18 شباط (فبراير)
اقرأ عدد 12 -- 13
كانت مريم مميزة عن جميع نساء
إسرائيل، فلقد كان لها مسحة
النبوة، وكانت موهوبة في الموسيقى
وفي الترنيم (خروج 20:15؛ ميخا
4:6). وهي أيضا الأخت الكبرى
لموسى الذي كان قائدا لبني
إسرائيل. ومريم هي التي وضعت موسى
في السلة في مياه النيل وهي التي
اتفقت مع ابنة فرعون بأن تستأجر
أمه كمربية له. وكانت أيضا أخت
هارون رئيس الكهنة. ولكن تكلمت
مريم وهارون على موسى بسبب المرأة
الكوشية التي اتخذها، لأنه كان قد
اتخذ امرأة كوشية. فقالا هل كلم
الرب موسى وحده؟ ألم يكلمنا نحن
أيضا؟ فسمع الرب (عدد
1:12-2). وحيث أن هذا الزواج يرد
ذكره مرتين، فمن الواضح أن بسببه
لم تعد مريم تشغل مركز السيدة
الأولى في إسرائيل وتمارس تأثيرها
المستمر على موسى، لأن امرأة أخرى
قد أخذت هذا المكان.
كان هارون متكلما بارزا ناب عن
موسى في المساومة مع فرعون لأجل
إطلاق بني إسرائيل من مصر. والآن
نجده هو ومريم مستاءين، ويبدو أن
الأمر بدأ بالغيرة بسبب المرأة
التي تزوجها موسى. وسرعان ما أدت
الكبرياء إلى الانتقاد. وفجأة
تكلم الله وطلب أن يلتقي بمريم
وهارون وموسى. وربما شعرت مريم
بالارتياح ظنا منها بأن الله أيضا
مستاء من جهة موسى وأنه سوف يطيب
خاطرها. ولكنها في الواقع تلقت
أكبر صدمة في حياتها. ففي خلال
لحظات، لهول رعبها، أصيبت بنوع
شديد من البرص.
إن امتلاك المواهب الروحية
العظيمة ليس مبررا لأي إنسان أن
يخطئ. فإن المنتقدين والمغتابين
سرعان ما يجدون أنفسهم خارج نطاق
خدمة الله. لقد وقع العقاب على
مريم وليس على هارون. فإن الفعل
في عدد 1:12 يأتي بصيغة المؤنث
والمفرد، مما يدل على أن مريم هي
المحرضة. وهارون كالمعتاد كان من
السهل التأثير عليه للوقوع في
الخطأ كما سبق وخضع لرغبة الشعب
في أمر العجل الذهبي (خروج
1:32-8،21-24). وقد نجحت مريم،
كما يفعل الكثيرون، في إعطاء
الانطباع بأن اهتمامها نابع من
دوافع روحية. ولكن الله كان يرى
كبرياءها البغيضة وحقدها وغيرتها.
حقا، إنها خطية كبيرة أن نتكلم
على خدام الله الممسوحين. هم
بالطبع يخطئون أحيانا وقد يظهر
عليهم الانفعال أو الضيق. ولكن
رغم ذلك فإنها خطية أمام المسيح
أن يتكلم أي إنسان بالشر على
الأشخاص المختارين منه لإكمال
مشيئته أو أن يشعر بالضغينة تجاه
الشخص الذي يستخدمه الله لتعليم
كلمته. فينبغي علينا أن نشعر
بعظمة ورهبة قول الرب لمريم
وهارون: فلماذا لا تخشيان أن
تتكلما على عبدي موسى؟ فحمي غضب
الرب عليهما (عدد 8:12-9).
إن الشخص الطماع لا يشبع من
المال، والشخص المتكبر لا يشبع من
المدح، والشخص الطموح لا يشبع من
التكريم. فالشهوة هي عطش لا يرتوي
أبدا. عندما يرتفع شخص كان أدنى
منك فأصبح أسمى منك سواء في
الوظيفة أو الغنى أو الشهرة أو
الشعبية، فاحترس وصل لئلا تقع في
خطية مريم. إن الكبرياء تتخذ
أشكالا كثيرة، إذ تعتمد على النسب
والجمال والغنى والتعليم
والمواهب؛ ولكن الكبرياء الروحية
هي أخطر الكل وهي الأكثر دمارا
وخداعا لصاحبها وهي أيضا الأكثر
إهانة لله.
ليُرفع من بينكم كل مرارة
... وسخط ... وغضب ... وصياح ...
وتجديف ... مع كل خبث ...
متسامحين كما سامحكم الله أيضا في
المسيح (أفسس 31:4-32).
إعلان عن
المسيح:
من خلال موسى الخادم (عدد
8:12). فالمسيح هو الخادم
المختار من الله (متى 18:12).
أفكار من
جهة الصلاة:
سبح الرب واشكره لأنه قادر أن
يفعل أكثر جدا مما نطلب أو
نفتكر (أفسس 20:3).
قراءة اختيارية:
لوقا 5
آية الأسبوع للحفظ:
غلاطية 5 : 24