1 أيار (مايو)
مقدمة لسفر 2 ملوك
اقرأ 2 ملوك 1 -- 3
يستمر التركيز في قراءة اليوم
على الانحدار السريع للملكة
الشمالية ودمارها الوشيك. كان
الملك البارز آخاب قد مات بحسب ما
تنبأ به ميخا النبي (1 ملوك
17:22-37).
وبعد فترة قصيرة من تولى أخزيا
ابن آخاب الحكم، تعرض هو أيضا
لحادث إذ سقط من الكوة التي في
عليته التي في السامرة، فمرض.
وأرسل رسلا وقال لهم اذهبوا
اسألوا بعل زبوب إله عقرون إن كنت
أبرأ من هذا المرض (2 ملوك
2:1). وفي الطريق التقى الرسل
بإيليا الذي أخبرهم بأن الملك
سيموت سريعا. وعاد عبيد أخزيا
وأخبروا الملك بما قاله إيليا.
وبدلا من الرجوع إلى الرب، أبدى
أخزيا كراهيته للنبي، تماما مثلما
كانت تفعل أمه إيزابيل.
إن العداوة التي كانت لدى
أخزيا تجاه الرب جعلت قلبه يتقسى.
لذلك فشل في أن يرى أن يد الرب
كانت في كل ما يحدث - أولا في موت
أبيه آخاب، ثم في موت أمه إيزابيل
بطريقة مريعة كما سبق وأنبأ عنها
الرب، والآن في الحادث الذي تعرض
له. وفوق كل ذلك، شاهد أيضا بنفسه
موت 50 جنديا كان قد أمرهم أن
يلقوا القبض على إيليا ويضعوه في
السجن. ولكن بسبب عدم توبته، مات
أخزيا (17:1) وملك بدلا منه
يهورام (يورام) أخوه.
والدرس الذي نتعلمه هو أننا
يجب أن نلتفت إلى رسالة الرب بدلا
من أن نلقي اللوم على الرسول الذي
نطق بها. قد لا نكون مسئولين عن
ظروفنا، لكننا مسئولون عن ردود
أفعالنا تجاهها. ففي إمكاننا إما
أن نغضب من الناس الذين يضعهم
الرب في حياتنا، أو أن نخضع للرب
الذي يسعى إلى استخدام "أعدائنا"
لكي ينمي فينا صفة الصبر والرحمة
- لكي يغيرنا إلى شبه المسيح. إن
الحق المتضمن في كلمة الله هو
المبدأ الذي يقودنا خلال جميع
الظروف: كونوا مكتفين بما
عندكم لأنه قال لا أهملك ولا
أتركك (عبرانيين 5:13).
قبل رحيل إيليا في المركبة
النارية بعشر سنوات، تكلم إليه
الرب قائلا: امسح أليشع نبيا
عوضا عنك (1 ملوك 16:19). وقد
كان حقل أليشع موجودا في المملكة
الشمالية ولا بد أنه كان قد رأى
النار التي التهمت الذبيحة التي
أصعدها إيليا. ولكن عندما دعا
إيليا أليشع ليرافقه، كان لدى
أليشع العديد من المعطلات. كان
شابا ناجحا يحرث مع 12 زوجا من
البقر. فمن الذي سيكمل حراثة
الحقل ويتولى جميع مسئولياته؟
وماذا سيكون رأي أسرته؟
إن قبول ذلك معناه التخلي عن
جميع الضمانات والفرص المادية من
أجل مرافقة نبي مسن. ولكن أليشع
كانت لديه الرغبة الصادقة في أن
يرى شعبه يطيعون كلمة الرب
ويرجعون لعبادته؛ ولذلك، أحرق
جسوره في الحال - إذ أخذ المحراث
واستخدمه حطبا للمحرقة وأصعد عليه
زوجا من البقر ذبيحة للرب. ومنذ
ذلك الوقت أصبح يُعرف باسم
أليشع الذي كان يخدم إيليا (1
ملوك 21:19؛ 2 ملوك 11:3). نفس
القصة تتكرر مع كل شخص يستخدمه
الرب. فإن سر نفع الإنسان في
ملكوت الله هو الرغبة الصادقة في
ترك كل شيء بسرور من أجل اتباع
المسيح كالمخلص والرب.
وعندما أعلن إيليا عن رحيله،
يبدو أنه كان يمتحن التمييز
الروحي والإخلاص لدى أليشع، إذ
قال له: امكث هنا، لأن الرب قد
أرسلني إلى بيت إيل (2:2).
ولكن أليشع أصر على مرافقة إيليا
في رحلته من الجلجال إلى بيت إيل،
ثم إلى أريحا، ثم إلى عبر الأردن.
إن العناية الإلهية ترتب لنا
الظروف بحيث تضع كل واحد منا
بالضبط في المكان الذي فيه نقدر
أن نثبت صدق إخلاصنا لخدمته.
لا يقدر أحد أن يخدم سيدين،
لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب
الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر
الآخر، لا تقدرون أن تخدموا الله
والمال ... لكن اطلبوا أولا ملكوت
الله وبره وهذه كلها تزاد لكم
(متى 24:6،33).
إعلان عن
المسيح:
من خلال اختطاف إيليا في
العاصفة وسقوط الرداء عنه -
فهو يرمز إلى الحضور الإلهي
والقوة التي تبقى مع خدامه
الأمناء (2 ملوك 8:2-15). هذه
إشارة إلى صعود الرب يسوع
المسيح وإرسال الروح القدس
ليسكن في المؤمنين ويعطيهم
القوة للكرازة بالإنجيل في
العالم كله (لوقا 51:24-53؛
أعمال 1-2).
أفكار من
جهة الصلاة:
ثق أن الرب يحفظ وعوده على
الدوام (تكوين 16:17؛
2:21-3).
قراءة اختيارية:
رومية 4
ملحوظة: يغطي "طريق الك
تاب المقدس" العهد القديم
بتأملات وتفسيرات تعبدية على
مدى تسعة شهور، من كا نون
الثاني (يناير) إلى أيلول
(سبتمبر). وخلال هذه الشهور
توجد أيضا قراءة اختي ارية
لفصل واحد من العهد الجديد
يوميا. أما الشهور أكتوبر
ونوفمبر وديسمبر ف هي تقدم
تأملات يومية في أسفار العهد
الجديد. وبذلك يمر القارئ على
العهد الج ديد مرتين سنويا
باستخدام برنامج "طريق الكتاب
المقدس".
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 5 : 22