25 آذار (مارس)
اقرأ قضاة 8 -- 9
عندما طلب الشعب من جدعون أن
يملك عليهم، اعتذر قائلا: لا
أتسلط أنا عليكم... الرب يتسلط
عليكم (قضاة 23:8). ولكن بعد
موت جدعون، اشتهى ابنه أبيمالك
السلطة والنفوذ فسحب مبلغا كبيرا
من المال من خزينة هيكل البعل
وأعطاه لبعض الرجال الأشداء لكي
يقتلوا جميع إخوته. وبعد موت
منافسيه، جميع أهل شكيم ذهبوا
وجعلوا أبيمالك ملكا (6:9).
كان يوثام هو الوحيد من بين
أولاد جدعون الذي نجا من القتل
فذهب ووقف على رأس جبل جرزيم ورفع
صوته ونادى وقال لهم: اسمعوا لي
يا أهل شكيم يسمع لكم الله
(7:9).
وضرب لهم مثلا يشبّه فيه بني
أفرايم المتكبرين بأشجار تطلب
لنفسها ملكا، ولكن لم يقبل أحد
منهم هذا المنصب. فالزيتونة
والتينة والكرمة، أي الأشجار التي
تمثل أفضل نتاج الأرض، جميعها
اعتذرت قائلة أنها لن تتخلى عن
الإتيان بثمر من أجل أن تملك
على الأشجار (9:9،11،13). وإذ
كانوا لا يزالوا يبحثون عن ملك،
وضع "العوسج" خطة شريرة متخذا
لنفسه مركزا رفيعا وهكذا ملك على
الأشجار. ولكنه لم يكن ينتج غير
الأشواك وسرعان ما اكتشفت الأشجار
أنه لا يأتي من ورائه سوى الألم
والمعاناة والموت. وختم يوثام
نبوته قائلا: إن الأشجار ترمز إلى
سبط أفرايم، الذي فشل في إدراك
مركزه السامي مع الله الذي بالرغم
من أنه استخدم جدعون لإنقاذهم من
يد المديانيين إلا أنهم أنكروا
الجميل فقتلوا 70 من أبنائه
واختاروا العوسج (ابن أمته) لكي
يكون ملكا عليهم - فهذا هو الملك
الكاذب الذي سيصير مصدر حريق في
الغابة يلتهم ويدمر جميع الأشجار
(8:9-15).
وهكذا أنهى يوثام نبوته عن
القضاء المزمع أن يأتي على قادة
شكيم الذين انضموا إلى هذا "العوسج"
الشرير الذي قتل أبناء الرجل الذي
استخدمه الله لكي يعطيهم خلاصا
لمدة 40 سنة. ومرت ثلاث سنوات،
وأرسل الرب روحا رديا بين أبيمالك
وأهل شكيم (23:9). ولسبب غير
معروف انتقل أبيمالك من شكيم
ليسكن في قرية قريبة تدعى أرومة.
وكان رجل اسمه جعل، ومعه مجموعة
من الرجال المختارين، قد كسب ثقة
معظم أهل شكيم وأقنعهم بالثورة ضد
أبيمالك (26:9-41). وفي اليوم
التالي سمع أبيمالك بالمؤامرة،
فاقتحم شكيم وقتل أهلها ودمر ذات
المكان الذي نصّبوه فيه ملكا،
وهكذا تحققت نبوة يوثام (49:9).
وبعد الاستيلاء على شكيم، هاجم
أبيمالك مدينة تاباص، وهي تبعد عن
شكيم مسافة قصيرة نحو الشمال؛
ولكن أهل المدينة احتموا في برجها
العالي. وبينما كان أبيمالك يحاول
أن يشعل حريقا بالبرج، ألقت امرأة
من فوق البرج حجر رحى على رأس
أبيمالك فشجت جمجمته، وهكذا
انطفأت النار التي أشعلها "الملك
العوسج" (53:9). إن أبيمالك يرمز
إلى القوة الخادعة والمدمرة
للكبرياء والطموح - وهو يذكرنا
بأن الذي يزرعه الإنسان إياه
يحصد أيضا (غلاطية 7:6).
إن اشتهاء النفوذ وسائر أشكال
الكبرياء تؤدي إلى شرور كثيرة.
ففي مجال الأشغال والرياضة وحتى
في الكنيسة، ينحدر الكثيرون إلى
أحط المستويات عندما تسيطر عليهم
الرغبة في أن يكونوا في المركز
الأول، مركز السلطة.
لا شيئا بتحزب أو بعجب بل
بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل
من أنفسهم (فيلبي 3:2).
إعلان عن
المسيح:
من خلال جدعون الذي أنقذ بني
إسرائيل من يد المديانيين
(قضاة 22:8). لقد أنقذنا الرب
يسوع من أيدي أعدائنا
الروحيين، لذا يحق له أن يسود
على حياتنا.
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من الرب الفهم أثناء
قراءتك لكلمته (مزمور
73:119).
قراءة اختيارية:
يوحنا 16
آية الأسبوع للحفظ:
كولوسي 2 : 10