16 نيسان (إبريل)
اقرأ 2 صموئيل 15 -- 16
بعد حوالي سنتين من رجوع
أبشالوم من منفاه، بدأ يخطط
للاستيلاء على عرش أبيه. فادعى
الاهتمام بجميع المتضايقين وقال:
من يجعلني قاضيا في الأرض
فيأتي إلي كل إنسان له خصومة
ودعوى فأنصفه! (2 صموئيل
4:15). ومن خلال شخصيته الجذابة
استطاع أن يجذب ولاء الأمة من
وراء داود. وكم هو مؤسف أن نقرأ:
إن قلوب رجال إسرائيل صارت
وراء أبشالوم (13:15).
وقد انكشف غش أبشالوم وشره
عندما استأذن من أبيه داود قائلا
أنه قد نذر نذرا وهو في سوريا
قائلا إن أرجعني الرب إلى أورشليم
فإني أعبد الرب مقدما له
ذبيحة (8:15). فإن هدفه الحقيقي
كان أن يقوم بثورة ضد الرجل الذي
بحسب قلب الله (1 صموئيل 14:13؛
أعمال 22:13). لقد كانت خططه
محكمة وسرعان ما أصبح معروفا في
جميع الأسباط أن أبشالوم قد
ملك في حبرون (2 صموئيل
10:15). وكان أخيتوفل، أفضل
مستشاري داود، من بين المنشقين،
مما أضاف قوة إلى مركز أبشالوم.
قد نُعجب بالفهم الروحي
والإيمان العظيم الذي أبداه داود
في هذه الساعة الحرجة. لقد ظهرت
ثقته في محبة وعطف الله وفي
سلطانه وهيمنته على أمور الحياة،
في قوله لصادوق الكاهن: إن
وجدت نعمة في عيني الرب فإنه
يرجعني ... فليفعل بي حسبما يحسن
في عينيه (25:15-26). لم
يطالب بحقوقه، ولم يفكر أن يرثي
لنفسه. فكل الأِشياء هي تحت سلطان
الرب وما يسمح به يكون هو الأفضل.
لم يستسلم داود لقدره، بل أخضع
نفسه لرعاية الله، فصلى وخطط. بدأ
أولا بالصلاة: حمق يا رب مشورة
أخيتوفل (31:15). بعدئذ، أرسل
حوشاي إلى أورشليم وأعطاه
التعليمات بحيث يصبح مشيرا
لأبشالوم وبذلك يبطل مشورة
أخيتوفل لأبشالوم (33:15-35).
إنه منظر يكسر القلب أن نرى
ملكا مسنا، في الخامسة والستين من
عمره، يهرب من أورشليم - وينزل
على الطريق الصخري إلى وادي قدرون
ثم يصعد إلى جبل الزيتون حافي
القدمين.. مغطى الرأس.. باكيا
(30:15)؛ ثم ينزل على سفح جبل
الزيتون نحو الشرق، ويعبر نهر
الأردن إلى أرض جدته راعوث.
إننا في وقت الأزمات نعرف من
هم أصدقاؤنا الحقيقيون. فإن
المرائين مثل صيبا يزعمون أنهم
أصدقاء. أما شمعي، وهو ذو قرابة
لشاول، فقد اعتبر أن محنة داود هي
عقاب من الله له وأنه يستحق ذلك.
من ناحية أخرى، أراد أبيشاي أن
يستأذن من داود ليقتل شمعي. لكن
داود كان يعرف أن الله هو المسيطر
على أمور حياتنا - فأجابه قائلا:
دعوه يسب، لأن الرب قال له سب
داود (8:16-11).
وخلال المحنة كلها، لم تظهر
على داود أي مرارة. ولم يوجِّه
لوما لابنه ولا لجميع الذين تخلوا
عنه. لقد أبصر يد الله في
التأديب، بينما لم يبصر الآخرون
سوى خيانة البشر. فالأمناء يعرفون
أن الأشرار هم في كثير من الأحيان
أدوات مستخدمة من الآب السماوي
المحب لأجل تأديب أحبائه.
قبل أن أذلل أنا ضللت، أما
الآن فحفظت قولك (مزمور
67:119).
إعلان عن
المسيح:
من خلال داود الذي وبخ ذويه
عندما أرادوا أن يقتلوا
أعداءهم (2 صموئيل 10:16-11؛
قارن مع 1 صموئيل 8:26-9؛
لوقا 54:9-56).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من الرب حكمة وتمييزا
(أمثال 1:2-6).
قراءة اختيارية:
أعمال 17
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 5 : 16