FREE media players is required to listen to the audio

17 نيسان (إبريل)

اقرأ 2 صموئيل 17 -- 18

كان تقدير داود لأخيتوفل عظيما جدا حتى أن مشورته كانت كمن يسأل بكلام الله (2 صموئيل 23:16). ولكن الأزمات تكشف لنا من هم أصدقاؤنا الحقيقيون. كان أخيتوفل متهما بالخيانة العظمى ضد الله وكان أبعد ما يكون عن التقوى حسبما افتكره داود. اكتشف ذلك عندما أوشك أبشالوم أن يصبح ملكاً جديداً على إسرائيل. فلم يضيّع أخيتوفل الوقت بل انضم حالا إلى ثورة أبشالوم. لقد كان فخورا جدا بشعبيته وطموحا جدا من جهة تأمين وضعه المستقبلي حتى أنه كان مستعدا أن يقتل داود لكي يدعم مكانته. وقد كشف أخيتوفل عن طبعه الحقيقي من خلال تكرار ضمير المتكلم "أنا" خمس مرات في اقتراحه المختصر على أبشالوم بأن يقتل داود. دعني أنتخب 12000 رجل وأقوم وأسعى وراء داود هذه الليلة، فآتي عليه ... وأضرب الملك وحده، وأرد جميع الشعب (1:17-3). كان يطلب أن يوضع 12000 رجلا تحت أمرته. وبذلك يصبح أبشالوم وعماسا والقادة الآخرون في المركز الثاني على أفضل تقدير. لقد أراد أخيتوفل أن يجعل من نفسه بطلا.

أقنعهم أخيتوفل بأنه لا توجد مشورة تضمن لهم النجاح مثل مشورته ومثل وجوده معهم. ولكن أسلوبه جرح كبرياء أبشالوم وعماسا وجعلهما راغبين في الاستماع إلى أي مشورة أخرى غير مشورته.

لقد صلى داود قائلا: حمق يا رب مشورة أخيتوفل (31:15)؛ ثم أرسل حوشاي إلى أبشالوم. وبلا شك أن وجود حوشاي جعل أبشالوم يشعر بالفخر إذ أصبح الآن في صفه أفضل مشيري داود. وقد أدى ذلك إلى انقياد أبشالوم وراء مشورة حوشاي، لأنها كانت متوافقة مع كبرياء أبشالوم ومع مخاوفه. فقد ذكّر حوشاي أبشالوم بأن أباه لم ينهزم ولا مرة في الحرب: أن أباك جبار والذين معه ذوو بأس (10:17).

فإن احتمال هزيمة أبشالوم في أولى معاركه وفقدان عدد كبير من جيشه الصغير الذي يتكون من 12000 رجلا سيؤدي إلى الارتباك وتحول أتباعه عنه. لذلك نصحه حوشاي بأن يجمع أبشالوم كل قوات إسرائيل وأن يتقدم هو بنفسه على رأس هذا الجيش الكبير فيستحق أن يكون الغالب المنتصر، والملك الحقيقي. فلا يمكن لأحد أن يأخذ مكانه - بل يجب على الأمير بنفسه أن يقود المسيرة ويحتفظ بزمام الأمور في يده. لذلك أشير بأن يجتمع إليك كل إسرائيل من دان إلى بئر سبع (8:17-11). وبهذه الطريقة أرسل أبشالوم في رحلة الكبرياء التي أدت إلى موته. وكما سبق الكتاب وأنبأ بكل وضوح أنه قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح (أمثال 18:16).

كانت مشورة حوشاي، التي بلا شك كانت بقيادة من الرب، هي الإجابة لصلاة داود. فقد توافقت مع مخاوف أبشالوم وكبريائه وشكوكه أيضا، من جهة أخيتوفل وإلى أي مدى ينوي أن يذهب بدوره القيادي الجديد. ولبضعة أيام كان يبدو بحسب الظاهر أنه قد نجح التمرد الذي اشترك فيه "جميع إسرائيل". وجدير بنا أن نلاحظ أن أبشالوم لم يستشر نبيا ولا كاهنا ولا اتجه إلى الرب. إن غير المؤمنين مخدوعون مثل أبشالوم، وأعينهم معصوبة من جهة تلك "الحضرة غير المرئية" التي من خلالها يلاحظ الله جميع الأمور الأرضية ويوجهها ويتحكم فيها، فهو لا يتوانى أبدا عن إنقاذ شعبه (عبرانيين 13:4).

الرب أبطل مؤامرة الأمم، لاشى أفكار الشعوب (مزمور 10:33).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال محنايم، مدينة الملجأ التي احتمى بها داود عندما كان هاربا من أمام أبشالوم (2 صموئيل 27:17). إن المسيح هو ملجأنا (عبرانيين 18:6).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب من الرب الإرشاد اليومي (أمثال 6:3).

 

قراءة اختيارية:

 

أعمال 18

آية الأسبوع للحفظ:

 

1 تسالونيكي 5 : 17