FREE media players is required to listen to the audio

8 آذار (مارس)

اقرأ تثنية 21 -- 23

أعلن موسى عن المسئولية الخطيرة الموضوعة على الوالدين من جهة تأديب أبنائهم، فقال: إذا كان لرجل ابن معاند ومارد ولا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه ويؤدبانه فلا يسمع لهما. يمسكه أبوه وأمه ويأتيان به إلى شيوخ مدينته ... ويقولان لشيوخ مدينته: ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا وهو مسرف وسكير. فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت. فتنزع الشر من بينكم ويسمع كل إسرائيل ويخافون (تثنية 18:21-21).

ومن الواضح أن الناموس قد أفاد في التشجيع على التأديب إذ أن الكتاب المقدس لا يسجل ولا مرة واحدة أنه قد تم رجم ابن متمرد. ولكن في هذا القانون الشديد نكتشف مبدأ أبديا: وهو أن إهمال الخضوع للسيادة الصحيحة معناه تشجيع التمرد على البيت وعلى المجتمع وأيضا على الله.

فإن الوالدين يرمزون إلى الله بالنسبة لأبنائهم. لذلك فإن رفض وعصيان الوالدين لا يعني فقط الرفض لهم بل أيضا الرفض للنظام الذي وضعه الله للحياة الأسرية.

فلا توجد مسئولية موضوعة من الرب على الوالدين أعظم من مسئولية تربية الأبناء في الطريق التي ينبغي أن يسلكوها (أمثال 6:22). فهذه ليست مسألة اختيارية. ويوجد فرق كبير بين أن "تربي" [أو تدرب] الولد وبين مجرد أن "تقول" له رأيك. إن بيوتنا هي المكان المناسب لتطبيق هذا الحق.

إن جميع الآباء يدربون أبناءهم - سواء عن قصد أو عن غير قصد. فعندما نطلب من أبننا أن يفعل شيئا، هل ندربه على الاستجابة فورا أم أن ينتظر حتى يعلو صوتنا مهددا ومتوعدا؟ أم هل ندربه على التأجيل فننسى الأمر وبعد ذلك لا يمكننا التأكد من أنه قد أنجز ما طلبناه منه؟

إن البعض يعترضون على هذا المفهوم في التربية، إذ يعتقدون أنه يخمد قدرة الطفل على التفكير بنفسه. ولكن الرب يعلمنا قائلا: من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب (أمثال 24:13؛ 11:3-12؛ 18:19؛ 15:22؛ 13:23؛ 15:29-17).

لقد وُلدنا جميعا بطبيعة آدمية متمركزة حول الذات ومتمردة على السلطة. فبئس مصير الابن الذي لم يتأدب لأنه سرعان ما سيواجه مشاكل هذا العالم، ولن يكون مستعدا لقسوة تأديبات الحياة. العصا والتوبيخ يعطيان حكمة والصبي المطلق إلى هواه يخجل أمه (أمثال 15:29).

إن ضرب الأبناء شيء غير مستحب، ولكن عند الضرورة يجب أن يتم ذلك بطريقة تصحيحية وليس بطريقة انتقامية. وبعد التصحيح يجب علينا أن نظهر محبتنا لأبنائنا ونخبرهم أننا مهتمون بمصلحتهم إلى أقصى حد. فكما أن الله يحب الخاطئ ولكنه يبغض الخطية، كذلك يجب أن نغرس في أبنائنا الحقيقة بأن محبتنا لهم هي محبة غير مشروطة. فهذه هي بركة الضرب - أنه بعد التأديب علينا أن ننسى الحادثة وعندئذ تُسترد العلاقة بين الوالد وابنه؛ ولكن إذا كنا دائمي الصياح والتوبيخ فستنشأ "فجوة بين الأجيال" وذلك لأننا فشلنا في التعبير عن محبة الله من خلال التأديب.

إن الله يبين محبته لنا نحن أولاده لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله (عبرانيين 6:12).

 

إعلان عن المسيح:

لقد مات المسيح على الصليب بدلا منا، خاضعا لعقوبة الموت التي يفرضها الناموس على خطايانا (تثنية 23:21). وفي المساء أنزل من على الصليب، بمعنى أن الناموس كان قد استوفى حقوقه (يوحنا 31:19؛ غلاطية 13:3).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل من أجل أن يُقبل شعبنا إلى التوبة (2 أخبار 14:7).

 

قراءة اختيارية:

 

لوقا 23

آية الأسبوع للحفظ:

 

كولوسي 1 : 19