22 آذار (مارس)
مقدمة لسفر قضاة
اقرأ قضاة 1 -- 2
بدأت حقبة جديدة في تاريخ
الأسباط الاثني عشر بعد موت يشوع
مباشرة. كان ينبغي على بني
إسرائيل أن يكونوا الأمة الوحيدة
المخصصة بالكامل للرب، وبالتالي
يعلنون إرادة الرب من خلال كلمته
ويمجدونه بين الأمم الوثنية.
لم يفقد بنو إسرائيل شجاعتهم
عند موت قائدهم العظيم إذ أن هذا
الجيل كان يدرك أن الرب لا يزال
هو القائد والملك الذي أعطاهم
النصرة على الكنعانيين. فسألوا
الرب قائلين من منا يصعد إلى
الكنعانيين أولا لمحاربتهم؟ فقال
الرب: يهوذا يصعد: هوذا قد دفعت
الأرض ليده (قضاة 1:1-2).
إن الأعداد القليلة الأولى من
سفر القضاة تعطينا إحساسا بالأمل
الكبير من جهة الاستيلاء الكامل
على الأرض الذي بدأه يشوع:
وعبد الشعب الرب كل أيام يشوع وكل
أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم
بعد يشوع الذين رأوا كل عمل الرب
العظيم الذي عمل لإسرائيل
(قضاة 7:2). ولكن سرعان ما ضعف
الأمل في إكمال غزو كنعان إذ بدأ
التساهل يصبح أسلوب حياة بني
إسرائيل. فالتساهل يؤدي دائما إلى
خيبة الأمل ويحول دون تحقيق إرادة
الله. فكم هو مؤسف أن نقرأ هذا
القول: وقام بعدهم جيل آخر لم
يعرف الرب ولا العمل الذي عمل
لإسرائيل ... وتركوا الرب وعبدوا
البعل وعشتاروث، فحمي غضب الرب
على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين
نهبوهم ... ولم يقدروا بعد على
الوقوف أمام أعدائهم ... كانت يد
الرب عليهم للشر كما تكلم الرب
وكما أقسم الرب لهم، فضاق بهم
الأمر جدا (10:2،13-15).
كان الإسرائيليون قد بدأوا
بداية جيدة، ولكنهم للأسف لم
يذهبوا بعيدا. فمن المحبط أن نقرأ
أن يهوذا لم يطرد سكان الوادي
لأن لهم مركبات حديد (19:1).
فمن الواضح أن يهوذا هو الذي فشل،
وليس الرب. فلا توجد إشارة إلى أن
يهوذا قد هاجم الجيوش ذات
المركبات الحديدية كما فعلوا في
زمن يشوع عندما قاد المعركة ضد
ملك حاصور (يشوع 1:11-9).
كان ميراث كل سبط يتضمن
الالتزام بطرد أعداءهم من الأرض.
ويمكننا أن نثق أن الله لا يقودنا
أبدا للقيام بعمل ما دون أن
يزودنا بالقدرة على إتمامه. ولكن
القوة التي يمنحها الرب تمتد فقط
إلى مستوى طاعتنا لكلمته.
قرر بنو إسرائيل أن رأيهم كان
أفضل من رأي الرب، فاختاروا نوعا
أسهل من الحياة - وهو التعايش
السلمي مع أعداء الرب. ربما
جادلوا كما يفعل البعض اليوم بأنه
لا يحق لهم أن يقتلوا كل هؤلاء
الناس. لأنه كيف يمكن لله المحب
أن يقتل أناسا "أبرياء"؟ أي أننا
يجب أن "نعيش وندع غيرنا يعيش"،
وأن نكون متسامحين ومتسعي الذهن،
فلا نسيء لأحد ونتمتع بحياة سلمية
حتى مع الذين يرفضون ربنا يسوع.
هذا بالطبع هو المنطق البشري
السقيم الذي يشكك في حكمة الله
القدوس الذي قال: أجرة الخطية
هي موت (رومية 23:6). فإن
مفهوم البراءة يختفي عندما نرى
الخطية على حقيقتها.
فبدلا من التشكيك في عدالة
الله، نقف مندهشين من رحمته إذ
يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك
أناس بل أن يقبل الجميع إلى
التوبة (2 بطرس 9:3).
إعلان عن
المسيح:
من خلال ملاك الرب (1:2،4).
والمقصود من كلمة "ملاك"، أي
الرب يسوع نفسه الذي
أصعدهم من مصر (1:2).
أفكار من
جهة الصلاة:
صل إلى الرب واشكره من أجل كل
بركاته (مزمور 19:68).
قراءة اختيارية:
يوحنا 13
آية الأسبوع للحفظ:
كولوسي 2 : 10