20 شباط (فبراير)
اقرأ عدد 16 -- 18
تعرض موسى مرة أخرى للمقاومة -
هذه المرة من أولاد عمومته -
الرؤساء الأساسيين للأسباط الاثني
عشر، فقد انقاد 250 من قادة
إسرائيل وراء قورح وداثان وأبيرام
للتمرد على موسى وهارون. وكان هذا
التمرد مزدوجا. فلقد كان قورح من
بني لاوي وفي نفس الوقت كان من
بني قهات، وعلى ما يبدو أنه كان
يشتهي وظيفة الكهنوت، لأن موسى
واجهه بالقول: تطلبون أيضا
كهنوتا (عدد 10:16). أما
داثان وأبيرام، وهما من بني
رأوبين، فلقد كان تمردهما على
موسى وهارون ذا طابع سياسي، إذ
قالا لهما: ما بالكما ترتفعان
على جماعة الرب؟ (3:16)،
حتى تترأس علينا ترؤّسا ... لا
نصعد (13:16-14).
فاشتكوا على موسى وهارون أنهما
يتخذان لأنفسهما سلطة أكبر من
اللازم. وكانت حججهم تبدو منطقية
للغاية: كفاكما، إن كل الجماعة
بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب، فما
بالكما ترتفعان على جماعة الرب؟
لقد كانت بالفعل الجماعة كلها
أمة مقدسة (خروج 6:19)، ولكن
هؤلاء الرجال رفضوا أن يعترفوا
بأن موسى وهارون معينان من قبل
الرب للقيادة بينما هم معينون من
قبل أنفسهم. إن الكبرياء تؤدي
دائما إلى العمى الروحي.
بعد ذلك أمر الله بأن ينفصل
الشعب كله عن خيام هؤلاء القادة
الثلاثة. وخاطب موسى الجماعة كلها
قائلا: بهذا تعلمون أن الرب قد
أرسلني لأعمل كل هذه الأعمال
وأنها ليست من نفسي، إن مات هؤلاء
كموت كل إنسان وأصابتهم مصيبة كل
إنسان فليس الرب قد أرسلني. ولكن
إن ابتدع الرب بدعة وفتحت الأرض
فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا
أحياء إلى الهاوية تعلمون أن
هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب.
فلما فرغ من التكلم بهذا الكلام
انشقت الأرض التي تحتهم - كما
لو كان قد حدث زلزال عظيم، فسقط
هؤلاء الرجال وأسرهم في الهوة
ودفنوا أحياء (عدد 28:16-31).
وفي نفس اللحظة التي أوقع الله
فيها قضاءه على هؤلاء الرجال
الثلاثة، اندلعت نار والتهمت الـ
250 رئيسا الذين تمردوا بحسب
الظاهر على موسى ولكنهم في حقيقة
الأمر كانوا يتمردون على الرب.
والشيء الغريب أن الجماعة بدلا من
أن تعلن توبتها وجهت اللوم إلى
موسى من أجل الأشخاص الذين لقوا
حتفهم. ونتيجة لذلك، حدث وباء في
الشعب وكان من الممكن أن يقضي على
الجميع لولا أن موسى وهارون قدما
كفارة عن الشعب رأفة بهم. ولكن
14700 شخصا كانوا قد ماتوا بسبب
هذا التمرد (10:16،49).
بعد ذلك قصد الله أن يزيل كل
شك لدى الشعب في أنه قد اختار
موسى قائدا لهم وهارون رئيس كهنة
لهم، فطلب من رؤساء الأسباط أن
يحضروا كل واحد عصاه، وهي تشبه
العكاز ولكنها أطول منه وترمز
للسلطة. وأمرهم أن يضعوا عصيهم مع
عصا هارون أمام الرب، وفي اليوم
التالي سيظهر من الذي اختاره
الرب.
وفي اليوم التالي ظلت جميع
العصي ميتة كما هي أما عصا هارون
فقد دبت فيها الحياة بطريقة
معجزية وأخرجت براعم، وأوراقا،
وزهورا، وثمار لوز . البراعم ترمز
إلى الحياة، والزهور تعني الجمال
والرائحة العطرة، والثمار هي
علامة الشبع.
إن عصا هارون ترمز إلى المسيح،
كعرق من أرض يابسة (إشعياء
2:53)، ليس له صورة ولا جمال
لنشتهيه. وهي تعبر عن احتياجنا
للوجود في محضر الرب (عدد 10:17).
فالغصن لا يقدر أن يأتي بثمر إن
لم يثبت في المسيح (يوحنا
1:15-6).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من الرب أن يعطيك رحمة
وشفقة على الآخرين (يهوذا
21:1-22).
قراءة اختيارية:
لوقا 7
آية الأسبوع للحفظ:
أفسس 5 : 7