21 حزيران (يونيو)
اقرأ أيوب 25 -- 29
كان أصدقاء أيوب الثلاثة
متفقين في أن الله يعطي الرخاء
للأبرار والشقاء للأشرار. وكان رد
أيوب عليهم أن تجربته الشخصية
تثبت العكس، لأنه كان بارا ومع
ذلك أصابته الكوارث. وكان أيضا
يعرف أن الأشرار لا يتألمون دائما
بسبب خطاياهم.
عندما نقابل الرب بطريقة
شخصية، فإن لغز الألم سيصبح
مفهوما تماما. فإننا سنرى بكل
وضوح أن الله في حكمته له قصد
أزلي وعظيم في السماح بالألم.
إن منطقنا يقودنا عادة إلى
استنتاجات خاطئة. أما الحكمة
فمن أين توجد؟ وأين هو مكان
الفهم؟ لا يعرف الإنسان قيمتها
ولا توجد في أرض الأحياء... لا
يعطى ذهب خالص بدلها ولا توزن فضة
ثمنا لها ... فمن أين تأتي
الحكمة؟ وأين هو مكان الفهم؟ إذ
أخفيت عن عيون كل حي وسترت عن طير
السماء ... هوذا مخافة الرب هي
الحكمة والحيدان عن الشر هو الفهم
(أيوب 12:28-13،15، 20-21،28).
إن الله هو مصدر الحكمة
الحقيقية وهو أيضا الذي يعلنها
للناس. فلا يوجد بديل عن قراءة
الكتاب المقدس والاعتماد على
الروح القدس لكي ينير أذهاننا.
لذلك فمن المهم أن نقرأ جميع
أسفار الكتاب المقدس بدقة وعناية
ومواظبة وبروح الصلاة مع الرغبة
الصادقة في تطبيق كلمته على
حياتنا اليومية.
يوجد أناس كثيرون لهم أذهان
دنيوية يلقون اللوم على الله
ولكنهم لا يقرأون الكتاب المقدس
أبدا، تماما مثل بني إسرائيل
الذين تاهوا في البرية وكانوا
يشتكون باستمرار من جهة ظروفهم
ويندمون على ما تركوه في مصر. هذا
يصور لنا الارتباك الذي ينتج عن
محاولة الوصول إلى السلام الداخلي
والراحة الذهنية بالانفصال عن
طاعة إرادة الله المعلنة.
لا يوجد بديل عن قراءة كلمة
الله كلها من أجل فهم إرادته.
وإنما أقول هذا لئلا يخدعكم
أحد بكلام ملق (كولوسي 4:2).
إن "المعرفة" البشرية في
عالمنا الدائم التغير هي معرفة
محدودة وهي عرضة باستمرار
للمراجعة والإضافة عليها أو الحذف
منها. فبعيدا عن كلمة الله لا
توجد إجابات نهائية عن مشاكل
الحياة ولا يوجد أي فهم بخصوص
الأبدية. ورغم غرابة هذا بالنسبة
للعالم المتشكك، فإن حكمة الله لا
يمكن أن نعرفها إلا بعد أن نتوب
عن خطايانا ونعترف بأن المسيح مات
لكي ينقذنا، ونطيع كلمته مثلما
قال يسوع: إن حفظتم وصاياي
تثبتون في محبتي كما أني أننا قد
حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته
(يوحنا 10:15). فإن الحقائق
الروحية لا يمكن أن يفهمها إلا
الذين ولدوا ولادة ثانية من الروح
القدس. فإن العالم ... لم يعرف
الله بالحكمة [أي أن العالم
بكل حكمته الأرضية فشل في أن يعرف
الله بواسطة فلسفاته] (1 كورنثوس
21:1)، ولكن معرفة مشيئة الله
متاحة لكل إنسان صادق. أما الذين
يستبعدون المسيح - الكلمة الحية -
من حياتهم فإنهم لا يكتشفون أبدا
الحكمة الحقيقية والفهم. إنهم
يضيعون على أنفسهم أعظم اكتشاف في
الحياة - المسيح، الذي هو الحق.
المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة
والعلم (كولوسي 3:2).
إعلان عن
المسيح:
من خلال إشفاق أيوب على
الآخرين (أيوب 15:29-16). لقد
أشفق المسيح على الجموع الذين
كانوا محتاجين إلى عون (متى
14:14؛ 30:15-39).
أفكار من
جهة الصلاة:
صل لكي تكون مطيعا للكلمة
وليس فقط سامعا خادعا نفسك
(يعقوب 22:1).
قراءة اختيارية:
أفسس 4
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 7