FREE media players is required to listen to the audio

16 حزيران (يونيو)

اقرأ أيوب 5 -- 8

بعد أسبوع كامل من التأمل الصامت في معاناة أيوب، ابتدأ أليفاز بالكلام، وهو الأكبر سنا بين أصدقاء أيوب. وبحسب ما لاحظه على مدى سنين عديدة فإنه كان يعتقد أن أي معاناة هي نتيجة للخطية. لذلك قال لأيوب: كما قد رأيت أن الحارثين إثما والزارعين شقاوة يحصدونها (أيوب 8:4). يا لها من كلمات قاسية حقا وغير معزية بالمرة.

وحاول أليفاز أن يقنع أيوب بأنه ينبغي أن يعترف بخطيته، فقال: هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله، فلا ترفض تأديب القدير (أيوب 17:5). وبعد أن انتهى من توجيه اتهاماته، لم يدع مجالا للشك فقال: ها إن ذا قد بحثنا عنه، كذا هو، فاسمعه واعلم أنت لنفسك (أيوب 27:5).

بالإضافة إلى آلام أيوب الجسدية، وخسارته المادية، وموت أولاده، ومرارة زوجته تجاه الرب، فإن أصدقاءه الثلاثة جميعهم شككوا في استقامته. وقد اعترف أيوب بأن بعض أقواله كانت طائشة مثل تمنيه بألا يكون قد ولد من الأصل (أيوب 1:3،3-11). ولكنه كان في هذه اللحظات يعبر عن معاناته النفسية الرهيبة بسبب آلامه المبرحة واشتداد أحزانه. وقد شعر أيوب بالألم الشديد بسبب إدانة أليفاز له. ولكنه تجاهل التلميح بأنه منافق، وطالب بتقييم شامل لطباعه، قائلا: ليت كربي وُزِنَ ومصيبتي رُفِعت في الموازين جميعها [أي ليظهر هل حزني في غير محله] (أيوب 2:6).

لم يكن أيوب منافقا كما ظن "معزوه". ولكن لأسباب لم يفهمها أيوب لم يدافع الرب عنه. بل أكثر من ذلك فلقد كان يبدو مصابا بسهام القدير (أيوب 4:6). ومرة أخرى أدت آلام أيوب إلى لمعان إدراكه الروحي: ما هو الإنسان حتى تعتبره وحتى تضع عليه قلبك وتتعهده كل صباح وكل لحظة تمتحنه؟ (أيوب 17:7-18).

هذا القول يعبر عن المستوى العالي من الشفقة والعطف الموجودين في قلب الله من نحو الإنسان، خاصة إذا نظرنا إليه في ضوء قلة شأن الإنسان. فالإنسان مخلوق من تراب. وطبيعته قد تنجست بالخطية. وأجله قصير الأمد. وبدون الولادة الجديدة المعجزية يصبح مصيره الجحيم الأبدي. ولكن بسبب محبة الله العظيمة فإنه يزور كل واحد منا في كل صباح لكي يوجه حياتنا نحوه.

نحن أيضا قد تصدر منا أحيانا أقوال طائشة عندما نجتاز في تجارب غير متوقعة. ولكن ليس لنا أي عذر بالمرة أكثر من أيوب، إذ أن لدينا كل من العهدين القديم والجديد لإنارة أفهامنا وتقوية إيماننا.

إن حياتنا بأكملها هي امتحان، وليس فقط جزئيات معينة منها. فإن الله يمتحنا في كل لحظة - إن لم يكن بالآلام فبالبركات، وإن لم يكن بالأحزان فبالمسرات. وهو يسعى من خلال هذا كله أن ينشئ فينا محبة حقيقية له. وهذا هو معنى القول: لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله (فيلبي 29:1).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال أحزان أيوب (أيوب 1:7-6). لقد عرف المسيح بأنه "رجل أوجاع ومختبر الحزن" (إشعياء 3:53).

 

أفكار من جهة الصلاة:

تأكد أن الصلاة هي إحدى الوسائل التي يستخدمها الله لكي تتقوى في شدة قوته (أفسس 10:6،18).

 

قراءة اختيارية:

 

غلاطية 5

آية الأسبوع للحفظ:

 

1 تسالونيكي 4 : 4