FREE media players is required to listen to the audio

6 نيسان (إبريل)

اقرأ 1 صموئيل 17 -- 18

كان الفلسطينيون قد وحدوا صفوفهم مرة أخرى للهجوم على إسرائيل. وليس بالمصادفة أن يتحدى جليات العملاق جيش إسرائيل لكي يرسلوا له رجلا يحسم المعركة بينهما. وأثناء هذه الأزمة نكتشف لماذا لم يقع اختيار الرب على أليآب، الأخ الأكبر لداود، لكي يصبح ملكا. كان الرب قد سبق وقال لصموئيل: لأني قد رفضته (1 صموئيل 7:16). والآن في وقت الامتحان، فإن أليآب وجميع رجال إسرائيل لما رأوا الرجل (جليات) هربوا منه وخافوا جدا (24:17). فلم يكن في استطاعتهم أن يروا إلا رجلا عملاقا يسانده جيش عظيم. ولكن على عكس ذلك نجد داود يصرخ قائلا: من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يعيّر صفوف الله الحي؟ (25:17-27). لقد كانت ثقة داود العظيمة ليست بسبب قدرته الذاتية، ولكن بسبب ثقته فيما يستطيع الله أن يعمله.

كان شاول يبدو راضيا عن ذهاب داود إلى الحرب، بل قدم له النصيحة بشأن طريقة الانتصار. بالنسبة لبعض الناس، ما أسهل من أن يكلفوا آخرين بعمل ما ينبغي عليهم أن يقوموا به. وبالطبع فإنهم يريدونهم أن يتمموه بالطريقة التي يرونها أنها الطريقة الصحيحة. عندما واجه داود جليات، لم يكن لديه أي تردد حين قال: أنا آتي إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذين عيرتهم (45:17).

ويبدو أنه لم تمر سوى فترة قصيرة بين أول ظهور لداود كبطل قومي وبين الأحداث التي أثارت غيرة الملك شاول والتي حولته إلى العدو الأكبر لداود. وعندما نقرأ هذه الفصول يبدو لنا وكأن شاول كان أحيانا يحب داود ويكرمه وأحيانا أخرى يحاول أن يقتله. ولكن هذه الأصحاحات في الواقع كانت على مدى سنوات عديدة. وكانت العلاقة بين شاول وداود قد أخذت تتآكل تدريجيا، وانتهى الأمر إلى محاولات متعددة من جانب شاول لقتله.

فبحسب النظرة البشرية، يبدو من المؤسف أن داود اضطر أن يواجه سنوات هذا عددها من الإذلال والإهانة بواسطة شاول. ولكن أوقات التجربة في حياتنا تنمّي اعتمادنا على الرب وإيماننا به. إن نوعية شخصيتنا تتحدد ليس بإنجازاتنا وشعبيتنا، ولكن بالطريقة التي بها نتعامل مع المشاكل التي تواجهنا. إن الاضطهادات الشديدة التي تعرض لها داود والسنوات العديدة التي قضاها في المنفى قد أنشأت فيه العظمة الحقيقية - إذ جعلته رجلا حسب قلب الرب (14:13؛ أعمال 22:13).

إن الأحزان وتجارب الحياة قد جعلت شاول يزداد بعدا عن الرب، بينما جعلت داود يزداد قربا. فالاختبار الحقيقي لكل واحد منا هو كيف نتأثر بأوقات الألم والاضطهاد والتجارب؟ هل هذه تقربنا إلى الرب أم تبعدنا عنه؟ ما هي ردود أفعالنا تجاه خطايانا وسقطاتنا عندما يواجهنا الرب بها؟ هل نلتمس الأعذار لأنفسنا ونلقي اللوم على شخص آخر؟ فإن أمثال شاول سيشعرون بالمرارة ويطلبون الانتقام، أما أمثال داود ففي وقت الفشل عندما يواجهون أبشع أخطائهم فإنهم يخضعون أنفسهم بالكامل للمسيح.

إن شاول يمثل الإرادة الذاتية، التي تصمم على البقاء دائما في مركز النفوذ والتسلط. أما داود فهو يمثل الخضوع لإرادة الله، والرغبة في تمجيد وتعظيم الرب الذي نعبده. فمع أن حياة داود كان بها العديد من الأخطاء، بل وأيضا الخطايا، إلا أنه لم يوجد بها تمرد على الرب ولا مرة واحدة. ويمكننا أن نكتشف حقيقة قلبه، وهو يصرخ إلى الرب معترفا بخطاياه وقائلا: ارحمني يا الله ...امح معاصي ... إليك وحدك أخطأت ... قلبا نقيا اخلق فيّ يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي ... رد لي بهجة خلاصك ... فأعلم الأثمة طرقك (مزمور 1:51-13).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال يوناثان (1 صموئيل 3:18-4)، الذي كانت محبته لداود رمزا لمحبة الرب لنا.

 

أفكار من جهة الصلاة:

صلوا من أجل بلادنا والقياديين فيها (1 صموئيل 9:7).

 

قراءة اختيارية:

 

أعمال 7

آية الأسبوع للحفظ:

 

1 تسالونيكي 5 : 15