23 حزيران (يونيو)
اقرأ أيوب 34 -- 37
لم يكن أصغر أصحاب أيوب، وهو
أليهو، قد تكلم بعد حتى فرغ
الثلاثة الآخرون من توجيه
اتهاماتهم والتعبير عن رأيهم في
أيوب. وقد كان أليهو مستاء من
أصحاب أيوب الثلاثة لأنهم فشلوا
في إقناع أيوب بأن آلامه هي نتيجة
لخطاياه. وكان أليهو مستاء بدرجة
أكبر من أيوب لأنه هو أيضا كان
يظن أن أيوب خاطئ وأنه بار في
عينَي نفسه. أربع مرات في خمسة
أعداد نقرأ أنه حمي غضبه
(أيوب 1:32-5). فليت أيوب كان
يمتحن إلى الغاية من أجل أجوبته
كأهل الإثم ... فغر أيوب فاه
بالباطل وكبّر الكلام بلا معرفة
(أيوب 36:34-37؛ 16:35). بالإضافة
إلى ذلك فإن هذا المغرور استخدم
ضمير المتكلم "أنا" ومشتقاتها
أكثر من 60 مرة في الأعداد الـ 49
التالية ليبين لأيوب أنه هو وحده
يقدر أن يتشفع من أجله (أيوب
6:32-32:33). فإن اتهاماته ضد
شهادة أيوب هي أنصاف حقائق مشوهة
كما أنها تناقض تماما تقييم الله
لأيوب. فإن اتهامات أليهو لأيوب
(أيوب 8:33-13) تتناقض تماما مع
ما قاله الله عن أيوب سواء قبل
تجربته أو بعدها (أيوب 8:1؛
7:42-8).
إننا نميل عادة إلى انتقاد
أفعال الآخرين والحكم عليها
ونتسرع في تقديم النصائح لهم مع
أننا في الواقع لا نعرف ما الذي
يفعله الله وما هي الطريقة التي
يتعامل بها مع نفس هذا الشخص. إن
الإدانة والنقد اللاذع وتصيّد
أخطاء الآخرين هي خطية جسيمة ليس
فقط في حق الأخ المعني بل أيضا في
حق الله (متى 1:7-2). وهي تحرمنا
ليس فقط من شركتنا مع الرب وإنما
تضعنا أيضا في موضع الدينونة.
إن اتهامات أليهو لأيوب تبين
لنا كيف أن استنتاجاتنا تكون عادة
حمقاء عندما نرى مؤمنا متألما
ونحاول أن نجد تفسيرا عن سبب سماح
الله بهذا الألم.
من أنت الذي تدين عبد غيرك؟
...وأما أنت فلماذا تدين أخيك؟ أو
أنت أيضا فلماذا تزدري بأخيك؟
لأننا جميعا سوف نقف أمام كرسي
المسيح (رومية 4:14،10).
عندما يصاب المؤمنون بخسائر أو
آلام أو كوارث، فإن الشيطان ومعظم
الناس يفترضون أن الله لا يتدخل
في المسار الطبيعي للأمور، وأن
الأمر لا يهمه ولا يعنيه، وأننا
لا نكون مستحقين أن يستجيب
صلواتنا. وكنتيجة لذلك فإننا نكون
معرضين للإصابة باليأس فلا نقدر
أن نصلي في الوقت الذي نكون فيه
في أشد الاحتياج للصلاة. فلا تشك
أبدا في أن الرب مسيطر على جميع
الأمور التي تحدث في حياتك، مهما
كانت تبدو لك سيئة، فإنه يريد أن
يستخدمها لخيرك ولمجده (رومية
28:8؛ أيضا تكوين 20:50).
في أوقات الحزن والألم
والاضطهاد والأمور التي تحطم
القلب والظلام الروحي، سبّح الرب
من أجل حضوره فإن سلامه الكامل
سوف يدفئ قلبك. ولا تنسى أبدا
النتائج المجيدة التي حدثت عندما
رنم بولس وسيلا ترنيمات الحمد في
منتصف الليل بعد أن تعرضوا للضرب
المبرح والسجن في فيلبي (أعمال
25:16).
إن فهمنا المحدود لا يستطيع أن
يدرك كمال محبة الله، ولكن يمكننا
أن نثق أنه كلي الحكمة وأنه يعمل
كل شيء لصالحنا. فثق في كلمته، ثم
ألقِ كل همك عليه لأنه هو
يعتني بك (1 بطرس 7:5).
إعلان عن
المسيح:
بصفته الشخص الذي "عينيه على
طرق الإنسان" (أيوب 21:34).
"لأن عيني الرب على الأبرار
وأذنيه إلى طلبتهم" (1 بطرس
12:3).
أفكار من
جهة الصلاة:
افرح واعتبر نفسك محظوظا
عندما تتألم من أجل اسم
المسيح (1 بطرس 14:4).
قراءة اختيارية:
أفسس 6
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 7