19 حزيران (يونيو)
اقرأ أيوب 17 -- 20
لقد افترض أيوب أن كل أمل في
الشفاء قد انتهى عندما قال:
روحي تلفت، أيامي انطفأت، إنما
القبور لي ... أوقفني مثلا [أي
عبرة] للشعوب وصرت للبصق في
الوجه. كلت عيني من الحزن وأعضائي
كلها كالظل (أيوب 1:17،6-7).
كان بلدد سريعا في الرد، وكان
رده الثاني أكثر انتقادا من الأول.
فقد كان في رأيه أن آلام أيوب قد
كشفته كخاطئ ومنافق وأنه وقع في
فخ شروره وأنها هي سبب سقوطه.
ووصل الأمر ببلدد أنه قال:
إنما تلك مساكن فاعلي الشر وهذا
مقام [أي مكان] من لا يعرف
الله (أيوب 7:18،21). ولا بد
أن هذا الاتهام الظالم من "صديق"
أيوب كان بمثابة صفعة قوية له. إن
ذلك حقا فوق طاقة الاحتمال أن
يموت الإنسان بدون أن يفهمه أحد،
حتى أن أقرب أصدقائه كانوا يقولون
له في وجهه: هذا مقام من لا
يعرف الله.
يا له من أمر مؤثر حقا أن نرى
هذه النفس المسكينة الممتلئة
بالوحدة والتي لا تجد من يفهمها،
تتحول عن آلامها وترفع عينيها نحو
السماء، وبشفافية روحية عظيمة
تتكلم عن الرب مخلصنا وتقول:
أما أنا فقد علمت أن وليّي [أي
فاديّ أو منقذي] حيّ والآخر
على الأرض يقوم [أي أنه في
اليوم الأخير سوف يتسلط على الأرض]
... الذي أراه أنا لنفسي وعيناي
تنظران وليس آخر، إلى ذلك تتوق
كليتاي في جوفي (أيوب
25:19،27). يا لها من شهادة عظيمة!
إن المضايقة المستمرة التي تعرّض
لها أيوب جعلته يقترب من الله
أكثر. هذا الإعلان بشأن الحياة
بعد الموت هو واحد من أعظم
الإعلانات في العهد القديم وقد
شجع الملايين من الناس المتألمين
عبر العصور.
لقد نطق أيوب بهذا الإعلان
الرائع عندما لم يكن هناك من
يبالي به، وبحسب الظاهر كان يبدو
أن الله أيضا لا يبالي. ولكن
إيمان أيوب لم يكن معتمدا على
الظروف المبهجة وإنما كان مؤسسا
على توقع الظهور المجيد لمنقذه.
لقد كان أيوب واثقا أنه حتى
إذا كان أصدقاؤه الأرضيون وأحباؤه
قد تحولوا عنه (أيوب 13:19-19)،
إلا أن مخلصه الحي سيسرع للدفاع
عنه.
بحسب الناموس كان الوليّ [أو
الفادي المنقذ] هو أقرب الأقارب
والذي يكون مسئولا عن افتداء
قريبه إذا بيع كعبد أو عن استرداد
ميراثه المفقود (لاويين 25:25).
إن الولي يرمز إلى فادينا المسيح.
وما قاله أيوب بالإيمان، نقدر نحن
أيضا أن نقوله بالإيمان: أما
أنا فقد علمت أن وليّي حيّ!
وكما أن الرب أنقذ أيوب من
أسر الشقاء، فإن المسيح أيضا ينقذ
المؤمن من أسر الخطية (مزمور
14:19؛ 35:78؛ رومية 24:3؛ غلاطية
13:3؛ أفسس 7:1).
إننا نستطيع نحن أيضا أن نحتمل
جميع التجارب ونكون منتصرين عندما
ننظر إلى يسوع، ولينا الحي. فإنه
يظل دائما أمينا لكلمته.
لأنني عالم بمن آمنت وموقن
أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك
اليوم (2 تيموثاوس 12:1).
إعلان عن
المسيح:
من خلال الوليّ [أي الفادى
والمنقذ] (أيوب 25:19). إن
المسيح هو فادينا الذي
اشترانا بدمه على الصليب
(رؤيا 9:5).
أفكار من
جهة الصلاة:
اسأل الرب عن طرق لمشاركة حبه
مع الآخرين (عبرانيين 10:6).
قراءة اختيارية:
أفسس 2
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 7