FREE media players is required to listen to the audio

18 آذار (مارس)

اقرأ يشوع 14 -- 16

خاطب كالب الجيل الجديد قائلا: كنت ابن أربعين سنة حين أرسلني موسى عبد الرب من قادش برنيع لأتجسس الأرض، فرجعت إليه بكلام عما في قلبي، وأما إخوتي الذين صعدوا معي فأذابوا قلب الشعب، وأما أنا فاتبعت تماما الرب إلهي (يشوع 7:14-8). لم يكن كالب خائفا من الكنعانيين. فإن إيمانه الوطيد بكلمة الرب كان نابعا من أربع صفات.

الصفة الأولى، تتضح في التقرير الذي أتى به بعد رحلته الجاسوسية: رجعت إليه بكلام عما في قلبي (7:14). فلقد أيد يشوع وتكلم عن اقتناعاته القلبية على عكس أغلبية الجواسيس الآخرين والأمة بأكملها. إننا أحيانا نخاف أن نتكلم عن إيماننا عندما تكون اقتناعاتنا غير شائعة؛ ولكن رجل الله الحقيقي يتكلم بما في قلبه - ولا يكون مجرد صدى لصوت الأغلبية. فالإيمان ليس شيئا تصنعه أو تستجلبه وإنما هو نتيجة الطاعة للرب ولكلمته.

والصفة الثانية تظهر في قول كالب بعد 40 سنة من الانتظار للحصول على "جبله" عندما قال بكل جسارة: أما أنا فاتبعت تماما الرب إلهي (8:14). وكلمة "اتبعت تماما" تعني حرفيا "الطاعة الكاملة لله العلي". لم يكن كالب رجلا سياسيا يبحث عن آراء الأغلبية، ولم يتأثر بما يفعله الآخرون. هذا ما يحدث مع الذين يتبعون المسيح تماما، غير طالبين أي مكافأة سوى امتياز إتمام ما دعاهم المسيح لعمله.

وقد أعلن كالب عن السبب الثالث لشجاعته عندما تكلم عن الرب قائلا عنه: إلهي (8:14). فإن الآخرين لم يتخطوا أبدا مرحلة "إلهنا" إلى "إلهي". وكل واحد منا له هذا الامتياز أن يكون في علاقة شخصية مع الرب.

كان العناقيون قد طردوا من حبرون، ربما منذ خمس سنوات أثناء حروب يشوع؛ ولكنهم عادوا وتسلطوا على المنطقة وبالطبع فإنهم كانوا راجعين بقوة وتصميم أكبر على الاحتفاظ بأرضهم.

عند بلوغ كالب سن التقاعد في الخامسة والثمانين، كنا نتوقع منه أن يقول: "دعوا شخصا آخر يحارب بدلا مني؛ فلقد تقدمت جدا في السن، وتعبت جدا، وضعفت جدا، إلخ… أعطوني فقط مكانا هادئا وآمنا لأعيش فيه باقي أيامي". ولكن روح كالب تشجعنا بقوة على عدم الانضمام إلى الذين ينوحون مشفقين على ذواتهم من صعوبات الحياة. فإن حياته تذكرنا بهذا الحق: أما سبيل الصديقين فكنور مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل (أمثال 18:4).

والصفة الرابعة في كالب التي جعلت منه تابعا أمينا هي أنه وضع ثقته في الرب وفي قوة كلمته: فأطردهم كما تكلم الرب (يشوع 12:14). كان إيمان كالب مؤسسا على كلمة الرب، لذلك استطاع أن يعلن جهارا عن إيمانه. فالشخص الذي يثبت قلبه على الرب ويثق في كلمته لا يخاف من أن يتكلم وأن يتقدم إلى الأمام لتنفيذ مشيئة الله. نعم، إن الكثيرين منا سيواجهون صعوبات عملاقة مثل الكنعانيين عندما يضعون في قلوبهم أن يتمموا خطة الله في حياتهم. ولكن يجب أيضا أن يفوق إيماننا إيمان كالب بقدر ما لنا من رصيد أكبر من كلمة الله، ومن روحه الساكن فينا، ومن أمر الملك ووعده القائل: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس: وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام (متى 19:28-20).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال كالب الذي اتبع الرب تماما (يشوع 8:14،14). لقد قال مخلصنا: هأنذا أجيء ... لأفعل مشيئتك يا الله (عبرانيين 7:10).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل في كل حين (مزمور 17:55).

 

قراءة اختيارية:

 

يوحنا 9

آية الأسبوع للحفظ:

 

كولوسي 2 : 9