17 آذار (مارس)
اقرأ يشوع 11 -- 13
بعد أن قتل يشوع الملوك الخمسة
الذين هاجموا الجبعونيين، انتشرت
في كل أنحاء كنعان الأخبار عن غزو
يشوع. فأطلق يابين ملك حاصور نداء
من أجل عمل موحد لمهاجمة بني
إسرائيل. ولكن يشوع لم يتقهقر، إذ
كان الرب قد أعطاه وعدا بالنصرة،
ولكنه اتجه فورا بقواته نحو
الشمال.
وكان يابين رئيسا للتحالف بين
الملوك الكنعانيين، فجمع الجيوش
الباقية من منطقة صيدون العظيمة،
وهي عاصمة فينيقية على ساحل البحر
المتوسط (يشوع 8:11). وبعد ذلك
انضم إلى صفوفه ملوك وجنود من
أقصى الجبال الشمالية (2:11)، بعد
بحيرة كنروت (بحر الجليل)، وشمال
بحيرة حولة إلى المركز العظيم
للعبادة الوثنية في بانياس عند
سفح جبل حرمون. وقد شمل أيضا هذا
التحالف الملوك وجميع الشعوب شرقا
حتى دمشق في سوريا، وجميع الملوك
الكنعانيين في شرق الأردن، جنوبا
حتى البحر الميت، وغربا حتى البحر
المتوسط.
وقبل المعركة بيوم واحد، وصلت
الأخبار من جواسيس يشوع إلى جيشه
الصغير نسبيا بأن الجيش القادم
لمواجهتهم كالرمل الذي على
شاطئ البحر في الكثرة بخيل
ومركبات كثيرة جدا (4:11).
ولكن يشوع لم يتراجع، وإنما
جاء وجميع رجال الحرب معه عليهم
عند مياه ميروم بغتة وسقطوا عليهم
(7:11).
فأخذ يشوع كل الأرض
(23:11). واحد وثلاثون ملكا
انهزموا أمامه. وهكذا حقق يشوع
تسلطا عسكريا أكيدا على كل أرض
الموعد بدون أن يستخدم فرسا واحدا
ولا مركبة واحدة. وأعتقد أن داود
كان ربما يفكر في يشوع عندما كتب
بالوحي قائلا: هؤلاء بالمركبات
وهؤلاء بالخيل، أما نحن فاسم الرب
إلهنا نذكر (مزمور 7:20). ولم
تكن مهمة يشوع تتضمن الإبادة
الكاملة للكنعانيين (تثنية 22:7؛
خروج 29:23-30)، بل من الآن
فصاعدا كان على الأسباط كل في
حدودهم الخاصة أن يكملوا تدمير
الكنعانيين وأوثانهم ومراكز
عبادتهم.
إن الرب هو الذي قال: تنجست
الأرض ... فتقذف الأرض سكانها
(لاويين 25:18). وفيما بعد قال
الرب: لأجل إثم أولئك الشعوب
يطردهم الرب إلهك من أمامك
(تثنية 5:9؛ أيضا 10:18-12).
عندما كان إبراهيم متغربا في أرض
الموعد، نقرأ هذا القول: لأن
ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملا
(تكوين 16:15)؛ ومرت عدة قرون منذ
ذلك الوقت بدون أدنى إشارة إلى
التوبة. فلم يوقع الله قضاءه
العادل إلا بعد أن امتلأت كأس
الذنب وفاضت. وحتى أثناء هذه
المدة، كانت التحذيرات واضحة:
سمعنا ... ما عملتموه بملكَي
الأموريين ... سيحون وعوج اللذين
حرمتموهما (يشوع 10:2). فكل
إنسان في أريحا كان يعرف ما عرفته
راحاب، ولكنها هي وحدها وضعت
ثقتها في الرب. وجميع ملوك
الكنعانيين كانوا يعرفون ما عرفه
الجبعونيون، ولكنهم اختاروا أن
يحاربوا الرب. كانوا يدافعون عن
آلهتهم الوثنية المصنوعة بأيدي
البشر وعن شر قلوبهم. لذلك فإن
استيلاء بني إسرائيل على الأرض
كان في الواقع قضاء من الرب على
خطايا الكنعانيين.
هذا يصور القضاء النهائي على
كل الذين يستمرون في خطاياهم -
عندما يستعلن الرب يسوع من
السماء مع ملائكة قوته في نار
لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون
الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا
يسوع المسيح (2 تسالونيكي
6:1-9).
إعلان عن
المسيح:
من خلال موسى، عبد الرب (يشوع
6:12). كان يسوع هو عبد الرب
(متى 18:12).
أفكار من
جهة الصلاة:
ثق في الرب أنه ينقذك في
أوقات الضيق (مزمور 15:51).
قراءة اختيارية:
يوحنا 8
آية الأسبوع للحفظ:
كولوسي 2 : 9