15 أيار (مايو)
اقرأ 1 أخبار 11 -- 13
كانت قد مرت عشرون سنة تقريبا
منذ أن مسح صموئيل الفتى داود
ليصبح ملكا على إسرائيل. لقد مسح
داود في مرحلة مبكرة من حياته،
وكان يبدو في بعض الأحيان أنه قد
فقد الأمل من تحقيق هذا الوعد بأن
يصبح ملكا، بل إنه في بعض الأوقات
كان يبدو الأمر مستحيلا.
فلنفكر في بعض مشاكل داود. كيف
يمكن لله أن يحقق وعد صموئيل
النبي لداود بأنه سيصبح ملكا على
إسرائيل بينما كان شاول أبعد ما
يكون عن الشيخوخة؟ ثم إن شاول كان
يتمتع بشعبية كبيرة. أضف إلى ذلك
أنه كان مختارا من الله. وفوق هذا
كله أن يوناثان كان هو الوريث
الشرعي.
ثم كيف يمكن لداود أن يتوقع من
الأفرايميين المرموقين الغيورين،
نسل يوسف، أن يوافقوا بأن يكون
سبط يهوذا هو السبط الذي يأتي منه
الملك الذي سيملك عليهم؟ وحتى إذا
وافقوا، فهل ستوافق العائلات
المرموقة في يهوذا أن يكون الملك
هو أصغر أبناء عائلة يسى؟ فإن حتى
صموئيل قد فكر في البداية أن الأخ
الأكبر لداود هو الشخص المعني
واستعد لكي يمسحه ملكا.
فكيف يمكن لداود أن يصبح ملكا؟
أي فرصة أمامه؟ كان من الواضح أن
شاول لا بد أن يقتله. ولذلك هرب
داود من إسرائيل ليعيش في أرض
الفلسطينيين. ثم جاء اليوم الذي
فيه اجتمع كل رجال إسرائيل إلى
داود في حبرون قائلين هوذا عظمك
ولحمك نحن. ومنذ أمس وما قبله حين
كان شاول ملكا كنت أنت تُخرج
وتُدخل إسرائيل [أي تقود
الشعب في الخروج والدخول]، وقد
قال لك إلهك أنت ترعى شعبي
إسرائيل وأنت تكون رئيسا لشعبي
إسرائيل (1 أخبار 1:11-2).
إن مشاكل داود تشبه من أوجه
عديدة المشاكل التي يواجهها بعضنا
اليوم. فطالما أن الرب قد أعطاك
الرغبة في عمل مشروع من أجل مجده،
لا بد أن تظهر العقبات. قد تكون
مشاكل أسرية تحتاج إلى حل، أو
مشاكل مالية تبدو بلا مخرج، أو
مجرد إحساس شديد بالعجز. وأيا
كانت الحالة، فإن التغلب على هذه
الصعوبات قد يبدو مستحيلا أشبه
بتحريك جبل. وللأسف، فإن معظمنا
أمام هذه الصعوبات يقع سريعا في
اليأس وينتابه الإحساس بأنه لا
جدوى من المحاولة.
لقد عانى داود حقا من أقسى
الظروف لسنوات عديدة قبل أن يتحقق
له وعد الرب (1 صموئيل 1:16-2).
فالرب لا يعطي أبدا وعودا بأن
الطريق سيكون سهلا. إنما دعوة
الرب في الواقع إلى كل من يريد أن
يتبعه هي أن ينكر نفسه [أي
يغض النظر عنها وينساها ولا ينظر
إلى مصلحته الشخصية] ويحمل
صليبه ويتبعني (متى 24:16).
إن طريق الصليب هو عادة طريق طويل
ومنفرد وغير ممهد. ولكن ينطبق
عليه المثل القديم أن سريعي
الاستسلام لا ينتصرون أبدا
والمنتصرون لا يستسلمون أبدا.
فالمنتصرون يجاهدون جهاد
الإيمان الحسن (1 تيموثاوس
12:6) ويلبسون سلاح الله
الكامل.. ويأخذون خوذة الخلاص
وسيف الروح الذي هو كلمة الله
(أفسس 11:6،17).
فلا تنسى أبدا: إن الله لا
يقبل الوجوه [أي لا يحابي
أحد] (أعمال 34:10). نعم لقد أكد
لنا أن كل شيء مستطاع للمؤمن!
(مرقس 23:9). والأكثر من ذلك وعد
بتحريك أعلى الجبال. فعندما نعترف
بسلطان الله على حياتنا، نلتفت
إليه بصبر منتظرين إرشاده. لقد
قال: لو كان لكم إيمان مثل حبة
خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل
انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا
يكون شيء غير ممكن لديكم (متى
20:17).
إعلان عن
المسيح:
من خلال داود، الملك الممسوح
(1 أخبار 3:11). المسيح هو
الشخص الممسوح الذي سيملك،
ملك الملوك ورب الأرباب (رؤيا
16:19).
أفكار من
جهة الصلاة:
دع صلواتك تعبر عن عرفانك
للرب بالجميل من أجل أعماله
الرائعة (مزمور 1:9).
قراءة اختيارية:
1 كورنثوس 2
آية الأسبوع للحفظ:
2 تيموثاوس 3 : 17