FREE media players is required to listen to the audio

2 آذار (مارس)

اقرأ تثنية 3 -- 4

الأصحاحات الثلاثة الأولى من سفر التثنية مليئة بالأمثلة التي تبين كيف أن الله قد تكفل بإعالة بني إسرائيل منذ خروجهم المعجزي من أرض مصر. ولكن في أصحاح 4 يحرص موسى على تذكير الجيل الجديد بأن الطريقة الوحيدة للحصول على الحياة المزدهرة هي العيش بحسب أقوال الله. وإذا فعلوا ذلك فإنهم يجتذبون أيضا سائر الشعوب لكي يكرموا الله الواحد الحقيقي (تثنية 5:4-8).

ابتدأ موسى يشرح الأقوال الأصلية التي كان الرب قد أعطاها لبني إسرائيل منذ 40 سنة على جبل سيناء (تثنية 5:1). وكلمة "يشرح" الناموس تعني أكثر من مجرد تكراره على مسامعهم، فهي تعني التأمل والبحث وكشف معان جديدة. وخطابه الأول يركز على أهمية حفظ كلمة الله بأكملها. فالآن يا إسرائيل، اسمع الفرائض والأحكام التي أنا أعلمكم لتعملوها لكي تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض (تثنية 1:4). إن الشرط الوحيد اللازم لدخول الأرض والبقاء فيها هو الطاعة لكلمة الله. لكي تحيوا تعني أكثر من مجرد الوجود، فهي تعني أن يتمتع بنو إسرائيل بأفضل حياة. ثم يأتي تحذير إضافي: لا تزيدوا على الكلام الذي أنا أوصيكم به ولا تنقصوا منه ... فاحفظوا واعملوا لأن ذلك حكمتكم وفطنتكم (2:4،6).

نجد هنا أيضا إعلانا جديدا عن محبة الله لشعبه وهو يتكرر أربع مرات (37:4؛ 7:7-8؛ 15:10؛ 5:23). والغرض من هذا الإعلان الإضافي هو تقوية إيمان الجيل الجديد بالرب الذي يقودهم إلى أرض الموعد.

كذلك بالنسبة للمسيحيين الحقيقيين اليوم، فإن ما يبذلونه من مجهود في البحث والتنقيب في كلمة الله سيكشف عن أبعاد جديدة لمحبة الله اللامتناهية وسيقوّي إيماننا بحكمته من جهة كل ما ينتظرنا.

إن الطاعة من شأنها أن تجعل بني إسرائيل في مكانة فريدة أدبيا وروحيا بين جميع الشعوب الأخرى. فإن امتلاك بني إسرائيل لأرض كنعان لا يفترض أن يتحقق بالقوة العسكرية أو البراعة البشرية، ولكن بالأمانة والاستقامة الأدبية والروحية.

وكما كان حينئذ، هكذا يكون الآن - فإن الطاعة لكلمة الله هي رجاؤنا الوحيد للحصول على أفضل بركاته، على المستوى الشخصي أو على مستوى الأمة. كما نحتاج أيضاً للتذكير المستمر: إنما احترز واحفظ نفسك جدا لئلا تنسى الأمور التي أبصرت عيناك ولئلا تزول من قلبك كل أيام حياتك وعلمها أولادك وأولاد أولادك (9:4).

وكلمة احترز تأتي ثلاث مرات في أصحاح 4 (9:4،15،23) وتأتي أيضا عبارة لئلا تنسى للتذكير المستمر. إننا جميعا معرضون للنسيان بسبب المصالح الذاتية أو بسبب تأثير الأصدقاء فننسى أهمية السلوك في جميع وصايا الله. ولكن موسى يقدم التحذير واضحا: إذا فسدتم وفعلتم الشر ... تبيدون سريعا (25:4-26) - لعل هذا سبب كاف لقراءة الكلمة يوميا.

إننا كمسيحيين، نحتاج أن نقرأ كلمة الله كلها - ليس فقط لكي نحصل على الحكمة لإطاعة وصايا الرب، ولكن أيضا لكي نتمتع بحضوره، لأنه هو وكلمته واحد (تثنية 2:4؛ يوحنا 1:1-2؛ 15:14؛ 10:15). فكل من يواظب على قراءة كلمة كلها الله يختبر ما قاله بولس لتيموثاوس أنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذي في يسوع المسيح (2 تيموثاوس 15:3).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل بإيمان غير متزعزع لكي يستجيب صلواتك (يعقوب 5:1-7).

 

قراءة اختيارية:

 

لوقا 17

آية الأسبوع للحفظ:

 

أفسس 5 : 11