22 نيسان (إبريل)
اقرأ 1 ملوك 226 -- 4
كان تابوت عهد الرب ومذبح
المحرقة موجودين في جبعون، على
بعد خمسة أميال تقريبا شمال غرب
أورشليم (1 أخبار 37:16-40؛
29:21). وكانت آخر حادثة جوهرية
قد حدثت هناك هي خدمة التدشين
العظيمة التي قام بها سليمان (2
أخبار 1:1-13). في تلك الليلة حلم
سليمان حلما مميزا فيه رأى نفسه
يطلب من الرب حكمة وقلبا فهيما
ليميز بين الخير والشر (1
ملوك 9:3). فإن "الفهم" يعني
حرفيا أن نسمع بغرض أن نعمل. إن
طلب الفهم والتمييز هو من أعظم
المسئوليات الموضوعة علينا.
كان سليمان بحاجة إلى المشورة
الروحية التي لم يكن يطلبها، لذلك
حاول الله يشدّ انتباهه من خلال
حلم، موجها إياه نحو الأمور التي
ينبغي أن يطلبها. كان هدف الرب من
الحلم أن يذكر سليمان بأنه هو
مصدر كل حكمة وأنه يجب على سليمان
أن يعترف بنفسه كطفل صغير يحتاج
إلى حكمة من الله لكي يميز بين
الخير والشر (7:3-9). وقد كشف
الحلم عن البركات الغزيرة التي
كان الرب مستعدا أن يمنحها له إذا
سلك في طريقه وحفظ فرائضه
ووصاياه (14:3). كان الهدف من
الحلم بلا شك هو أن يخلق في
سليمان الرغبة في الأمانة للرب،
ولكن في الواقع، لم يؤثر الحلم
كثيرا على حياته.
كان سليمان غنيا وذائع الصيت.
وقد قدم ذبائح أكثر من جميع
الآخرين وبنى الهيكل الشهير. ولكن
زواجه بنساء غريبات وعبادته على
المرتفعات الكنعانية كانت من
العوامل التي أدت إلى سقوطه
وتقسيم المملكة (7:11-11؛ قارن مع
تثنية 1:12-4). وكانت أولى زوجات
سليمان عمونية، واسمها نعمة (1
ملوك 21:14) وابنها الوحيد هو
رحبعام. وكانت زوجته الثانية ابنة
فرعون. ولم تكن أي منهما مؤهلة
لتقديم التشجيع الروحي لزوجها أو
التربية الروحية لأبنائها. وبعد
زواجه مباشرة من ابنة فرعون، قال
الكتاب عنه: وأحب سليمان الرب
... إلا أنه كان يذبح
ويوقد في المرتفعات (3:3) أي
حيث كان الوثنيون يقدمون الذبائح
لأوثانهم. وربما كانت تبدو زيجاته
وذبائحه المشبوهة غير ذات شأن في
ذلك الوقت، ولكنها أدت في النهاية
إلى نتائج مأسوية.
إن التساهل هو بمثابة موطئ قدم
صغير للخطية، وهو عاجلا أم آجلا
لابد أن يتسع ويتحول إلى وحش يدمر
كل نفع روحي في حياة الإنسان. لقد
فتح سليمان الباب أمام الشيطان من
خلال تنازلات ربما بدت له أنها
ذات طابع دبلوماسي ليس له عواقب.
كان عليه أن يقرأ الكلمات التي
قالها صموئيل النبي لشاول:
هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة
(1 صموئيل 22:15).
وكانت النتيجة أن قلبه قد
مال عن الرب (1 ملوك 9:11)
لأنه كان يريد أن يشبع رغبات
زوجاته الغريبات والكثيرات.
إن سليمان هو مثال للشخص
الشديد الثقة بذاته، والذي يكون
عادة موهوبا للغاية، حتى أنه يظن
أنه يستطيع أن يساير الجموع
المخطئة، وأن يشرب الخمر من وقت
لآخر، وفي نفس الوقت لا يفقد صلته
بالرب - فهو لديه الذكاء الكافي
للتعامل مع هذا الأمر. إنه لا
يحتاج أن يكون ضيق الأفق مثل أبيه
الذي عفا عليه الزمن. وهكذا لم
يلتفت سليمان إلى نصيحة أبيه
(2:2-3)، ولا إلى الحلم الذي
أعطاه له الرب، ولا حتى إلى كلمة
الوحي التي قاده الروح القدس أن
يكتبها:
اتق الله واحفظ وصاياه، لأن
هذا هو الإنسان كله [أي هو
الهدف من خلقه، وهو الأساس
لسعادته، وهو الواجب على كل
إنسان] (جامعة 13:12).
إعلان عن
المسيح:
من خلال سليمان، الذي يشير
إلى المسيح المذخر فيه جميع
كنوز الحكمة والعلم (1 ملوك
12:3؛ أيضا كولوسي 3:2).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب في الصلاة روح التواضع
والخضوع أمام الرب (يوحنا
30:3-31).
قراءة اختيارية:
أعمال 23
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 5 : 17