17 أيار (مايو)
اقرأ 1 أخبار 17 -- 20
عندما تأمل داود في التناقض
بين جمال وفخامة قصره وبين خيمة
الاجتماع القديمة التي كان يسكن
فيها الرب، شعر بالخجل. ففكر أنه
بلا شك يجب أن يكون مكان عرش
الملك الحقيقي أعظم بكثير. لذلك
أراد أن يبني هيكلا يعبر عن
تقديره العظيم لإلهه. فقال لناثان:
هأنذا ساكن في بيت من أرز
وتابوت عهد الرب تحت شقق [أي
قماش الخيام]. فقال ناثان
لداود: افعل كل ما في قلبك لأن
الله معك (1 أخبار 1:17-2).
ولكن الرب أعلن لناثان قائلا:
اذهب وقل لداود عبدي: هكذا قال
الرب: أنت لا تبني لي بيتا للسكنى
(4:17)، على الرغم من أنه قد أتيح
له أن يجمع الكثير من المواد ويضع
جميع التصميمات اللازمة لبنائه.
وقد أكرم الرب رغبة داود قائلا:
الرب يبني لك بيتا [أي
ذرية مباركة].. ويكون كرسيه
ثابتا إلى الأبد (10:17-14).
من يستطيع أن يدرك عظمة هذا
الوعد عندما نفكر في إتمامه في
يسوع المسيح، ابن الله، ملك
الملوك ورب الأرباب، الذي سيملك
على كل الأرض. وبكل تواضع دخل
الملك داود وجلس أمام الرب
(16:17) لكي يتفكر في المفارقة
بين رغبته في أن يبني للرب هيكلا
صغيرا لسكناه وبين ما وعد به
الملك الأبدي أن يبنيه له في
المقابل. فالبيت الذي أراد داود
أن يبنيه للملك غير المرئي كان
بيتا من حجارة وخشب وفضة وذهب،
وكان عمره الافتراضي بضعة سنوات
فقط. أما الملك السماوي فقصد أن
يبني لداود مملكة أعظم بكثير
تستمر إلى الأبد.
عندما سمع داود هذا الكلام، لم
يعبر عن رد فعله بفرح عظيم على
الأهمية التي اكتسبها فجأة، لكنه
عبر عن إحساس عميق لعدم استحقاقه:
من أنا أيها الرب الإله وماذا
بيتي؟ فعندما نرى الله على
حقيقته ونرى أنفسنا على حقيقتها،
لا بد أن يقودنا إلى التواضع.
يا رب ليس مثلك ولا إله غيرك
(16:17-20).
تعبر إجابة داود عن الامتنان
العميق تجاه ملك الكون من أجل
تنازله وعطفه على عبده. وكان روح
التواضع يتخلل كل كلمة من إجابته:
من أنا ... حتى أوصلتني إلى
هنا؟ إن الإنسان الطبيعي، أي
طبيعتنا البشرية الفاسدة، تتجاوب
عادة مع أي أفكار عن إعلاء الذات
- أو إحساس بالأفضلية أنها حصلت
على ما تستحق. لكن رب المجد
يُسَرّ أن يبارك كل من يعترف
بإخلاص ويقول: من أنا؟
وعلى الرغم من أن داود لم يحظ
بشرف بناء الهيكل، إلا أنه أدرك
أن الرب قد منحه شرفا أعظم - أنه
سيثبت بيته إلى الأبد (23:17).
ونحن أيضاً، لدينا الفرصة أن نشهد
بعظمة ربنا المجيد وأن نسبحه من
أجل امتياز كوننا عبيدا له.
مع أن معظمنا لا نجد صعوبة في
تسبيح الرب من أجل استجابات
الصلاة ومن أجل "الأمور الحسنة"
التي تصادفنا، إلا أن القليلين
يعبرون عن نفس روح التسبيح عندما
تكون ظروفهم محبطة. لكن الله
يتمجد ويحق له التسبيح عندما
نواجه الإحباطات؛ لأننا بذلك
نعترف أن الله في حكمته
اللانهائية، يحبنا ويعتني بنا
ويسيطر على كل ظروف حياتنا.
أما التذمر بشأن الظروف فهذا
معناه الشك في عظمة قدرته
الفائقة نحونا نحن المؤمنين
(أفسس 19:1).
إعلان عن
المسيح:
من خلال داود الملك الراعي
العظيم، الذي يرمز إلى المسيح
في صورته الإنسانية (1 أخبار
7:17؛ قارن مع متى 1:1-2
؛رومية 3:1).
أفكار من
جهة الصلاة:
دع ثقتك في كلمة الله تتغلب
على جميع مخاوفك (مزمور
30:18).
قراءة اختيارية:
1 كورنثوس 4
آية الأسبوع للحفظ:
2 تيموثاوس 3 : 17