26 شباط (فبراير)
اقرأ عدد 30 -- 31
نجح المديانيون في تخريب
إسرائيل - ليس من خلال معركة
انتصروا فيها، إنما بالارتباطات
الودية التي أدت إلى الزنى
والرجاسة وعبادة الأوثان ونتج
عنها موت 24000 من بني إسرائيل.
ولا نعرف كم مضى من الوقت حتى سمع
موسى صوت الرب مرة أخرى قائلا:
انتقم نقمة لبني إسرائيل من
المديانيين (عدد 2:31؛
17:25).
وكانت آخر مسئوليات موسى هي
تنفيذ قضاء الرب على المديانيين.
فإن بني إسرائيل لم يكونوا أحرارا
في عمل رغباتهم الذاتية. فكان لا
بد أن يحدث ذلك قبل أن يتمكنوا من
عبور نهر الأردن.
كان على فينحاس أن يتقدم
أمامهم حاملا أمتعة القدس
وأبواق الهتاف (6:31).
والأبواق ترمز إلى توجيه الله
وحقه، وكان تابوت العهد يحتوي على
كلمة الحق. ولم يمت ولا إسرائيلي
واحد في هذه الحرب التي أدت إلى
موت الملوك الخمسة وجميع الرجال
المديانيين - وبلعام بن بعور
قتلوه بالسيف (8:31). وحيث أن
الله هو الذي أمر بهذه المذبحة
التاريخية، يمكننا أن ندرك مدى
بشاعة إغواء أولاد الله بالخطية.
وبالطبع فإن هذه الحادثة توضح لنا
أن خاطئا واحدا يستطيع أن يتلف
خيرا كثيرا وأن يسبب شرا كثيرا.
ولذلك، يجب على الذين يتجربون من
جهة التساهل مع الخطية أن يتعلموا
من تاريخ بلعام أن نتائج الخطية
بعيدة المدى. لقد كان بلعام يعرف
الحق جيدا حتى أنه اعتُبر من أكبر
أنبياء الله. لقد كان يعرف قوة
الرب الحقيقية، ولكن كان في طبعه
شيء ما في منتهى الاعوجاج. لقد
كان يعرف أنه إذا سقط بنو إسرائيل
في الزنى والعبادة الكاذبة
ينهزمون. وربما التمس لنفسه العذر
في طمعه لأنه لن يكون مرتكبا
لخطية الزنى أو عبادة آلهة
الغريبة، لكنه أحب أجرة الإثم
(2 بطرس 15:2).
فإلي من يحاول أن يغوي الآخرين
بالخطية من أجل مصلحته الشخصية،
يقول الرب يسوع: خير له لو
طوّق عنقه بحجر رحى وطُرح في
البحر من أن يعثر أحد هؤلاء
الصغار (لوقا 2:17).
بدا بلعام أنه من رجال الله
بقوله: الكلام الذي يضعه الله
في فمي به أتكلم. وحتى إلى
أعداء شعب الله فإنه يقول:
لتمت نفسي موت الأبرار ولتكن
آخرتي كآخرتهم (عدد
25:23-26،10،12؛ قارن مع
18:22،38؛ 13:24). لقد منح الله
لبلعام بصيرة روحية في مواقف
متعددة، لكن المساومات خدعته
للغاية. فما أسهل أن يقول
الإنسان: لتمت نفسي موت
الأبرار، وهو في نفس الوقت
يسعى وراء شهوات الجسد. فلم يكن
صدفة لبلعام أن يختار أن يعيش وسط
المديانيين - ربما في تنعم - إذ
كان يحظى بتقدير الملك والشعب.
وقد نقول اليوم عن بلعام: يا له
من غبي! ولكن، ألا يوجد بيننا
كثيرون مثله - يعتقدون أنهم
يقدرون أن يفوزوا بمكافآت العالم
الخاطئ والعالم الروحي معا؟
يثق الكثيرون - مثل بلعام - في
محبة الله ورحمته وصبره، لكنهم
ينسون أنه أيضا إله بار وقدوس.
إذاً يجب أن يكون هناك تغيير جذري
داخل كل مؤمن - تغيير في الدوافع
والأهداف ومصادر الفرح الحقيقي.
فليس هناك أخطر من أن نرى الجانب
المحب في إلهنا فقط ، لأنه
بدون القداسة لن يرى أحد الرب
(عبرانيين 14:12).
فإننا نعرف الذي قال: لي
الانتقام أنا أجازي يقول الرب ...
مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي
(عبرانيين 30:10-31).
إعلان عن
المسيح:
كالشخص الذي يحكم بالعدل على
الأشرار (عدد 1:31-12؛ قارن
مع 2 تسالونيكي 7:1-9).
أفكار من
جهة الصلاة:
صل عندما تكون في ضيق وألم
(يعقوب 13:5).
قراءة اختيارية:
لوقا 13
آية الأسبوع للحفظ:
أفسس 5 : 7