1 آذار (مارس)
مقدمة لسفر تثنية
اقرأ تثنية 1 -- 2
في خطابه الأول إلى الجيل
الجديد، شرح لهم موسى كيف أن
آباءهم قد فشلوا في امتلاك أرض
الموعد لأنهم اتهموا الله بأنه
يبغضهم، وأنه أخرجهم من أرض مصر
ليدفعهم إلى أيدي الأموريين لكي
يهلكهم (تثنية 27:1). لقد أصر
آباؤهم على عدم تصديق موسى عندما
قال لهم: لا ترهبوا ولا تخافوا
منهم. الرب إلهكم السائر أمامكم
هو يحارب عنكم حسب كل ما فعل معكم
في مصر (تثنية 29:1-30).
فلم يكن جيل الإسرائيليين
البالغين الذين خرجوا من مصر
يدركون أن صعوبات ومشاق رحلة
البرية هي من تخطيط الله لإعدادهم
وتدريب إيمانهم من جهة قدرته على
قيادتهم إلى أرض الموعد. ولكن
المأساة هي أنه نتيجة لخطية عدم
الإيمان أضاع هذا الجيل حياته في
التيهان في البرية.
وقد أُلقي هذا الخطاب في السنة
الأربعين بعد الخروج من مصر. ولكن
المسافة من جبل سيناء إلى حدود
كنعان لم تكن تحتاج لأكثر من 11
يوما لعبورها (2:1-3).
وها هو الجيل الجديد من
الإسرائيليين يواجه نفس المشاكل
التي واجهت آباءهم منذ 38 سنة.
فلقد كانوا على وشك أن يعبروا
مياه نهر الأردن الجارفة (يشوع
15:3)، وأن يقتحموا مدن كنعان
الحصينة، وأن يستولوا على أراض
غير مألوفة.
وبما أن الجيل الجديد كان
بحاجة أن يعرف السبب الحقيقي الذي
من أجله لم يدخل آباؤهم أرض
الموعد، كذلك نحتاج نحن أيضا أن
نعرف أوجه الشبه بين هذا الجيل
الأول وبين الكثيرين من جيلنا
الذين لا يكفون عن التذمر والسخط
على ظروفهم.
فعلينا أن نختار إما أن نكون
مثل كالب ويشوع وإما أن نكون مثل
الذين يتذمرون على كل شيء. والآن،
كما في ذلك الحين، فإن كلمة الله
هي شريعتنا وهي مرشدنا الذي لا
يخطئ.
إن خضوعنا للرب في "رحلتنا
الشخصية" في البرية هو أمر أساسي،
ذلك لأنه ينمي إيماننا بقدرته على
القيادة والحماية وتدبير جميع
احتياجاتنا. وكما أن الله كانت له
خطة لبنى إسرائيل، كذلك فإنه أيضا
له خطة لكل واحد منا، منذ اللحظة
التي نخضع أنفسنا له كالمخلص
والرب على حياتنا.
لابد لكل مؤمن في مرحلة ما من
حياته أن يواجه مصاعب "عملاقة"؛
ولكن قوة الله متاحة لكل من يثق
فيه أن يجعله من الغالبين، تماما
مثلما كان كالب ويشوع. ولكن ما لم
نتخذ أولا خطوات إيمانية فعالة
لكي نهزم "العمالقة" الداخليين -
شهوة الجسد (طلب المتع الحسية)،
وشهوة العيون (المطامع الذهنية)،
وتعظم المعيشة (الشهرة الزائفة
والنفوذ العالمي)، لن نستطيع أن
نصبح حقا ما يريدنا الله أن نكونه
لتحقيق مقاصده.
كل من يبغض أخاه (في
المسيح) فهو قاتل نفس (في
داخله)، وأنتم تعلمون أن كل
قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة
فيه. بهذا قد عرفنا (أدركنا
إدراكا متزايدا، فهمنا) المحبة
أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن
ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل
الإخوة. وأما من كان له معيشة
العالم ونظر أخاه محتاجا وأغلق
أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله
فيه؟ (1 يوحنا 15:3-17).
إعلان عن
المسيح:
من خلال موسى، الذي كلم بني
إسرائيل بحسب كل ما أمره به
الرب (تثنية 3:1). يسوع أيضا
نقل لنا بأمانة جميع الأقوال
التي طلب الله منه أن يقولها
(يوحنا 28:8).
أفكار من
جهة الصلاة:
اسجد أمام الرب بتقوى واحترام
أثناء الصلاة والعبادة (خروج
8:34).
قراءة اختيارية:
لوقا 16
ملحوظة: يغطي "طريق الك
تاب المقدس" العهد القديم
بتأملات وتفسيرات تعبدية على
مدى تسعة شهور، من كا نون
الثاني (يناير) إلى أيلول
(سبتمبر). وخلال هذه الشهور
توجد أيضا قراءة اختي ارية
لفصل واحد من العهد الجديد
يوميا. أما الشهور أكتوبر
ونوفمبر وديسمبر ف هي تقدم
تأملات يومية في أسفار العهد
الجديد. وبذلك يمر القارئ على
العهد الج ديد مرتين سنويا
باستخدام برنامج "طريق الكتاب
المقدس".
آية الأسبوع للحفظ:
أفسس 5 : 11