18 حزيران (يونيو)
اقرأ أيوب 13 -- 16
شن الشيطان هجومه على أيوب من
خلال زوجته وأصدقائه "الأوفياء"
محاولا أن يؤيد اتهامه لأيوب بأنه
سوف يلعن الله عندما ينال قدراً
معيناً من التجارب. وكان الشيطان
يعتقد أن أيوب سيتخلى في النهاية
عن إيمانه بالله. ولكن جميع
الاتهامات أدت إلى تعميق البصيرة
الروحية لدى أيوب وتشديد إيمانه
بحكمة الله ورحمته ومحبته. فإن
ولاءه لله قد هوجم بشدة، وربما
يبدو أنه قد تزعزع في بعض الأحيان
هذا إذا صدقنا آراء أصدقائه
المشوهة. ولكن أيوب يقول بكل ثقة:
هوذا يقتلني لا أنتظر شيئا،
فقط أزكي طريقي قدامه، فهذا يعود
إلى خلاصي أن الفاجر لا يأتي
قدامه [أي حتى إذا قتلني سأظل
أنتظره وأثق فيه، ومع أنه ليس لي
رجاء، إلا أني سأظل أفعل ما يرضيه
لأنه في النهاية سيخلصني إذ أن
الشخص الشرير لا يمكن أن يقترب من
الله] ... أعلم أني أتبرر
(أيوب 15:13-18).
كان أيوب متأكدا من أنه سيخلص،
فيقول: هذا يعود إلى خلاصي أن
الفاجر لا يأتي قدامه [أي
سيكون في هذا خلاصي لأن الشرير لا
يمكن أن يقترب من الله]. لقد علم
أيوب أنه سيتبرر ليس لأنه قد وصل
إلى الكمال وإلى العصمة من
الخطية، ولكن لأنه كان يعيش في
خضوع وطاعة لكلمة الله كما هو
واضح في قوله: من وصية شفتيه
لم أبرح؛ أكثر من فريضتي [أي
طعامي اليومي] ذخرت كلام فمه
(أيوب 12:23). وهذا هو اليقين لدى
كل مؤمن بالمسيح.
لم يقدم أصدقاء أيوب أي شفقة
أو عطف. فلم يكن له أي عزاء أرضي،
ولم يكن أمامه سوى أن يتجه إلى
المصدر الحقيقي للعزاء، وقد قال
بوضوح أنه سيلقي بنفسه على عدالة
الله الأبدي بغض النظر عن
النتائج. لقد استطاع أن يقول
بمنتهى الثقة: أعلم أني أتبرر.
ومرة أخرى أبدى أيوب إيمانا أكيدا
بأن حياته هي في يدَي الله عندما
قال: فقط أزكي طريقي قدامه،
فهذا يعود إلى خلاصي.
لقد حدثت نقطة التحول في
تجربة أيوب عندما أعرب بشفافية
روحية واضحة عن ثقته في الله
القدوس ساكن السماء الذي يرى كل
شيء ويعرف قلوبنا. قال: لكي
يحاكم الإنسان عند الله كابن آدم
لدى صاحبه [أي ليت هناك شخصا
يقدر أن يترافع عن الإنسان أمام
الله كما يترافع الإنسان عن أخيه
الإنسان] (أيوب 21:16). فها هو
أيوب يقدم للمرة الثانية إعلانا
مدهشا عن الاحتياج للرب يسوع -
الله الظاهر في الجسد (مرقس
62:14؛ يوحنا 26:5-27) لكي يمثل
الإنسان الخاطئ أمام الله القدوس.
يحق لنا كمسيحيين أن نشكر الله
لأن لنا رئيس كهنة عظيم هو حي
في كل حين ليشفع فينا
(عبرانيين 25:7). فعندما نصلي
بصدق في اسم يسوع، يكون لنا
اليقين من كلمته أنه سيتشفع من
أجلنا وسيوصل طلباتنا إلى أبينا
السماوي.
إن أيوب مثال للشخص الذي لديه
محبة الله أهم من الحياة نفسها -
فإن جميع الذين يعيشون للمسيح
بأمانة يمكنهم أن يقولوا مع أيوب:
شاهدي في الأعالي (أيوب
19:16).
فمهما كانت ظروفنا مناوئة،
نستطيع نحن أيضا أن نقول بثقة:
ذو الرأي الممكن تحفظه سالما
سالما لأنه عليك متوكل [أي أن
الشخص الذي يثبت ذهنه وميوله عليك
فإنك تحفظه في سلام كامل ودائم]
(إشعياء 3:26).
إعلان عن
المسيح:
من خلال لطم أيوب (أيوب
10:16). لقد لطموا المسيح
أيضا واستهزأوا به (متى
29:27-44؛ يوحنا 22:18-23؛
أيضا مزمور 7:22-8؛ 25:109؛
إشعياء 53).
أفكار من
جهة الصلاة:
ارفع صلواتك إلى الله أينما
ذهبت (1 تيموثاوس 8:2).
قراءة اختيارية:
أفسس 1
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 4