11 أيار (مايو)
مقدمة لسفر أخبار الأيام الأول
والثاني
اقرأ 1 أخبار 1 -- 2
معظم قراء سفري أخبار الأيام،
قد يمرون سريعا على الأصحاحات
الثمانية الأولى باعتبارها مجرد
سردٍ مملٍّ لسلسلة نسب ليس لها أي
فائدة حقيقية. ولكن هذه الأصحاحات
تبين في الواقع التصميم الدقيق
لخطة الله الذي يتحكم في مصير كل
تابع أمين له عبر العصور. ومن
الصعب حقا أن نشعر بأي اهتمام
تجاه أسماء أشخاص لا نعرف عنهم
إلا القليل أو ربما لا نعرف عنهم
شيئا. ولكن هذه القائمة القديمة
للأنساب تكشف عن خطة الله
واختياراته الدقيقة في انتقاء
الأشخاص الذين يصلحون لخدمته،
ابتداء بآدم، شيث ... أنوش ...
نوح، سام ... إبراهيم ... إسحق
... وإسرائيل (1 أخبار
1:1،3-4،28،34).
وأحد أسباب تسجيل هذه القائمة
الطويلة للأنساب هو من أجل تشجيع
بني إسرائيل - بعد السبي - للتأكد
من أن إله الخليقة هو الله الواحد
الحقيقي إله آبائهم، وإله الأرض
كلها. وقد جعل رجوعهم إلى أورشليم
ممكنا من أجل إتاحة الفرصة لمجيء
المسيا - الذي ترجع سلسلة نسبه
إلى آدم، الإنسان الأول، مرورا
بنوح وإبراهيم وداود. ثم في إنجيل
لوقا، كما سبق وتنبأ الأنبياء،
نجد سلسلة النسب الكاملة لآدم
الثاني - يسوع المسيح، ابن الله
ومخلص البشرية (1 كورنثوس
22:15،45).
فلو لم تكن أسماؤهم قد سجلت في
سلسلة الأنساب هذه، لما استطاع
بنو إسرائيل أن يشتركوا في
العبادة في الهيكل. فلا بد أن هذه
القائمة الطويلة من الأسماء كانت
مثيرة جدا لهم إذ كانوا يبحثون
فيها عن أسمائهم وكذلك عن أسماء
أحبائهم.
فكّر كم سيكون ذلك مهما للغاية
عندما تُفتح أسفار الله. وكل
من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة
طُرح في بحيرة النار (رؤيا
15:20).
لكن الرب يدعو الآن لنفسه مرة
ثانية جنسا مختارا، كهنوتا
ملوكيا (1 بطرس 9:2)، غير
مرتبط بسلسلة النسب الجسدية التي
تمتد إلى آدم، بل مرتبط بالولادة
الجديدة المعجزية في عائلة الله
بيسوع المسيح، آدم الأخير.
لقد جلبت خطية آدم - في جنة
عدن - الموت الروحي على الجنس
البشري كله، لأنه بخطية الواحد
قد ملك الموت (رومية 17:5).
لهذا قال يسوع: ينبغي أن
تولدوا من فوق (يوحنا 7:3).
فالمسيحي الحقيقي ينال طبيعة
جديدة - هي طبيعة الله.
إن الحياة الجديدة في المسيح
هي مجرد البداية. فالرب يتداخل
بنفسه في حياة كل مسيحي حقيقي -
ويشكل جميع تفاصيلها. فكما نميّز
ذلك في حياة الأشخاص المسجلين هنا
في تاريخ إسرائيل، هكذا أيضا
نكتشف كيف أن الرب يطلب أن يقودنا
لكي نقرأ كلمته باستمرار وبروح
الصلاة.
إن الأمور التي تحدث للمؤمنين
لا تحدث أبدا "بالصدفة"؛ وإنما
يسمح بها أبونا، المهندس الأعظم،
لكي يعدنا لنصبح الأشخاص الذين
يستطيع أن يستخدمهم لتحقيق قصده
الذي من أجله خلقنا. فمع أننا قد
لا نفهم العديد من الأمور التي
يصنعها الله في حياتنا، إلا أننا
نستطيع أن نطمئن واثقين أن له
قصدا أبديا في حياتنا.
هل ما زلنا نحتاج إلى مزيد من
الإقناع لقراءة هذه الأصحاحات؟
أعتقد أنه قد أصبح من الواضح أنه
لفائدتنا أن نقرأ هذه السلسلة من
الأنساب في قراءة اليوم حيث أن
كل الكتاب ... نافع (2
تيموثاوس 16:3-17).
إعلان عن
المسيح:
من خلال آدم الأول (1 أخبار
1:1). المسيح هو آدم الأخير
(1 كورنثوس 45:15).
أفكار من
جهة الصلاة:
تشفع من أجل الآخرين في
الصلاة (عدد 13:14-19).
قراءة اختيارية:
رومية 14
آية الأسبوع للحفظ:
2 تيموثاوس 3 : 16