1 نيسان (إبريل)
مقدمة لسفر 1 صموئيل
اقرأ 1 صموئيل 1 -- 3
كان عالي قاضيا على إسرائيل
وأيضا رئيسا للكهنة على خيمة
الاجتماع التي كان يشوع قد نصبها
في شيلوه منذ ما يقرب من 300 سنة
(يشوع 1:18؛ قضاة 31:18). وقد
كانت حياة عالي الشخصية بلا غبار،
لكنه فشل في تأديب أبنائه الأشرار
الذين كانوا يساعدونه في الحكم
على إسرائيل.
وكانت حنة، أم صموئيل، مثالا
للمرأة التي عاشت سنوات عديدة
بقلب مكسور لأنه لم يكن لها أولاد.
كان الشعب يعتبرون ذلك عارا أو
نوعا من القضاء الإلهي. وفي خيمة
الاجتماع في شيلوه، بعد سنوات
عديدة من الألم والمذلة والتعرض
للاستهزاء، سكبت أخيرا قلبها
وهي مرة النفس، فصلّت إلى الرب...
حتى أن عالي ظنها سكرى
(1 صموئيل 10:1-13).
عندما رآها عالي، تسرّع بحكمه
الخاطئ قائلا: حتى متى تسكرين؟
لقد تكلم بقسوةٍ وحدّةٍ مع حنة؛
لكنها أجابته بهدوء وتواضع قائلة:
لا يا سيدي، إني امرأة حزينة
الروح. ولم أشرب خمرا ولا مسكرا
(14:1-15).
كان عالي مخطئا، ولكنه كان
صادقا في نيته. فبصفته كاهنا
وقاضيا، كان من بين مسئولياته أن
يوبخ الذين يصنعون شرا. ولكن خطأ
عالي في حكمه على حنة كان بمثابة
اختبار لصدق إجابتها المتواضعة:
لا يا سيدي... إني أسكب نفسي
أمام الرب. فلو كانت ذات
طبيعة متكبرة لكانت قد بررت نفسها
في الحال من خلال إجابة حادة على
عالي. كان من الممكن أن تنتقد
حكمه الخاطئ، فتقول مثلا: "هذا
النبي الأعمى العجوز يتهمني زورا".
ولكنها كانت عندئذ سترجع ربما في
حال أردأ مما أتت - امرأة
حزينة الروح - مع شعور
بالمرارة. والأخطر من ذلك أنه لن
يكون هناك صموئيل الذي وهب حياته
من أجل رد إسرائيل إلى الرب. فبعد
اختبار التواضع هذا تكلم الرب من
خلال عالي قائلا: اذهبي بسلام
وإله إسرائيل يعطيك سؤلك الذي
سألته من لدنه (17:1).
فبدلا من الغضب والسخط، كان رد
الفعل الذي أبدته حنة مختلفا
تماما. تأملوا موقفها! لقد كانت
حنة تعيش في زمن سابق للعهد
الجديد بما فيه من اختبار سكنى
المسيح في داخلنا وامتلائنا
بالروح القدس. ومع ذلك، تلقت
توبيخ عالي باحترام. ثم عادت حنة
إلى بيتها بقلب مبتهج وخلال وقت
قصير أصبحت قادرة أن تنجب للعالم
من كان سيصبح نبيا وقاضيا وكاهنا.
وكما حدث مع حنة، فإن قبول
التوبيخ بالروح الصحيحة، حتى ولو
كان عن غير حق، يكون عادة أحد
الوسائل للحصول على استجابة
الصلاة التي طالما تاقت إليها
قلوبنا.
فإن عالي كان بلا شك مخطئا في
حكمه على حنة، فلا يمكن للقائد
الروحي أن تكون كل أحكامه صائبة:
لأننا في أشياء كثيرة نعثر
جميعنا (يعقوب 2:3). ولكن يجب
على الأشخاص ذوي المسئولية
الروحية أن يوبخوا الشر وسوء
السلوك، إذ يقول الكتاب:
أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم
يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف
يعطون حسابا (عبرانيين
17:13).
إن الكثيرين عندما يتعرضون
للتوبيخ لا يتبعون مثال حنة في
التواضع، فيمضوا غاضبين، إذ
يكونون قد فشلوا في الاختبار،
متجاهلين تماما تحذير الكتاب:
لا تزجر شيخا (1 تيموثاوس
1:5).
وقد كتب بولس إلى تيموثاوس،
وأيضا إلى جميع خدام الإنجيل،
قائلا: وبخ انتهر عظ بكل أناة
وتعليم (2 تيموثاوس 2:4).
إعلان عن
المسيح:
من خلال الميلاد المعجزي
لصموئيل (قارن 1 صموئيل 5:1 و
11:1،20). كان ميلاد يسوع
أكثر إعجازا لأنه ولد من
عذراء (لوقا 27:1،31).
أفكار من
جهة الصلاة:
ثق أن ما وعد به الرب لا بد
أن يتممه (تكوين 1:15-6؛
1:21-3).
قراءة اختيارية:
أعمال 2
ملحوظة: يغطي "طريق الك
تاب المقدس" العهد القديم
بتأملات وتفسيرات تعبدية على
مدى تسعة شهور، من كا نون
الثاني (يناير) إلى أيلول
(سبتمبر). وخلال هذه الشهور
توجد أيضا قراءة اختي ارية
لفصل واحد من العهد الجديد
يوميا. أما الشهور أكتوبر
ونوفمبر وديسمبر ف هي تقدم
تأملات يومية في أسفار العهد
الجديد. وبذلك يمر القارئ على
العهد الج ديد مرتين سنويا
باستخدام برنامج "طريق الكتاب
المقدس".
آية الأسبوع للحفظ:
كولوسي 2 : 11