14 نيسان (إبريل)
اقرأ 2 صموئيل 10 -- 12
كان داود أقوى شخصية في
المملكة، واعتاد أن يحصل على كل
ما يريد. كان ملكاً بلا منازع،
والمسيطر على كل شيء. لم ينهزم في
أي حرب، فاتسعت جدا حدود مملكته
خلال العشرين سنة التي ملك فيها،
وعم الرخاء البلاد (2 صموئيل
1:8-15).
وكان عند تمام السنة
[أي في الربيع]، في وقت خروج
الملوك [للحرب] أن داود
أرسل يوآب، في حين أنه كان
ينبغي أن يشترك بنفسه في
الاستيلاء على عاصمة العمونيين.
على ما يبدو أنه قرر أن يسترخي
ويتمتع بانتصاراته (1:11). ودائما
يكون الشيطان جاهزا بشيء ما أو
شخص ما لكي يجذب انتباهك عندما
تقرر أن تتحرر من المسئوليات. وهو
دائما يقدم الخطية في شكل انغماس
جذاب في مطالب الذات.
بدأ الأمر بمجرد نظرة إلى
الجميلة بثشبع. ولكن كانت هناك
تحذيرات طول الطريق من شأنها أن
تلفت انتباه داود. فعندما سأل عن
هذه المرأة (3:11) وقالوا لها
أنها زوجة لرجل آخر، كان ينبغي أن
يتذكر وصية الرب - أن الزنى هو
خطية بغيضة في نظر الرب وعقوبتها
الموت (لاويين 10:20). وتعلمون
خطيتكم التي تصيبكم [أي
تتأكدون أن خطيتكم ستلاحقكم ولن
تهربوا منها] (عدد 23:32). ولكن
داود تجاهل كلمة الرب التي كان
يعرفها جيدا،واستغل منصبه المعطى
له من الله لكي يشبع شهواته. ومنذ
اللحظة التي فيها اشتهى داود
بثشبع إلى أن تزوّج منها لم يحدث
أي شيء يعوق متعتهما. فإن موت
أوريا في ساحة القتال، ربما بدا
بالنسبة لداود نهاية سعيدة؛ ولكنه
دون أن يدري، غرس بذرة للعديد من
الآلام والمآسي.
بعد حوالي سنة تلقى داود أكبر
صدمة في حياته حتى ذاك الحين، إذ
واجهه ناثان النبي وقال: لماذا
احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في
عينيه؟ (2 صموئيل 9:12).
وقد غفر الرب لداود عندما
اعترف بشره وتاب عنه؛ ولكن
الغفران لا يبطل مفعول قانون
الطبيعة أن ما يزرعه الإنسان
إياه يحصد أيضا (غلاطية 7:6).
وكم كان حصاد الأحزان كبيرا
بسبب متعة ليلة واحدة! لقد اعترف
داود اعترافا صادقا بخطيته كما هو
مدون في المزمور 51، ولذلك غفر له
الله خطيته. ولكن على مدى العشرين
سنة التالية - أي النصف الأخير من
ملك داود - كان هناك العديد من
الأحزان والآلام التي لا يمكن
تجنبها. أولا مات طفله المولود من
هذه الخطية. ثم تعرضت ابنته
الجميلة ثامار، للاغتصاب من أمنون
أخيها غير الشقيق والوارث الظاهري
للعرش. وبعد سنتين انتقم أبشالوم
من أمنون بسبب أخته فقتله، ظنا
منه أنه سرعان ما سيرث العرش.
بعد ذلك تخلى عن داود أفضل
مشيريه، أخيتوفل، ثم جاء انقلاب
أبشالوم وملكه القصير المدى. وقد
انتهت هذه الخيانة بموت أبشالوم
على يد يوآب قائد الجيش. وبعد ذلك
قام رجل اسمه شبع من سبط شاول،
وانتهز فرصة الاضطراب الذي حدث
على مستوى الأمة بسبب أبشالوم،
فقاد ثورة أخرى. ثم إن أدونيا،
وهو الابن الأكبر لداود والوريث
المفترض استقطب إلى صفه يوآب رئيس
الجيش، وأبياثار الذي كان رئيسا
للكهنة. وإذ تشدد بسبب مساندتهما
له، نادى أدونيا بنفسه ملكا.
فاضطر داود أن ينصب سليمان في
الحال على العرش مناديا به ملكا.
من يتبصر الأحزان والآلام
والنتائج المريرة التي يجلبها
الإنسان على نفسه عندما يستسلم
للشهوات؟ لا أحد يريد ذلك. وكم
عدد الذين استسلموا للتجربة في
لحظة شهوة وصرفوا باقي حياتهم
يقاسون النتائج؟ حقاً علينا أن
ننذر كل شخص مجرّب بالقول:
الشهوة إذا حبلت تلد خطية،
والخطية إذا كملت تنتج موتا
(يعقوب 15:1).
إعلان عن
المسيح:
من خلال النبي الذي أعطى
سليمان اسم يديديا، ومعناه
"المحبوب من الرب" (2 صموئيل
25:12). كان المسيح هو
المحبوب من الآب (يوحنا
24:17).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب الرب في وقت الضيق؛ فإنه
سوف يحميك (مزمور 5:27).
قراءة اختيارية:
أعمال 15
آية الأسبوع للحفظ:
1 تسالونيكي 5 : 16