FREE media players is required to listen to the audio

27 شباط (فبراير)

اقرأ عدد 32 -- 33

طلب بنو رأوبين وبنو وجاد ونصف سبط منسى أن يستقروا في أرض يعزير وأرض جلعاد (عدد 1:32-2،5)، والتي تضمنت كل المناطق الممتلكة حديثا شرق الأردن من الحدود الشمالية الشرقية للبحر الميت حتى بحر الجليل في الشمال (تثنية 1:34؛ 1 أخبار 16:5). وقد شملت هذه المنطقة كل الهضاب المتدرجة الجميلة، والسهول والأودية الخصبة، وأراضي الرعي - بالمقابلة مع الأراضي الصخرية الموحشة في جنوب كنعان. وقد انضم إلى رؤساء سبطي رأوبين وجاد نصف سبط منسى (عدد 33:32-40) اعتقادا منهم أنه من الأفضل أن يظلوا على الجانب الشرقي من نهر الأردن إذ كان لهم مواش كثيرة وافرة جدا.وبحسب النظرة البشرية ربما كان هذا عذر مناسب، لكنه في الحقيقة كان نوعا من المراوغة.

في البداية كان كلام رؤساء الأسباط لموسى وكأنهم يطلبون منه معروفا. لكنهم قالوا بعد ذلك: لا تعبّرنا الأردن، على الرغم من أنهم كانوا يعرفون أن الجانب الغربي من نهر الأردن هو مكان البركة التي وعدهم بها الرب (5:32).

كان ينبغي أن تكون وحدة الأمة وقربهم من الهيكل، ومن محضر الله هو أقصى مشتهاهم. لكن هؤلاء الأسباط كانوا مستعدين أن يضحوا بالبركات الروحية وأيضا بميراثهم في أرض الموعد من أجل الربح المادي.

لم تظهر على بني رأوبين وبني جاد ونصف سبط منسى أي دلائل على رفضهم للرب إلههم، إنما اختلاطهم بجيرانهم الوثنيين على الجانب الشرقي من نهر الأردن أثر عليهم أخيرا للدخول في الوثنية. ونتيجة لذلك، انهزموا في النهاية (1 أخبار 25:5-26).

هؤلاء الأٍسباط يشبهون الكثيرين في أيامنا الذين يهتمون أساسا بما يفيدهم ماديا وحالاً، فيفقدون اهتمامهم بإرادة الله وكلمة الله. فكثيرا ما يختار الإنسان التفوق العملي والتميز الاجتماعي وتحقيق الشهرة بدلا من التوجه إلى حيث يمكنه أن يخدم الرب بالطريقة المثلى.

إن الكثيرين ممن يفترض أنهم مؤمنون ينغمسون في المشاغل العالمية التي تمنعهم من تقديم وقتهم أو عشورهم للرب. وعادة يقر هؤلاء الأشخاص بأنهم في يوم ما سوف يستأسرون كل فكر إلى طاعة المسيح وسوف يقدمون أجسادهم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله (2 كورنثوس 5:10؛ رومية 1:12). لكنهم في حقيقة الأمر منشغلون في ذواتهم ويخدعون أنفسهم، ويبدو أن الوقت المناسب لهم لعمل مشيئة الله لا يأتي أبدا. هؤلاء أيضا يكونون مصدر إحباط للآخرين بسبب عدم مبالاتهم بالأمور الروحية.

إن رأوبين يمثل المؤمنين الذين يطلقون العنان لشهواتهم ويبالغون في أهمية إرضاء الجسد، فإنهم لا بد أن يتعلموا ما سبق وقيل لرأوبين من أبيه: فائرا كالماء لا تتفضل (أي لا يمكن أن تتفوق)، فهؤلاء نادرا ما تتحقق أحلامهم (تكوين 4:49).

فمهما ظن بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى أنهم سيربحون المراعي لمواشيهم والملذات لأنفسهم فإنهم في الواقع قد خسروا الكثير بانفصالهم عن الهيكل الذي هو المكان الوحيد المحدد من الرب لتقديم الذبائح والذي فيه حضور الرب. لعل هذا يكون درسا لكثيرين اليوم.

معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر، منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح (تيطس 12:2-13).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال أرض الموعد -التي تفيض خيرات، وأيضا توفر الحماية لجميع الذين يعيشون في توافق مع كلمة الرب.

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل بلا انقطاع حتى تحصل على إجابة (1 تسالونيكي 17:5).

 

قراءة اختيارية:

 

لوقا 14

آية الأسبوع للحفظ:

 

أفسس 5 : 11