12 آذار (مارس)
اقرأ تثنية 32 -- 34
إن موسى- وهو أكثر الناس وداعة
على الأرض - قد أنهى خطاباته
الثلاثة العظيمة الأخيرة في الشهر
الأخير من حياته. وبعد ذلك أرشده
الرب لأن يكتب نشيدا وأن يعلمه
لجميع بني إسرائيل (تثنية
19:31-22). وقد كان النشيد عبارة
عن شهادة لأمانة الرب: إني
باسم الرب أنادي، أعطوا عظمة
لإلهنا (3:32). هو الصخر
(4:32،31)، أي أنه هو الملجأ
الثابت الذي لا يتغير والحصن
والحماية الوحيدة التي لا تُقهر -
الصخر القدير الذي لا يتركنا أبدا
(عبرانيين 5:13-6). هذا بالمقابلة
مع الصخرة الكاذبة، آلهة الأمم (تثنية
31:32،37)، أي الأساسات المزيفة
التي يبني عليها الناس الذين
أعمتهم الخطية رجاءهم ويضعون فيها
ثقتهم.
ويتكلم النشيد أساسا عن الضيق
والألم الذي سيقع على بني إسرائيل
بسبب ارتدادهم. ولكن في نفس اليوم،
أنبأ موسى أيضا عن البركات
الرائعة للنجاح والسعادة التي
يمكن أن تتحقق لهم من خلال الطاعة
(تثنية 6:33-29).
كانت البركة النبوية الأولى عن
البكر رأوبين:ليحيَ رأوبين ولا
يمت ولا يكن رجاله قليلين [في
الأصل العبري: ليكن رجاله قليلين]
(6:33). لم يصدق المترجمون
الأوائل أن موسى قصد أن يقول عن
رأوبين: ليكن رجاله قليلين،
فوضعوا كلمة "لا" بخط مختلف مما
يشير إلى أنهم يعلمون أن هذه
الكلمة غير موجودة في النصوص
العبرية. ولكن موسى كان ملهما من
الله حين قال: ليكن رجاله
قليلين. قد تبدو هذه الكلمات
شديدة القسوة. ولكن بقدر عظمة
امتيازاتنا بقدر قياس مسئوليتنا.
وقد فقد رأوبين امتياز البكورية
بسبب الخطية الجنسية (تكوين
3:49-4؛ 22:35). فلم يحدث في
تاريخ هذا السبط أن أنجب قائدا
بارزا أو قاضيا أو نبيا أو أحد
الأبطال الوطنيين المشهورين.
وبعد توزيع البركات الروحية
على جميع الأسباط، حول موسى عينيه
نحو جبل نبو، وهو أحد القمم
البارزة في موآب. فلقد كان يطل
على الطرف الشمالي للبحر الميت،
ويمكن للإنسان أن يقف على جبل نبو
ويشاهد أرض الموعد بأكملها، إلى
أقصى الشمال حتى دان وإلى أقصى
الجنوب إلى بئر سبع، وغربا حتى
البحر المتوسط. فلقد سمح الرب
لموسى أن يرى أرض الموعد، ولكن
فقط مع على بعد. والسبب في عدم
السماح لموسى بقيادة بني إسرائيل
إلى كنعان مذكور في عدد 1:20-13.
وقد كان موسى مثالا لكل إسرائيل
أن الله لن يسمح لناموسه بأن يكسر
بدون عواقب. فلقد كانت حياة موسى
كاملة من كل وجه، كان هو معطي
الناموس، ولكنه كسر الناموس، ولم
تكن هناك استثناءات من جهة
النتائج (يعقوب 10:2). إن ثبات
ومصداقية الله وكلمته يمكن دائما
الاعتماد عليها. فإنه حتى غفران
الخطايا لا يقدر أن يمحو الآثار
الزمنية للخطية.
لكنه بعد عدة قرون، نقرأ عن
موسى في أرض الموعد وعلى جبل
التجلي، حيث كان يقف كرمز لناموس
الرب مع إيليا الذي كان يرمز
لأنبياء الرب. لقد كانا واقفين مع
المسيح: لأن الناموس بموسى
أعطي أما النعمة والحق فبيسوع
المسيح صارا (يوحنا 17:1).
دعونا مع ابتداء كل يوم، نشتهي
أن يكون للرب المكان الأول في كل
ساعة من ساعات النهار. إننا نحتاج
أن نتذكر لماذا نحن هنا وما هي
أولوياتنا في ضوء القول التحذيري
الذي قاله الرب يسوع: لأنه
ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم
كله وخسر نفسه؟ [أي خسر حياته
في ملكوت الله] (متى 26:16).
إعلان عن
المسيح:
لأنه ليس كصخرنا صخرهم
(تثنية 31:32). كان المسيح هو
الصخرة الروحية التي
تابعتهم (1 كورنثوس
4:10).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب عون الرب،فإنه سيخلصك من
كل ضيقاتك (مزمور 17:34).
قراءة اختيارية:
يوحنا 3
آية الأسبوع للحفظ:
كولوسي 1 : 19