FREE media players is required to listen to the audio

17 حزيران (يونيو)

اقرأ أيوب 9 -- 12

أمام الإعلانات المجيدة التي نطق بها أيوب، استشاط بلدد غضبا وقال: إلى متى تقول هذا وتكون أقوال فمك ريحا شديدة؟ ... إن كنت أنت زكيا ومستقيما فإنه الآن يتنبه لك ويُسْلِم مسكن برك (أيوب 2:8،6). وبذلك أثبت بلدد أنه ليس فقط عديم الشفقة بل أيضا عديم البصيرة الروحية. فشأنه شأن أليفاز (أيوب 26:6)، حاول بلدد أن يحمل كلمات أيوب بأردأ المعاني وأن يصفها بأنها مجرد ريح بلا معنى. ولا توجد كلمة واحدة تشير إلى أن بلدد شعر بالشفقة أو الرحمة على صديقه المتألم المسكين.

وقد استنتج بلدد أن الذين يتمتعون بالخيرات في هذه الحياة إنما هم يحصدون فقط جزاء سلوكهم الحسن. ولكن النظرية القائلة بأن الآلام هي دائما نتيجة للخطية وأن الخيرات هي دائما مكافأة للأشخاص الصالحين، هي نظرية خاطئة - كما يتضح من المثل الذي ذكره الرب يسوع عن الرجل الغني الذي ازدهرت أحواله فبنى مخازن أكبر لتخزين خيراته الكثيرة. وقد أوضح الرب أيضا أن الرجل المولود أعمى لم يكن بسبب الخطية، بل أنه ولد أعمى ... لتظهر أعمال الله فيه (يوحنا 2:9-3؛ لوقا 25:16؛ 1:13-5).

تعرض أيوب لمعاناة رهيبة إذ استمر هؤلاء الأصدقاء يضايقونه، ولكنه استفاد من ذلك في أنه اكتسب فهما روحيا أعمق. فلقد أدرك أن الله هو خالق كل الأِشياء (أيوب 8:10) وأنه أعلى منه بقدر ارتفاع السماء عن الأرض. ومن هنا عرف أنه لا توجد وسيلة يمكنه من خلالها أن يلتقي مع الله على نفس المستوى. لأنه ليس إنسانا مثلي فأجاوبه ... ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا (أيوب 32:9-33)!

لقد اكتشف أيوب أن الخطية قد وضعتنا جميعا في موقع خاطئ بالنسبة لله. وقد أعرب عن احتياج الجنس البشري كله إلى وسيط، إلى شخص يستطيع أن يقرر وأن يصحح، شخص يضع يده على كلينا،شخص يقدر أن يمثل كل من الله القدوس والإنسان الخاطئ.

إن ربنا يسوع المسيح - من خلال ولادته من عذراء، وحياته التي بلا خطية، وموته على الصليب من أجل خطايانا - قد أصبح الوسيط لنا الذي يقدر أن يعيد لنا علاقتنا المفقودة مع الله (رومية 8:5-10). إن ربنا يسوع لا يتكلم فقط بسلطان إلهي بصفته الله القدوس ولكنه يستطيع أيضا أن يصل إلينا في مستوانا الشخصي. إننا نستطيع الآن أن نقترب من الآب من خلال وسيطنا الرب يسوع المسيح الذي دخل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا (عبرانيين 24:9).

تكلم صوفر مرة أخرى. فابتدأ بتوبيخ أيوب واتهامه بأنه مخادع وكاذب ومدعي البر، فقال له: أَصلفك يفحم الناس؟ [أي هل تظن أن تفاخرك سيجعل الناس يصمتون؟].. وليس من يخزيك (أيوب 1:11،3-4).

في كثير من الأحيان يكون الانتقاد المرير للمؤمنين بتهييج من الشيطان. لذلك يجب أن نحذر من أن نسبب المزيد من الألم للأشخاص الذين يحتاجون إلى الشفقة والعطف. إن النقاد الدينيين كثيرا ما يسيئون فهم أساليب وطرق الله في التعامل مع أتباعه المختارين. وليس من السهل أن نصلي من أجل "معزينا" مثلما فعل أيوب. ولكن لا يوجد شيء يبين طبيعتنا على حقيقتها إلا الطريقة التي بها نتعامل مع الناقدين الذين يسيئون الظن بنا.

وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم... وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم (متى 44:5).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال المصالح (الوسيط) (أيوب 32:9-33). المسيح هو "الوسيط الواحد بين الله والناس" (1 تيموثاوس 5:2).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل إلى الرب بلجاجة في الليل والنهار (1 تسالونيكي 10:3).

 

قراءة اختيارية:

 

غلاطية 6

آية الأسبوع للحفظ:

 

1 تسالونيكي 4 : 4