20 حزيران (يونيو)
اقرأ أيوب 21 -- 24
كان أليفاز مقتنعا بأن البؤس
هو من نصيب الناس الأشرار. وحيث
أن أيوب كان في منتهى البؤس، فلا
بد أنه شرير جدا. وفي محاولة
أخيرة لإقناع أيوب بأنه منافق،
هاجمه أليفاز بشدة قائلا:
تعرّف به واسلم [أي لتنال
السلام] بذلك يأتيك خير (أيوب
21:22). كان إيمان أيوب غير
متزعزع لأنه كان يعرف كلمة الله.
وكان مقتنعا أنه طالما أن الله
أمين لكلمته فلا بد أن يكون أمينا
لعبيده.
وقد شرح أيوب ثقته في حكمة
الله وفي محبته بالقول: هأنذا
أذهب شرقا فليس هو هناك وغربا فلا
أشعر به، شمالا حيث عمله فلا
أنظره، يتعطف الجنوب فلا أراه.
لأنه يعرف طريقي، إذا جربني أخرج
كالذهب (أيوب 8:23-10).
فأينما يتلفت أيوب يبدو أنه لا
يجد الله في أي مكان. وعلى الرغم
من الشكوى البسيطة التي أبداها
أيوب إلا أنه أثبت أن الشيطان
كاذب. فإن أيوب لم يكن مستعدا بأي
حال من الأحوال أن يلعن الله، لأن
إيمان أيوب لم يكن مؤسسا على
الاختبارات والمشاعر والظروف
وإنما على كلمة الله. فكان يعلم
أنه عندما ينتهي الله من تجربته
فإنه سيخرج كالذهب (أيوب 10:23).
لم يكن أيوب مهتما بمعرفة
"سبب" آلامه بقدر اهتمامه بأن
يكون في علاقة صحيحة مع الله،
الذي يعلم جميع الأشياء. ففي وسط
التلميحات والاتهامات الكاذبة كان
إيمان أيوب بكلمة الله هو مصدر
قوته، وبكل ثقة استطاع أن يقول:
بخطواته استمسكت رجلي، حفظت
طريقه لم أحد. من وصية شفتيه لم
أبرح، أكثر من فريضتي ذخرت كلام
فيه [أي أن كلام فمه أهم عندي
من طعامي الضروري] (أيوب
11:23-12). فإن التمييز الروحي
لدى أيوب لم يتأثر بآراء ناقديه.
إن الله يعطي دائما أفضل نصيب
للشخص الذي يترك له زمام
الاختيار. لذلك فإننا نقدر أن
نحمده من أجل الآلام والإحباطات
والأوقات التي نتعرض فيها لسوء
الظن. وكأن أيوب يقول: "في وسط
اضطرابي وحزني، لجأت إلى كلمة
الله. لقد كان احتياجي للعزاء
عظيما حتى أني انكببت عليها مثلما
ينكب الشخص الجائع على الطعام.
لقد التهمتها فتعزت نفسي وتشدد
كياني".
إن مفتاح النصرة النهائية عند
أيوب كان اقتناعه بأن كلمة الله
أهم من الحياة ذاتها - أهم من
القوت الضروري. فكما أن الطعام
الذي نتناوله يشدد كياننا المادي،
كذلك فإن كلمة الله هي الطعام
الذي يقوي حياتنا الروحية. لذلك،
كأطفال مولودين الآن اشتهوا
اللبن العقلي العديم الغش لكي
تنموا به (1 بطرس 2:2).
إعلان عن
المسيح:
من خلال أمانة أيوب تجاه الله
في وسط آلامه (أيوب 10:23).
"المسيح أيضا تألم لأجلنا
تاركا لنا مثالا" (1 بطرس
21:2).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من الرب حكمة أثناء
قراءتك لكلمته، فسيعطيها لك
(يعقوب 5:1).
قراءة اختيارية:
أفسس 3
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 7