6 شباط (فبراير)
اقرأ لاويين 14 -- 15
عندما يُحكم على أحد
الإسرائيليين أنه مصاب بالبرص،
فإنه يشق ثيابه ويكشف رأسه
للتعبير عن الحزن الشديد والمذلة
العميقة. وكان أيضا يغطي شفته
العليا بقطعة قماش من الكتان، كما
يفعلون مع الميت، للتعبير عن أنه
ميت متحرك (2 ملوك 7:5؛ حزقيال
17:24). وكان الأبرص يُعزل في
الحال عن الشعب وأيضا عن جميع
العبادات المستقبلية. وكان هذا
الشخص البائس يعبر للمرة الأخيرة
في المحلة صارخا: نجس! نجس!
(لاويين 45:13-46) - وكأنه يقول:
"ابعدوا عني لأني مثل الجثة
الميتة النجسة".
كان البرص يفصل الزوج عن زوجته،
والأب عن أولاده، والصديق عن
صديقه. وكان يُطرد الإنسان من
بيته ليعيش خارج أبواب المدينة
الآمنة في استبعاد موحش مدى
الحياة بعيدا عن الحياة
الاجتماعية وعن العبادة.
وعندما يظهر البرص في البداية،
فإنه يبدو أمرا بسيطا - مجرد بقعة
صغيرة بيضاء أو حمراء على الجلد -
وهو في مراحله الأولى لا يسبب أي
ألم. وقد تستمر البقعة شهورا بل
وأيضا سنينا قبل أن تبدأ في النمو،
ولكنها عندئذ تسبب تشوها بشعا
وشاملا في كل أجزاء الجسم، وتؤدي
إلى حدوث انتفاخات تشبه الأورام
على الوجه واليدين. ومع حركة
المفاصل تحدث تشققات عميقة دامية
ومؤلمة. فتتشوّه أصابع اليدين
والقدمين وتصير خشنة ومشققة.
وتنتفخ أظافر الأصابع وتصبح
ملتوية ثم تسقط. ومع تدهور حالة
البرص، تتكون في الجسم قرح نتنة
وتصاب اللثة بالنزيف. وفي النهاية
يتآكل الأنف تماما وتسقط الأصابع
من اليدين ومن القدمين تاركة
خلفها جذامات قصيرة من اللحم
المتآكل. وبمرور الزمن يصبح
الأبرص نحيفا وهزيلا، ويصاب
بالإسهال والحمى الحارقة والعطش
الشديد. وعلى الرغم من مظهره
المقزز، فمن يستطيع أن ينظر إلى
الأبرص ولا يشعر بالشفقة نحوه؟
لا يوجد مرض يحتل مثل هذه
المساحة في الكتاب المقدس مثل
البرص، ذلك لأنه يصور كيف أن
الخطية تبدو بسيطة في البداية،
ولكن نتائجها في النهاية تكون
بشعة وكريهة ومميتة. إن النتيجة
الخطيرة لأي نوع من أنواع النجاسة
هي أنها تفصل الإنسان عن الله في
الحال، كما كتب بولس إلى أهل
رومية وأفسس قائلا: لذلك
أسلمهم الله أيضا في شهوات قلوبهم
إلى النجاسة لإهانة أجسادهم
... [أي أسلمهم لقوة الخطية
المدمرة] ... لذلك أسلمهم الله
إلى أهواء الهوان ... الذين إذ هم
قد فقدوا الحس أسلموا نفوسهم
للدعارة ليعملوا كل نجاسة في
الطمع (رومية 24:1-26؛ أفسس
19:4؛ أيضا 2 بطرس 19:2). إنهم
يعيشون في حالة من الموت المتحرك
ولا رجاء لهم في الشفاء ما لم
يرجعوا إلى المسيح بالتوبة
الصادقة عن خطاياهم. وليس لهم أي
أمل سوى الموت - الموت الأبدي.
فإن مصيرهم المحقق هو البكاء
والعويل وصرير الأسنان (متى 12:8؛
42:13،50؛ 13:22؛ 51:24؛ 30:25؛
لوقا 28:13). لكنه قال يسوع:
أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم
أفضل (يوحنا 10:10).
إعلان عن
المسيح:
من خلال الكاهن الذي يقدم
الكفارة عن الأبرص (لاويين
20:14). لقد قام المسيح
بالتكفير عن خطايانا (رومية
11:5).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من رب الحصاد أن يرسل
فعلة إلى حصاده (متى 38:9).
قراءة اختيارية:
مرقس 9
آية الأسبوع للحفظ:
أفسس 5 : 5