15 نيسان (إبريل)
اقرأ 2 صموئيل 13 -- 14
أورشليم، مدينة السلام، أصبحت
مسرحا للفسق. فإن أمنون، الابن
البكر لداود، كان قد ولد في حبرون
من أخينوعم اليزرعيلية التي كان
داود قد تزوجها أثناء فترة نفيه.
وكان عمر أمنون عندئذ حوالي عشرين
سنة (2 صموئيل 43:25؛ 2 صموئيل
2:3؛ 1 أخبار 1:3).
وكانت ثامار - ابنة داود من
معكة بنت تلماي ملك جشور
[سوريا] (2 صموئيل 3:3) - هي أخت
أبشالوم. ومن الواضح أن أمنون لم
يكن لديه حب حقيقي لثامار لأنه
خدعها مدعيا بأنه مريض. وعندما
أحضرت له الطعام، استغل عطفها
عليه وحاول أن يغتصبها. فبكت
وتوسلت إليه قائلة: لا يا أخي،
لا تذلني، لأنه لا يفعل هكذا في
إسرائيل! ... أما أنا فأين أذهب
بعاري؟ وأما أنت فتكون كواحد من
السفهاء في إسرائيل
(12:13-13). ولكن أمنون قرر أن
يكون واحدا من السفهاء في
إسرائيل، فاغتصبها بدون رأفة.
وبعد أن أشبع شهوته، طردها
خارج الغرفة وأغلق الباب في
وجهها. ولم تكن لدى أمنون أدنى
مبالاة بأنه حطم حياتها، فطردها
خارجا قائلا أنه قد أبغضها
بغضة شديدة (15:13).
وعندما علم داود بالشر الذي
فعله أمنون بأخته، اغتاظ جدا
(21:13). ولكن أمنون كان ابن
الملك - بكره والوريث لعرشه -
لذلك لم يتخذ ضده أي إجراء قضائي.
ولكن في ناموس موسى كانت العقوبة
الحتمية على الاغتصاب هي الموت
(لاويين 17:20). ومرة أخرى، صار
داود مستعبدا لخطيته القديمة. فإن
تقصير داود في توقيع العقوبة لم
توبخ في الحال، ولكن العدالة أخذت
حقها. فبعد سنتين خطط أبشالوم
لقتل أخيه أمنون. ومهما ألقينا
اللوم على أبشالوم من أجل قتل
أمنون، فإن أمنون كان شرعا يستحق
الموت.
والسبب الذي تذرع به أبشالوم
لقتل أمنون كان الانتقام من أجل
إذلاله لأخته. ولكن لم يكن أحد
يجهل أن أمنون كان الشخص الوحيد
الذي يقف في طريق تولي أبشالوم
العرش.
يرجح أن أبشالوم كان في
العشرين من عمره حين قتل أمنون.
ثم هرب بعد ذلك إلى جشور [سوريا]
حيث أقام مع جده لمدة ثلاث سنوات.
ليس هناك ألم أعظم بالنسبة
للآباء من أن يروا خطيتهم تظهر
مرة أخرى في أبنائهم، أو يتحقق
أنه مع كون الله طويل الروح وكثير
الرحمة، يغفر الإثم والتعديات
لكنه إله قدوس وغيور. فقد أنذر
الرب بني إسرائيل أن ذنوب
الآباء يفتقدها في الجيل
الثالث والرابع (خروج 5:20؛
7:34؛ عدد 18:14، تثنية 9:5).
لذلك لا نحصد ما زرعناه بمفردنا
بل أيضاً يحصده أيضاً أولادنا
وأحفادنا من بعدنا. هذا يشير إلى
أن كل قرار نتخذه هو هام جداً
بالنسبة لنتائجه البعيدة على
حياتنا وحياة الآخرين.
ولكن الاستمرار في النوح على
ما لا يمكن تغييره - مثلما رأيناه
في حياة داود - يعتبر أيضا خطية
(2 صموئيل 39:13؛ 23:12؛ 14:14).
فالخطايا الماضية، عندما يتركها
الإنسان ويتوب عنها تماما، تُغفر
تماما. ومن هذا المنطلق،يعلمنا
الكتاب المقدس: أنسى ما هو
وراء وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى
نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله
العليا في المسيح يسوع (فيلبي
13:3-14).
إعلان عن
المسيح:
من خلال رد داود لأبشالوم (2
صموئيل 33:14). فإذا كان عطف
الأب الأرضي يجعله يتصالح مع
ابنه المنشق عليه، فكم بالحري
أبونا السماوي المحب يصالحنا
مع نفسه عندما نعترف
بخطايانا.
أفكار من
جهة الصلاة:
ادع الرب وهو ينقذك (مزمور
16:55).
قراءة اختيارية:
أعمال 16
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 5 : 16