15 حزيران (يونيو)
مقدمة لسفر أيوب
اقرأ أيوب 1 -- 4
من يستطيع أن يفهم معاناة أيوب
- عبد الرب الذي فقد أسرته
وممتلكاته وصحته؟ إن هذه المعاناة
لم تكن مصادفة أو حظ سيّئ، ولم
تكن عقابا من الله على الخطية كما
افترض أصدقاء أيوب وغيرهم. ولكن
جميع آلام أيوب كانت هجمات من
الشيطان من أجل اختبار صدق ولاء
أيوب لله وأيضا لكي يكشف له في
النهاية مدى احتياج أصدقائه
لصلواته (أيوب 8:42).
قد يبدو غريبا للبعض أن يجدوا
الشيطان في محضر الله - ليس في
السماء كما ظن البعض - ولكن على
الأرض؛ إذ يقول: جاء بنو الله
ليمثلوا أمام الرب (أيوب
6:1-12؛ 1:2-7). فجاء الشيطان
وبصفته المشتكي على إخوتنا
(رؤيا 10:12)، اشتكى على أيوب
أمام الرب قائلا: هل مجانا
يتقي أيوب الله؟ (أيوب 9:1).
لقد جاء لكي يشتكي على رجل
كامل ومستقيم ... يتقي الله ويحيد
عن الشر (أيوب 1:1،8؛ 3:2).
لم يقدر الشيطان أن ينكر أن
أيوب يعبد الرب، ولكنه افترض أن
إخلاص أيوب نابع من أغراض أنانية،
مثل الحصول على مكاسب مادية.
إن الشيطان لا يستطيع أن يرى
ما بداخل قلوبنا، وإنما يستطيع
فقط أن يحكم وفقا لتفكيره الشرير.
فالشيطان يستطيع أن يمتلك أذهان
الناس، مثلما حدث مع يهوذا وغيره
الكثيرين من بعده الذين باعوا
أنفسهم من أجل المكاسب الأنانية؛
ولكنه لا يستطيع أن يقرأ ذهن
أولاد الله. ولهذا السبب فلا
ينبغي أن نناقش مع غير المؤمنين
الأمور التي نصلي من أجلها - وذلك
حتى لا نعطي الشيطان فرصة ليعطل
مقاصد الله.
إن إله هذا العالم يعمي أذهان
غير المؤمنين. فالسبب وراء كل
شرور العالم هو جولان الشيطان
في الأرض والتمشّي فيها (أيوب
7:1)، مما يدل على مجهوداته
المستمرة الدؤوبة لإفساد كل ما هو
جيد. ولكن الشيطان لا يستطيع أن
يكون في أكثر من مكان في آن واحد،
وكذلك فهو تحت الملاحظة المستمرة
من الله القدير، ولا يستطيع أن
يفعل شيئا إلا بإذنه.
وقد سمح الرب للشيطان أن يمتحن
صدق أمانة أيوب بتعريضه للخسارة
المأساوية في أولاده وممتلكاته
وصحته. وحتى أصدقاء أيوب فلقد
اتهموه بالرياء.
أثناء هذه التجربة، اقترحت
زوجة أيوب عليه أن يلعن الله. فهي
أيضا قد تعرضت للخسارة، وإن كانت
خسارتها الأكبر هي أنها فقدت
إيمانها بالله. ولكن في وسط هذه
الأزمة استطاع إيمان أيوب أن يشع
مثل نجم لامع في أحلك الليالي،
فقال: الرب أعطى والرب أخذ
فليكن اسم الرب مباركا (أيوب
21:1).
وكما استخدم الشيطان "أصدقاء"
أيوب للتقليل من شأنه وإدانته،
وبنفس الطريقة فإنه لا يزال يسعى
إلى تشويه الحق وخداع الجهلاء.
ولكن الرب يعرف من هم الذين
يحتملون الألم حتى يعدهم لخدمة
أعظم (أعمال 41:5؛ 16:9؛ رومية
17:8؛ فيلبي 29:1؛ 12:4؛ عبرانيين
25:11).
لكي تكون تزكية إيمانكم وهي
أثمن من الذهب الفاني مع أنه
يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة
والمجد عند استعلان يسوع المسيح
(1 بطرس 7:1).
إعلان عن
المسيح:
في المناقشة التي دارت بين
الشيطان والرب (أيوب 8:1-12)،
يمكننا أن نفهم معنى الكلام
الذي قاله الرب لبطرس: هوذا
الشيطان قد طلبكم لكي يغربلكم
كالحنطة (لوقا 31:22).
أفكار من
جهة الصلاة:
صل من أجل إخوتك وأخواتك لكي
يمتلئوا بالتمييز الروحي
وبملء المسيح (أفسس 14:3-19).
قراءة اختيارية:
غلاطية 4
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 4 : 4