19 شباط (فبراير)
اقرأ عدد 14 -- 15
بعدما تركوا برية سيناء، اتجه
بنو إسرائيل شمالا حتى وصلوا إلى
قادش برنيع، حيث كان في إمكان
الشعب أن يروا أرض الموعد. وقد
استغرقت الرحلة من مصر، بما فيها
البقاء لمدة 12 شهرا في جبل سيناء
(حوريب)، حوالي 16 شهرا. وقد
أصبحوا الآن يقفون على مشارف تلك
الأرض المجيدة التي وعدهم بها
الرب، إذ أصبحت على مرمى البصر،
وأمكنهم أن يتذوقوا العينات
المميزة من الفاكهة الجيدة التي
أحضرها لهم الجواسيس. وقد أجمع
الاثني عشر جاسوسا على أن أرض
كنعان أرضا تفيض لبنا وعسلا (عدد
27:13) - رمزا لخصوبتها الفائقة.
فلم يشك أي واحد من الجواسيس
الاثني عشر في مدى روعة الأرض
(لاحظ عبرانيين 4:6-6).
كان بنو إسرائيل قد وضعوا الدم
على قوائم أبوابهم - وهو عمل
إيماني ضروري من أجل الخروج من
مصر، وأكلوا من الخروف طبقا لكلام
الله، وعبروا البحر الأحمر وراء
موسى رمزا للمعمودية (1 كورنثوس
2:10)، ووصلوا حتى جبل سيناء حيث
تلقوا الناموس، وأكملوا خيمة
العبادة. ومع ذلك فلقد حرموا من
أفضل بركة أعدها الله لهم في
الجزء الباقي من حياتهم.
لاحظ خطوات الفشل. أولا، ناحوا
- بكى الشعب تلك الليلة -
وهو عمل يدل على الإشفاق على
الذات (عدد 1:14). ثانيا،
تذمروا واشتكوا طوال النهار -
وهو عمل يدل على عدم الثقة في
رحمة الله (2:14)، وثالثا، أدى
موقفهم هذا إلى التمرد العلني
(3:14-4).
لاحظ الاقتناع الراسخ لدى يشوع
وكالب : إن سر بنا الرب يدخلنا
إلى هذه الأرض ويعطينا إياها أرضا
تفيض لبنا وعسلا، إنما لا تتمردوا
على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض
لأنهم خبزنا، قد زال عنهم ظلهم،
والرب معنا لا تخافوهم
(8:14-9).
فيمكننا أن نعتمد على سرور
الرب بنا رغم عدم استحقاقنا.
إن سر بنا الرب - يتكرر ذكر
هذه العبارة كمصدر لبركات الرب
للإسرائيليين وأيضا للمسيحيين
الحقيقيين(تثنية 37:4؛ 7:7-8؛
أفسس 3:1-6؛ 2 تيموثاوس 9:1).
ودعونا نتذكر أيضا أن سروره بنا
يمكن أن يزول بسبب تذمرنا وعدم
طاعتنا.
إن الإيمان لا يتجاهل الصعوبات
ولكنه يواجهها بوعود الله وقدرته.
لذا فلنجاوب بإيمان قائلين: لا
تتمردوا على الرب. إن الأسوار
العالية، والعمالقة، وكل المشاكل
المعقدة الأخرى التي واجهت بني
إسرائيل ليست إلا امتحان ثقتهم في
حكمة الله وقدرته على إتمام
كلامه. وكانت حجة يشوع الثالثة:
لا تخافوا من شعب الأرض.
فإن الخوف من العدو معناه عدم
الثقة في الرب (إشعياء 13:8-14؛
عبرانيين 6:13). فمع الله نحن
دائما أغلبية (خروج 13:14؛ 2 ملوك
16:6؛ 2 أخبار 11:14؛ 12:20؛
7:32-8؛ رومية 31:8).
وبطريقة خاصة جدا، فإن قراءة
اليوم يجب أن تحظى بأقصى اهتمام
من جانبنا جميعا حيث أنها تأتي في
ختام رحلة بني إسرائيل تحت قيادة
الرب وبداية السنوات الضائعة من
التيهان في البرية (عدد
4:14،41-45).
فمهما كانت القوة الكامنة في
الأعداد المجردة أو في الممتلكات
المادية، فهي لا يمكن الاعتماد
عليها من أجل تقدم ملكوت الله،
فهو قد اختار ضعفاء العالم
ليخزي الأقوياء (1 كورنثوس
27:1). فلنخف أنه مع بقاء وعد
بالدخول إلى راحته يُرى أحد منكم
أنه قد خاب منه ... فلنجتهد أن
ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في
عبرة العصيان هذه عينها
(عبرانيين 1:4-11).
إعلان عن
المسيح:
كمجد الله (عدد 22:14). يسوع
المسيح هو بهاء مجد الله
(عبرانيين 3:1).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطرح كل همومك واهتماماتك على
الرب: إنه يعتني بك (1
بطرس 7:5).
قراءة اختيارية:
لوقا 6
آية الأسبوع للحفظ:
غلاطية 5 : 24