23 آذار (مارس)
اقرأ قضاة 3 -- 5
لقد زالت وانقضت الشهرة
العظيمة التي حققها الإسرائيليون
في سنواتهم الأولى. وهذا يصور لنا
بطريقة واضحة خطورة تكوين
العلاقات مع أولئك الذين لا يحبون
الرب. فهي تبدأ عادة في شكل صداقة
بريئة، ولكنها تؤدي إلى المهادنة
وتنتهي بالتجاهل للرب ولكلمته.
كانت الخطوة الجوهرية الأولى
التي أدت إلى الخراب التدريجي
لبني إسرائيل هي أنهم تجاهلوا
وصايا الرب (قضاة 4:3).
والخطوة الثانية كانت طبيعية في
مسارهم الانحداري إذ سكن بنو
إسرائيل في وسط الكنعانيين
(5:3). وسرعان ما جاءت الخطوة
الثالثة في الانحدار عندما
اتخذوا بناتهم لأنفسهم نساء
وأعطوا بناتهم لبنيهم (6:3).
والخطوة الرابعة كانت أسرع من
سابقتها، وكانت أمرا متوقعا، وذلك
لأن الزوجات الوثنيات لن يعلّمن
أطفالهن الإسرائيليين أن يعبدوا
الرب. فكانت النتيجة أنهم
عبدوا آلهتهم (6:3). أما
الخطوة الخامسة فقد كانت مؤكدة
الحدوث: فعمل بنو إسرائيل الشر
في عيني الرب ونسوا الرب إلههم
وعبدوا البعليم والسواري
(7:3؛ 13:2). إن الخطية تفصل
الخاطئ عن يد الله الحافظة.
وكانت النهاية أكيدة. فسرعان
ما انهزم بنو إسرائيل ولحق بهم
العار تماما كما أنبأ الرب موسى
(تثنية 16:31-18).
ولكن بعد مرور ثماني سنوات ظهر
شعاع من أمل عندما صرخ بنو
إسرائيل إلى الرب (قضاة 9:3)
فاستجاب لهم في الحال بأن أعطاهم
مخلصا، واستراحت الأرض أربعين
سنة (11:3). ولكن
الإسرائيليين دخلوا في حلقة من
الارتداد المتكرر. وكانت النتيجة
المؤسفة هي الهزيمة المتكررة
والمعاناة على أيدي الكنعانيين
(إشعياء 2:59).
إن حياة دبورة المباركة تؤكد
أن الله لا يقبل الوجوه
[أي ليس لديه تحيز] (أعمال
34:10). فهي لم تكن قائدا عسكريا
مدربا بل نبية في إسرائيل.
فقالت لباراق: ألم يأمر الرب إله
إسرائيل؟ اذهب وازحف إلى جبل
تابور وخذ معك عشرة آلاف رجل من
بني نفتالي ومن بني زبولون.
(قضاة 6:4). فهجم سيسرا ومعه جيشه
وتسعمائة مركبة من حديد ...
فأزعج الرب سيسرا (قضاة
13:4،15). بعد الانتصار الذي
حققته هذه المعركة، كم هو مبهج أن
نقرأ عن دبورة، التي بوحي من
الروح القدس، رنمت ترنيمة
الانتصار: أنا أنا للرب أترنم
(3:5).
وختمت ترنيمتها بمدح امرأة غير
مشهورة، بل وأيضا غير إسرائيلية،
من أجل شجاعتها وإخلاصها للرب
بقتلها لسيسرا (21:4-23؛ 24:5).
ونتعلم من قصة دبورة أن النجاح
في إنجاز وإتمام المهام التي
يأتمننا الرب عليها لا يعتمد على
السن أو القوة أو الجنس بل بالحري
على الأمانة والطاعة.
وإذا وقعنا في شراك إبليس
الخادعة، يمكننا نحن أيضا أن نصرخ
إلى الرب طالبين الغفران كما فعل
هؤلاء الإسرائيليون. فالرب في
رحمته سيعطينا القوة الكافية لكي
يعظم انتصارنا [أي نصبح أعظم
من منتصرين] بالذي أحبنا
(رومية 37:8). فمهما كانت المسافة
التي يبتعدها الإنسان عن الرب، لا
يكون فشله نهائيا إلا إذ رفض أن
يتوب، ولم يطلب الغفران، ولم يطع
كلمة الله.
هكذا قال الرب: لا يفتخرن
الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبار
بجبروته ولا يفتخر الغني بغناه،
بل بهذا ليفتخرن المفتخر بأنه
يفهم ويعرفني (إرميا
23:9-24).
إعلان عن
المسيح:
من خلال عثنيئيل، المخلص الذي
كان عليه روح الرب (قضاة
9:3-11). لقد كان أيضا روح
الرب على المسيح، مخلصنا (متى
16:3؛ رومية 26:11).
أفكار من
جهة الصلاة:
سبح الرب من أجل رحمته ورأفته
(مزمور 15:86).
قراءة اختيارية:
يوحنا 14
آية الأسبوع للحفظ:
كولوسي 2 : 10