18 نيسان (إبريل)
اقرأ 2 صموئيل 19 -- 20
كان داود قلقا من جهة شيء واحد
فقط في هذه اللحظة المأسوية عندما
كان أبشالوم وجنوده يطلبون قتله:
أسلام للفتى أبشالوم؟ (2
صموئيل 29:18،32). طبقا للكتاب
المقدس ليس هناك سلام لمن يعيش
كما عاش أبشالوم. فقد كان
مستهترا، وشريرا، وخائنا،
ومخادعا، ومتجردا من المبادئ
الأخلاقية. ولكي يصير ملكا، كان
مستعدا أن يدمر المملكة ويقتل
أباه - الممسوح من الرب. وإذا
بكوشي [أي إثيوبي] قد أتى،
وقال كوشي: ليبشر سيدي الملك! لأن
الرب قد انتقم لك اليوم من جميع
القائمين عليك (31:18).
رجع جنود داود من المعركة
متوقعين استقبالا حافلا ومجيدا من
أجل انتصارهم؛ ولكنهم على عكس ذلك
وجدوا الملك منتحبا، يبكي ويصرخ
بصوت عظيم: يا ابني أبشالوم،
يا أبشالوم ابني، يا ابني!
(4:19). ولأن داود تجاهل أتباعه
الأمناء وانتصارهم العظيم،
تسلل الشعب في ذلك اليوم للدخول
إلى المدينة كما يتسلل القوم
الخجلون عندما يهربون من القتال
(3:19).
لم يكن العنف والموت أمرا
غريبا على داود - حتى موت أولاده.
فعندما مرض الابن الأول لبثشبع،
صام داود سبعة أيام واعتزل مصليا
؛ ولكن عندما أخبروه أن الولد قد
مات، تقبل الأمر بهدوء قائلا:
أنا ذاهب إليه (16:12-23). من
بين الأمور التي ستجعل السماء
ثمينة للغاية هو أننا سنلتقي فيها
بأحبائنا الذين سبقونا إلى هناك.
ولكن داود لم يكن لديه أدنى رجاء
بأنه سيرى أبشالوم مرة أخرى، فإنه
سوف يطرح في جهنم حيث يكون
البكاء وصرير الأسنان (متى
42:13،50).
ربما كانت معاناة داود مزيجا
من الحزن والشعور بالذنب. أو ربما
كان أيضا يبكي لأنه لم يحسن تربية
ابنه كما ينبغي، وكان شاعرا
بالذنب من جهة شر ابنه. وربما
أيضا شعر بالخيانة من جانب يوآب
الذي كان في استطاعته أن يعطي
أبشالوم فرصة واحدة أخيرة على أمل
أن يرجع عن طرقه الشريرة. أما
يوآب فقد واجه الملك بغضب لأن
موقف داود خذل أصدقاءه وجنوده
الأمناء وسائر الأمة. لقد نسى
داود للحظة الشعب الموالي الذي
جازف بحياته له - بأنه ناح على
شيء لا يمكن استعادته.
إن الأحداث المأساوية التي
تحدث للمؤمنين الأتقياء ليست
حوادث سيئة الحظ. ولسنا مجرد لعبة
في أيدي الناس أو الظروف. إن
حياتنا هي دائما تحت رعاية أبينا
السماوي المحب، في كل وقت وفي كل
مكان بلا استثناء. لكننا جميعا في
بعض الأحيان نكون مسئولين عن
الظروف المناوئة والأحزان التي
تمر بنا - ونحن ندرك هذا تماما.
وربما يبدو من الطبيعي أن ندين
أنفسنا من أجل أخطائنا وتقصيراتنا
ومخاوفنا، بل وأيضا نلوم الآخرين
من أجل "الأمور" التي تحدث لنا.
ولكن هناك أمور كثيرة تقع خارج
نطاق سيطرتنا - ربما وفاة
مأساوية، حادث سيارة، مرض، إعاقة
جسمانية، خسارة مادية. وأيا كان
الأمر، فإما أن نستمر نائحين في
حزن مستمر، وإما أن ندع الروح
القدس الساكن فينا يستخدم هذه
التجارب لكي يعمق إيماننا بحكمة
الله ويأتي بنا إلى علاقة أقرب مع
المسيح.
في وقت من الأوقات عندما كان
الرسول بولس مكتئبا في كل شيء،
من خارج خصومات ومن داخل مخاوف،
قاده الروح القدس أن يكتب قائلا:
قد امتلأت تعزية وازددت فرحا
جدا في جميع ضيقاتنا (2
كورنثوس 4:7-5).
إعلان عن
المسيح:
من خلال داود الذي كان يريد
أن يدعوه الشعب من جديد ليملك
عليهم (2 صموئيل 11:19). إن
ربنا يسوع يريد أن جميع الناس
يدعونه ليملك على قلوبهم. إنه
لن يفرض نفسه على أحد، فهو
يأتي فقط بناء على دعوة.
أفكار من
جهة الصلاة:
صل في الخفاء أمام الله، غير
طالب مدحا من الناس (متى
6:6).
قراءة اختيارية:
أعمال 19
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 5 : 17