FREE media players is required to listen to the audio

10 آذار (مارس)

اقرأ تثنية 28

في خطابه الأخير إلى بني إسرائيل، يذكر موسى بكلمات مؤثرة تفاصيل البركة التي ستنتج لو حفظوا عهدهم مع الرب: يزيدك الرب خيرا في كل شيء. فلقد كان أمامهم الاختيار إما أن يعيشوا بحسب وصايا الرب ويتمتعوا بكل بركاته، وإما أن يرفضوا كلمته ويتحملوا نتائج ذلك: يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد إليه يدك ... يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب ... ولا تنجح في طرقك (تثنية 11:28،20،28-29).

في هذا الأصحاح وحده، يخصص 14 عددا للتعبير عن البركات الرائعة التي ينالها الذين يطيعون كلمة الله. ولكن يخصص حوالي أربعة أضعاف هذا العدد لوصف نتائج العصيان. فكما أن الطاعة تقود دائما إلى البركة،كذلك فإن العصيان يؤدي دائما إلى اللعنة (26:27).

فإن هذين المبدأين الهامين يتخللان العهد القديم. في مزمور 1، يلهج الرجل المطوب في كلمة الرب نهارا وليلا وينجح في كل أعماله، بينما يهلك الخاطئ. من هنا نستنتج أن لكل خطية عواقب، وهذا يصدق دائما. ولكن هذا المبدأ قد يتعرض لإساءة الفهم كما حدث مع التلاميذ عندما رأوا الرجل الأعمى، فسألوا: من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟ أجاب يسوع: لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه (يوحنا 1:9-7). فمع أن العمى كان يبدو أنه لعنة، إلا أنه تحول في الحقيقة إلى بركة لأنه قاد هذا الرجل إلى معرفة المخلص. ولا يمكن للكلمات أن تصف كيف أن تجربته قد باركت الملايين الذين قرأوا شهادته على مدى الـ 2000 سنة الماضية.

هذا يدل على أن الكوارث ليست كلها نتيجة للخطية وأن الثروة والصحة ليست دائما نتيجة لبركة الله. فبعد أن تحول الرئيس الشاب عن يسوع لأنه لم يكن مستعدا أن يتخلى عن ثروته، قال يسوع: إنه يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت السموات. وقد ذهل التلاميذ من هذه الإجابة حتى أنهم قالوا: إذن من يستطيع أن يخلص؟ (متى 23:19-25). وسبب تعجبهم هو أنهم قد أساءوا فهم هذا الخطاب الأخير لموسى. وهذا أيضا يفسر لماذا لم يستطع بطرس أن يقبل نبوة الرب عن الآلام التي سوف يتألم بها (متى 21:16-24). فإن "الصليب" كان يبدو متعارضا تماما مع "التاج". إن مبدأ اللعنة والبركة هو مبدأ أساسي ومطلق، ولكنه غير معترف به عادة في تجاربنا اليومية.

تأمل تجربة بولس مع هيجان البحر المتوسط بالمقارنة مع تجربة يونان في وقت سابق مع نفس البحر ونفس الظروف من الهيجان. ففي حالة يونان أرسل الرب العاصفة كأسلوب قضائي ليلزمه على إعادة التفكير في عصيانه (يونان 4:1 - 10:2). ولكن بالنسبة لبولس، فلقد كانت العاصفة من أجل إقناع البحارة الذين عانوا من القلق والتوتر والخسائر المادية وكذلك أهل مالطا بأن يعبدوا الله الواحد الحقيقي الذي يقدر أن ينقذ حياتهم وأن يشفي المريض بينهم(أعمال 1:27-44، 1:28-10).

فإن حتى البركات المادية تتحول إلى لعنة مع الذين لا يعترفون بأن كل ممتلكاتهم هي ملك لله. فإنه قد ائتمنا لكي ندير ممتلكاته لأجل صالحه الأقصى. فنحن وكلاء على ما أعطانا - سواء كانت مواهب أو وقت أو أموال. فإذا احتفظنا بهذه الأشياء من أجل ذواتنا أو تركناها كميراث لا يمجد الرب، فإننا سنعتبر مسئولين عن ذلك.

لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا (لوقا 34:12).

 

إعلان عن المسيح:

كمن هو مصدر بركاتنا (تثنية 1:28-2).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب نعمة من أجل التغلب على التجربة، وسوف يكافئك الرب (يعقوب 12:1).

 

قراءة اختيارية:

 

يوحنا 1

آية الأسبوع للحفظ:

 

كولوسي 1 : 19