FREE media players is required to listen to the audio

4 شباط (فبراير)

اقرأ لاويين 9 -- 10

كانت هناك ذبيحتان، ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم. لا يقال عنهما وقود رائحة سرور - بمعنى أنهما لا يجلبان الفرح إلى قلب الله حيث أنه قدوس ويبغض الخطية ولا يستطيع أن يسكن حيث توجد الخطية. ثم قدم هارون قربان الشعب وأخذ تيس الخطية الذي للشعب وذبحه وعمله للخطية ... ثم رفع هارون يده نحو الشعب وباركهم (لاويين 15:9،22،24).

كانت ذبيحة الخطية إجبارية، لأننا بالطبيعة أبناء الغضب (أفسس 3:2)، وكانت ذبيحة الإثم مطلوبة للتعويض عن خطايانا الكثيرة تجاه الله والناس.

كانت هاتان الذبيحتان لازمتين لاسترداد العلاقة بين الله والإنسان. ولم تكن الذبائح الثلاث الأخرى مقبولة إلا بعد تقديم هاتين الذبيحتين. ويوجد ارتباط وثيق بين هاتين الذبيحتين على الرغم من التمييز الواضح بينهما. فذبيحة الخطية تشير إلى المسيح الذي حمل الخطية - أي جُعل خطية لأجلنا (2 كورنثوس 21:5). أما ذبيحة الإثم فتشير إلى المسيح الذي مات من أجل خطايانا الكثيرة (رومية 6:5؛ 1 كورنثوس 3:15؛ 2 كورنثوس 15:5؛ 1 يوحنا 7:1،9)، وفتح الطريق الذي يتيح للإنسان الخاطئ أن يقترب إلى الله وينال القبول.

في هذه الذبائح، كان مقدم الذبيحة يتوحد مع الذبيحة بأن يضع يديه بقوة على رأس الذبيحة. وهذا يرمز إلى انتقال خطاياه - التي يستحق من أجلها الموت - إلى الذبيحة التي ستموت بدلا منه. وحيث أنه هو الذي أخطأ، فإن مقدم الذبيحة يقوم بذبحها.

فلا بد من تنفيذ القضاء على الخطية. سواء رأيناها خطية غير مقصودة، أو أنها صنعت بجهل، أو لها مبرراتها، فهي على جميع الأحوال لا يمكن تجاهلها. والإنسان يعرف الإغراءات والتجارب والسقطات والخطايا، ولكن الحيوان لا يعرف شيئا من هذا ولذلك فهو يقدر أن يكون كفارة مؤقتة عن الخطية. ولكن ذبيحة المسيح وحدها هي التي تقدر أن تمحو الخطية وتفي متطلبات قضاء الله على خطية الإنسان. فالذبائح كانت مجرد رموز للذبيحة الكاملة التي قدمها ابن الله الوحيد.

إن المسيح هو "ذبيحة الإثم" من أجلنا - مسامحا لكم بجميع الخطايا؛ إذ محا الصك الذي علينا.. مسمرا إياه بالصليب (كولوسي 13:2-14؛ أيضا 2 كورنثوس 19:5).

إن الخطية هي عصيان ضد إرادة الله الصالحة - وهي لا تشمل فقط أن يعمل الإنسان الشر بإرادته، بل أن يحجم عن عمل الخير عندما يكون في استطاعته (يعقوب 17:4). وعند تقديم ذبيحة الإثم، يجب على المذنب أن يعترف بالخطأ الذي ارتكبه. على سبيل المثال عند التعدي على أملاك الغير، كان المذنب يقدم الذبيحة اعترافا منه بالذنب. وبعد ذلك يجب عليه أن يعوض عن كل المسروقات إلى صاحبها مع إضافة خمس قيمتها.

ولم تكن ذبيحة الإثم تشمل المذنب فقط، بل تتضمن أيضا الشهود. فإن الله يطالب بتوقيع العقوبة على المذنب، ولكن أي شخص يكتم الدليل يصبح مشتركا في الجريمة - هذا ما يتجاهله الكثيرون اليوم (لاويين 1:5؛ 2 يوحنا 9:1-11). ولتوضيح هذه النقطة، عندما أسقط الله أريحا بواسطة يشوع اتضح أن عخان قد احتجز لنفسه رداء شنعاريا وأيضا بعض الذهب وأشياء أخرى (يشوع 21:7). عندئذ لم يحكم بالموت على عخان فقط، بل على أسرته بأكملها بسبب خطية الأب. والمقصود هنا هو أن الأسرة كانت على علم بالخطية فصاروا مذنبين لأنهم لم يخبروا عنها. لذا عندما كشف الرب عن فِعلة عخان، لم يُرجم وحده وإنما رجمت معه زوجته وبنوه وبناته.

لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه ...فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ... دان الخطية في الجسد لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (رومية 3:8-4).

 

إعلان عن المسيح:

من خلال الذبيحة التي بلا عيب (لاويين 3:9؛ قارن مع يوحنا 29:1).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب من الرب أن يعطيك الكلمات المناسبة لمشاركة المسيح مع الآخرين (متى 18:10-20).

 

قراءة اختيارية:

 

مرقس 7

آية الأسبوع للحفظ:

 

غلاطية 5 : 24