FREE media players is required to listen to the audio

26 آذار (مارس)

اقرأ قضاة 10 -- 11

لسنوات عديدة كان سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط منسى يعملون الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم والعشتاروث وآلهة آرام وآلهة صيدون وآلهة موآب وآلهة بني عمون وآلهة الفلسطينيين وتركوا الرب ولم يعبدوه (قضاة 6:10). ونتيجة لذلك ظلوا لمدة 18 سنة تحت العبودية القاسية من نفس الشعوب الذين عبدوا آلهتهم (8:10).

فلما اشتدت الأزمة، صرخ بنو إسرائيل إلى الرب قائلين أخطأنا إليك لأننا تركنا إلهنا وعبدنا البعليم ... وأزالوا الآلهة الغريبة من وسطهم وعبدوا الرب (10:10،16). وليس بالمصادفة أنه بمجرد رجوع إسرائيل إلى الرب أنهم أيضا أعادوا يفتاح الطريد وجعلوه قائدا لهم.

وتحققت أسمى أمنية لدى يفتاح عندما أعطاه الرب نصرا أكيدا على العمونيين، الذين كانوا يضطهدون بني إسرائيل بكل قسوة. وكان يفتاح قد صمم مسبقا على إعطاء كل الكرامة للرب. فلقد أعطى نفسه وكل ما يملك للرب، ونذر نذرا للرب قائلا إن الخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب وأصعده محرقة. وترك الأمر في يدي الرب من جهة طبيعة المحرقة التي ينبغي أن يقدمها. وكان هذا تعبيرا عن ثقته ومحبته للرب الذي يبارك دائما النذور المقدمة له بالطريقة الصحيحة.

وتم كل شيء بترتيب من الرب، الذي رتب في عنايته أن تكون ابنة يفتاح هي أول الخارجين للقائه. وكأن الرب يقول له: "لقد أعطيتك كل ما طلبته - عودتك إلى شعبك، وتقلدك منصب القيادة، وخلاص إسرائيل على يدك - والآن أنا أطلب ابنتك الوحيدة تعبيرا عن عرفانك بالجميل" (30:11-40). وهذا بالطبع لا يعني تقديم ذبيحة آدمية، كما يفترض البعض، إذ أن يفتاح كان يعرف الكتابات المقدسة جيدا كما يتضح من رسائله إلى ملك العمونيين (12:11-27). فكيف يمكن أن يخطر على البال أنه سيذبح ابنته على المذبح؟ لقد كانت الذبائح البشرية من الممارسات الشريرة في العبادة الوثنية (تثنية 29:12-31؛ 10:18-12؛ لاويين 2:20-5). فلو كان قد فعل ذلك لكان هذا البطل، وأيضا الرب، مسئولين عن حادث قتل رهيب، حيث أن روح الرب هو الذي أعطى يفتاح هذا الانتصار (قضاة 29:11،32). فمن الواضح أننا يجب أن نفهم من قول يفتاح: أصعده محرقة (قضاة 31:11) أنه يعني شيئا مقبولا بحسب الناموس.

وتتضح الطريقة التي تمم بها نذره عندما نتأمل في جميع الملابسات. أولا، أنها كانت ابنته الوحيدة، لم يكن له ابن ولا ابنة غيرها (34:11). وكان الابن البكر يتم تقديسه - وليس ذبحه: قدس لي كل بكر (خروج 2:13؛ عدد 13:3). وكانت إجابة ابنته دليلا قاطعا على مصيرها. فلقد طلبت قائلة: اتركني شهرين فأذهب وأنزل على الجبال وأبكي عذراويتي (37:11) - أي "أنها لن تتزوج" - ولم تقل "لكي أبكي موتي على المذبح". ولإزالة كل شك، نقرأ أنه فعل بها نذره الذي نذر، وهي لم تعرف رجلا (39:11). وهذا يبين أنها خصصت لخدمة الرب في بتولية مدى الحياة، مثلما خصصت حنة صموئيل كمحرقة "روحية". فمن الواضح أنها أصبحت إحدى الخادمات في بيت الرب في شيلوه.

ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا [أي بحسب خطة معينة] للخير للذين يحبون الله (رومية 28:8).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال ابنة يفتاح الوحيدة التي خضعت لإرادة أبيها مثلما خضع يسوع لإرادة أبيه (قضاة 34:11-40؛ قارن مع متى 39:26).

 

أفكار من جهة الصلاة:

سبح الرب من أجل بركاته العجيبة (مزمور 2:150).

 

قراءة اختيارية:

 

يوحنا 17

آية الأسبوع للحفظ:

 

كولوسي 2 : 10