FREE media players is required to listen to the audio

25 نيسان (إبريل)

اقرأ 1 ملوك 9 -- 11

أعطى الرب لسليمان امتيازات خاصة تفوق بكثير تلك التي لجميع الملوك الآخرين، وقد نال التكريم والإعجاب من كل العالم. ولكن استمرار بركات الله مشروط بالأمانة كما قال لسليمان: إن سلكت أمامي كما سلك داود أبوك بسلامة قلب واستقامة وعملت حسب كل ما أوصيتك ... فإني أقيم كرسي ملكك على إسرائيل إلى الأبد (1 ملوك 4:9-8). وعلى ما يبدو أن سليمان قد افترض أنه لكونه ملكا فهذا يجعله فوق القانون، وقد دفعه طموحه إلى أن يحيط عرشه بفخامة لا مثيل لها. كانت كل لحظة في حياته هي موكب انتصار. كان لديه آلاف الخيول والمركبات والفرسان. لقد عاش في جو من الترف، تحيط به ألف ملكة. ولكن لم يظهر ولا نبي واحد في فترة ملكه التي امتدت 40 سنة.

لقد بدأ انحدار سليمان عندما اتخذ بنات الملوك الغرباء زوجات له. والخطوة الثانية في الابتعاد عن الله تمثلت في قراره بالسماح لزوجاته بأن يمارسن عباداتهن الوثنية بكل حرية. ولقد أبهج أيضا الملوك الغرباء أن يروا مدى الاحترام الذي منحه سليمان لبناتهم، وكيف أنه كان متسع الذهن ببنائه المذابح لأوثانهن على جبل الزيتون، في مقابل هيكل إلهه مباشرة. وربما فكر سليمان بأن هذا لصالح الحرية الدينية، والتسامح، والأهداف السياسية، ولكنه في النهاية أدى إلى تدمير علاقته بالرب، فذهب سليمان وراء عشتروث (4:11-5).

لم يكن لأحد بداية أفضل من تلك التي كانت لسليمان، ولكنه انتهى إلى سقوط مريع. وها نحن اليوم نرى خطاياه تظهر من جديد بين المؤمنين الذين أصبحوا ناجحين ومستقلين ماليا. والذي ينذر بالخطر هو أن نرى نفس روح الترف والتمييز الاجتماعي تتخلل مجتمعنا المسيحي، مؤدية إلى الإسراف في مظاهر اللهو، والمنازل الفخمة التي تشبه القصور، والسعي لأجل مجاراة العالم. إن هؤلاء الناس قد ضاع من أمام عيونهم الهدف الذي من أجله أنعم الله عليهم بهذه البركات. وما حدث لسليمان يحدث لأولئك الذين يسمحون للممتلكات والملذات والشهوات بل وحتى الأشياء الجيدة أن تزاحم تكريسهم للرب. ولا بد أن يختبر جيلنا خيبة الأمل التي اختبرها سليمان حين عبر عن عدم رضاه بالمرة عن جميع إنجازاته قائلا أن الكل باطل وقبض الريح (جامعة 14:1).

إن الرب لابد أن يعلمنا أن الحكمة البشرية، والثقافة، والشهرة، والثروة، كل هذه لا تصلح أن تكون طريقا للنجاح والسعادة الحقيقية. إن ما يحتاجه العالم، ليس التمدّن، بل المسيح. فلا التدريب الأخلاقي، ولا القوانين الصارمة، ولا الرعاية الصحية، ولا توفير فرص العمل، ولا مقاومة الفقر، ولا الحد من التسلح سينفع بشيء- فهذه الطرق كلها ستفشل فشلا ذريعا. لم يكن هناك مستوى أخلاقي أسمى من ناموس الله في العهد القديم، ومع ذلك فشل في تقويم الإنسان. إن رجاءنا الوحيد هو في "الولادة الجديدة" وسكنى المسيح فينا لكي يحيا فينا بقوة الروح القدس.

عندما تستولي محبة المال أو الممتلكات أو الشهرة على القلب، تصبح إلها يطالب بالأولوية على حياتنا. فما أخطر التحذير: لأن محبة المال أصل لكل الشرور؛ الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة (1 تيموثاوس 10:6).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال الملك سليمان الذي صار أعظم من كل ملوك الأرض (1 ملوك 23:10-25). المسيح سيملك كملك الملوك ورب الأرباب (رؤيا 16:19).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب من الرب أن يجعلك معطيا له بسخاء وسرور (2 كورنثوس 6:9-7).

 

قراءة اختيارية:

 

أعمال 26

آية الأسبوع للحفظ:

 

1 تسالونيكي 5 : 18