FREE media players is required to listen to the audio

9 نيسان (إبريل)

اقرأ 1 صموئيل 25 -- 27

المرة الأولى التي فيها أنقذ داود حياة شاول كانت في مغارة عين جدي - على المرتفعات الشاهقة المطلة على البحر الميت. كان شاول وجيشه يبحثون عن داود. وفي هذه الليلة كان شاول قد انفصل عن رجاله لينام في أحد الكهوف - غير عالم أن داود ورجاله كانوا مختبئين داخل الكهف. فقام داود وقطع طرف جبة شاول سرا (1 صموئيل 3:24-4). وفي صباح اليوم التالي، وقف داود من بعيد ونادى شاول مخبرا إياه بما حدث.

وفي المرة الثانية كان داود عائدا من معون، التي تقع على بعد تسعة أميال جنوبي حبرون، بعد زواجه من أبيجايل. وكان الزيفيون قد أخبروا شاول عن مكانه فأسرع إلى هناك مصمما على قتله (1:26-3). ونام شاول ومن حوله جنوده الذين كانوا أيضا نيام. فتسلل داود إلى هناك يصحبه أبيشاي حتى وصل إلى شاول دون أن يلاحظه أحد. وظن أبيشاي أن هذا هو الوقت المعين من الله لموت شاول، فطلب من داود أن يمنحه شرف قتله. ولكن مرة أخرى أجاب داود: من الذي يمد يده إلى مسيح الرب ويتبرأ؟.. إن الرب سوف يضربه أو يأتي يومه أو ينزل إلى الحرب ويهلك (9:26-10) - أي أنه سيترك أمر موت شاول في يدي الرب بالكامل. وكما في المرة الأولى وقف داود على قمة بعيدة على مرأى من شاول، ممسكا بيديه رمح شاول وكوز الماء وطالبا منه المصالحة.

منذ حوالي 40 سنة، عندما ارتكب شاول أول أخطائه وهو لا يزال شابا صغيرا، حذره صموئيل قائلا: قد انحمقت (13:13)؛ والآن بعد أن أصبح في حوالي الستين من عمره، نجده يستعيد شريط حياته المليء بالغيرة والحقد والكراهية وعمل الإرادة الذاتية، ويعترف قائلا: هوذا قد حمقت وضللت كثيرا جدا (21:26).

في كل مكان في العالم، تجد الصراع والنزاع والغيرة والتنافس والغش والكلام الشرير والكراهية والعنف - وجميعها تعبر عن التمرد على الله. لقد علّم الرب تلاميذه أن يتوقعوا الاضطهاد، لأننا يجب أن نتشبه بصورة ابن الله، الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل (1 بطرس 23:2).

إن كل شخص أو مشكلة أو ضيق يعترض حياتنا هو بمثابة خادم لقصد الله لنا إذ أنه ينمي فينا رحمته وصبره وطول أناته. وبمجرد أن تتحقق فينا هذه الصفات، ندرك إلى أي مدى تكون البغضة والغيرة والكراهية أمورا مدمرة لصاحبها. هذا أمر حقيقي حتى وإن نال شخص آخر الفخر على الأشياء التي نتعب نحن فيها، أو أنه يعطلنا عما نظنه هو الأفضل لحياتنا. هذا هو الدرس الذي لم يتعلمه شاول أبدا.

لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ... أحبوا أعداءكم ... وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم (متى 39:5،44).

وأهم درس نحتاج أن نتعلمه من اختبار داود هو ما كتبه لنا الرسول بولس: من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد؟ ... في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا (رومية 35:8-37).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال جهود أبيجايل في عمل الصلح بين داود ونابال (1 صموئيل 21:25-28). لقد كان الله في المسيح مصالحا العالم لنفسه (2 كورنثوس 19:5).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل من أجل الازدهار الروحي (1 أخبار 9:4-10).

 

قراءة اختيارية:

 

أعمال 10

آية الأسبوع للحفظ:

 

1 تسالونيكي 5 : 15