FREE media players is required to listen to the audio

28 آذار (مارس)

اقرأ قضاة 15 -- 17

الجزء المبكر من حياة شمشون مسجل في الأصحاحين 14 و 15 من سفر القضاة. بعد ذلك مضت سنوات عديدة لم تسجل لنا، ثم نأتي بعدها إلى الأحداث في أصحاح 16، حيث نجد شمشون متوجّها مرة أخرى إلى مدينة غزة الحصينة، وهي إحدى المدن القليلة التي يسكنها العمالقة في أرض فلسطين (يشوع 22:11). ولم يكن لدى "بطلنا" أي خوف من التوغل في حصن العدو هذا ولا توجد إشارة إلى أن الرب "حرّكه" لهذه المهمة كما فعل من قبل، ولا أن شمشون صلى طالبا الإرشاد والحماية.

في بداية حياته استهان شمشون بالمعنى الروحي لعهد نذره عندما تزوج بامرأة فلسطينية بالإضافة إلى ارتكاب سائر الخطايا. والآن نراه متورطا أكثر في الخطية بصداقته مع دليلة، وهي أيضا فلسطينية. وكما هو الحال دائما مع كل من يفترض أن رحمة الله وأناته لابد وأن تستمر يوما آخر، فإن شمشون لم يعلم أن الرب قد فارقه (قضاة 20:16).

فعندما رأى شمشون دليلة كان ينبغي أن يتذكر عهد نذره ومركزه كقاض على شعب الله. لكن الخطية أعمته عن دعوته العليا، السبب الذي من أجله فقد قوته العظيمة. ونتيجة لخطيته، فقد قاسى العذاب وفقدان البصر - إذ قلعوا عينيه (21:16). وهكذا فإن مباهج الخطية تؤدي دائما إلى العمى الروحي والعبودية.

ولكن شمشون عرف سبب وجوده في السجن، عاملا أعمال الحيوانات، وهي أحط درجات الإهانة، فدعا شمشون الرب وقال: يا سيدي الرب، اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط، فأنتقم نقمة واحدة عن عينيَّ من الفلسطينيين (28:16). فإنه لم يتحول أبدا إلى الآلهة الوثنية ولم يهتز إيمانه بالله، إذ صرخ قائلا: يا سيدي الرب. فمع أنه أخطأ بطريقة مؤسفة، إلا أنه صلى. كانت هذه هي أول صلاة لشمشون من أجل التغلب على الفلسطينيين، والرب في رحمته سامحه واستجاب صلاته ورد له قوته. وهكذا سقط معذبوه وأعداؤه صرعى عند قدميه. لقد انتصر شمشون في النهاية انتصارا عظيما، إلا أنه لا يقارن بما كان في إمكانه أن يحققه.

إن الخطية خادعة جدا، فإننا قد نسيء فهم أناة الرب ظانين أنه يتغاضى عنا بل وأيضا يوافق على أسلوبنا في الحياة. وعلى الأرجح أنه لن يحدث شيء في الحال عندما نبدأ نتحول عن كلمة الله. ربما تهدأ ضمائرنا وتنخدع عندما نكون مدركين أننا نحتاج إلى التوبة، لكننا نؤجلها إلى وقت نتمنى أن يكون مناسبا.

إن شمشون ليس الوحيد من بين خدام الله الذي فقد قوته بسبب الانغماس في الملذات العالمية واهتمامات الذات (19:16). دعونا لا ننسى أبدا أن مواهبنا ليست من أجل بناء ذواتنا بل من أجل الآخرين، وأنه من خلال هذه المواهب ينبغي أن يتمجد الرب (متى 16:5).

لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا. ولكن إذ قد حُكم علينا نؤدب من الرب لكي لا نُدان مع العالم (1 كورنثوس 31:11-32).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال قوة شمشون. إني نذير لله (قضاة 17:16). تكمن القوة الروحية للمسيحي في إيمانه بالمسيح وتخصيص نفسه لله (1 بطرس 5:1).

 

أفكار من جهة الصلاة:

وسط الشكوك، اطلب قيادة الله (إشعياء 16:42).

 

قراءة اختيارية:

 

يوحنا 19

آية الأسبوع للحفظ:

 

كولوسي 2 : 11