6 آذار (مارس)
اقرأ تثنية 14 -- 16
لم يكن رخاء الأمة الجديدة
معتمدا على الأساليب المتقدمة في
الزراعة بل على بركات الرب (تثنية
10:11-15). فلقد كان أحد المبادئ
الأساسية لضمان نجاح المحصول كل
سنة هو الاعتراف بالعشور بصفتها
مسألة روحية أكثر منها مسألة
مادية وأنها لا تنفصل عن العبادة.
فلقد أمر الرب بني إسرائيل قائلا:
تعشيرا تعشر كل محصول زرعك
الذي يخرج من الحقل سنة بسنة
...لكي تتعلم أن تتقي الرب إلهك
كل الأيام ... واذهب إلى المكان
الذي يختاره الرب إلهك
[للعبادة] ... لكي يباركك الرب
إلهك في كل عمل يدك الذي تعمل
(تثنية 22:14-23،25،29).
فمن خلال الإتيان بالحنطة
والزيت وأبكار البقر والغنم كانوا
يتعلمون أن يتقوا الرب إلههم كل
الأيام. فإن العشور تعلم بني
إسرائيل أن يحترموا الرب من أجل
ذاته وأيضا أن يعترفوا بمسئوليتهم
من جهة الإتيان بالعشور أولا قبل
أي اعتبارات أخرى. فالرب ينبغي أن
يشغل المكان الأول في حياتهم لأن
كل ما يملكونه هو نتيجة لإمدادات
محبته. كما أنه كان سيصبح أمرا
مهينا لو أنهم أتوا بالفضلات.
لم يكن مطلوبا من بني إسرائيل
أن يأتوا بعشورهم أمام الرب على
سبيل الالتزام الروحي والأدبي، بل
ينبغي أن يكون ذلك مصحوبا
بالتقدير القلبي لهذا الامتياز،
إذ قال لهم: افرح أنت وبيتك
(تثنية 26:14).
فالعشور كانت مسئولية مربحة -
إذ أنها كانت مصحوبة بالوعد:
لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل
يدك الذي تعمل (تثنية 29:14).
ولم تكن العشور موجهة فقط للكهنوت
اللاوي بل أيضا للغريب واليتيم
والأرملة (تثنية 29:14؛
18:10). فإن الرب لا يريدنا أبدا
أن نتجاهل المحتاجين والأيتام
والأرامل في مجتمعنا المسيحي.
ولكن يجب أن نلاحظ أنه لم يطلب
منهم أبدا أن يجتازوا في كل أرض
كنعان أو غيرها من البلاد بحثا عن
الأيتام والأرامل من الوثنيين لكي
يعتنوا بهم!
كان هناك مكان واحد فقط لكي
يأتي إليه بنو إسرائيل بعشورهم.
فبصرف النظر عن الصعوبة التي قد
يجدونها في التوجه إلى أورشليم،
لم يكن في استطاعتهم أن يرسلوا
عشورهم مع شخص آخر. كان ينبغي أن
يأتوا بها بأنفسهم إلى بيت الرب
في أورشليم. ولكن يسوع قال للمرأة
عند البئر أنه سيأتي وقت فيه
يعبدون الله لا في هذا الجبل [جبل
جرزيم] ولا في أورشليم، بل
يعبدونه بالروح والحق
(يوحنا 21:4،24). وقد قصد الرب من
قوله هذا أن كنيسة الله الحقيقية
ستمتد إلى كل مكان في العالم. إن
خدمة الرب لا تزال تُدعم بواسطة
عشور وتقدمات شعبه. فيجب أن نفكر
بجدية في تقديم عشورنا إلى حيث
نعلم أنها ستحقق رغبة سيدنا في
توصيل كلمته إلى عالم هالك.
إن إهمالنا لتقديم العشور هو
أمر أخطر بكثير من إهمالنا لدفع
ضرائبنا الفيدرالية. فالعشور لم
تكن تُقدَّم فقط لتجنب قضاء الله
أو الحرمان الذي سينتج عنه. ولكن
العشور هي من أعمال العبادة إذ
أنها تعبر عن الاعتماد الكامل على
خالقنا الله وأبينا السماوي في
جميع الأشياء.
ويكرر الرب هذا المبدأ في
العهد الجديد، حيث نقرأ: من
يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد. ومن
يزرع بالبركات فبالبركات أيضا
يحصد. كل واحد كما ينوي بقلبه ليس
عن حزن أو اضطرار لأن المعطي
المسرور يحبه الله (2 كورنثوس
6:9-7).
إعلان عن
المسيح:
من خلال سنة الإبراء، التي
تشير إلى غفران المسيح لجميع
خطايانا (تثنية 1:15). يجب أن
يعلمنا هذا أن نسامح الآخرين،
كما سامحنا المسيح أيضا.
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب بإيمان من الرب أن يصنع
معجزة (2 ملوك 33:4-34).
قراءة اختيارية:
لوقا 21
آية الأسبوع للحفظ:
كولوسي 1 : 19