا من خلال المسيح،
الذي لم يعرف خطية (2
كورنثوس 21:5) ولذلك أمكنه أن
يموت بدلا منا لكي ننال نحن
الحياة الأبدية. إن التوبة
الحقيقية تهيئ قلوبنا لقبول
المسيح مخلصا وربا على حياتنا
(أعمال 38:2؛ 12:4).
إن موقفنا تجاه الخطية يجب
أيضا أن يكون في توافق مع كلمة
الله - فيجب أن ننظر إلى الخطية
مثلما ينظر إليها الله. ودينونة
الله على الخطية المعلنة في
المزامير هي معلنة أيضا في العهد
الجديد. فإن مخلصنا الرحيم العطوف
سيعود في نار لهيب معطيا نقمة
للذين لا يعرفون الله والذين لا
يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح:
الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه
الرب ومن مجد قوته (2
تسالونيكي 8:1-9).
إعلان عن
المسيح:
بصفته الشخص الذي يخلص الذين
يصرخون إليه (مزمور
16:55-17). "لأن كل من يدعو
باسم الرب يخلص" (رومية
13:10).
أفكار من
جهة الصلاة:
اشكر الرب من أجل رحمته (عدد
11:12-14).
قراءة اختيارية:
1 تسالونيكي 3
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 13